د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
الرئيس علي ناصر محمد.. الإنسان كما عرفته
الرئيس علي ناصر محمد دخل معترك السياسة في بداية شبابه وينحدر من أسرة قبلية عريقة وقد تعرفت عليه في تعز عام 1965بعد أن أكملت الدراسة المتوسطة في زنجبار وكنت أبحث عن منحة دراسية إلى مصر لمواصلة دراستي وكنت ضيفا عند أبناء عمومتي آل أبوبكر بن فريد ، وقد تعرفت عليه بالصدفة في تعز وكان برفقة شباب من دثينة ومنهم ناصر السقاف والمجعلي وآخرين ، التحقوا بالثورة في الستينات وبعد أن تعارفنا دعاني الرئيس علي ناصر وكان في مطلع شبابه حينذاك إلى مقهى الشرق في فندق الاخوة الجديد الواقع على ربوة مرتفعة تطل على تعز وشربنا الشاي ولم تطل جلستنا أكثر من نصف ساعة وكان الرجل في غاية اللطف والكياسة والاتزان ولم يفصح لي حتى عن توجهاته الحزبية وكان الحديث عاما تناول جزء منه الهم الجنوبي ولم نتقابل بعد ذلك إلا في دمشق عام 2004م عندما ذهبت إلى مكتبه الواقع في حي المزة والمكون من عمارة 4 أدوار وأسس فيها مكتبا للدراسات والبحوث يعمل فيه نخبة من الدكاترة والمختصين السوريين ،وقابلته في حديقة العمارة المذكورة وكان برفقته اثنان من الضباط من قبيلة باكازم ، وكعادته لطيف المعشر بشوشا خلوقا وعندما ذكرته بتلك المقابلة اليتيمة في الستينات تذكرني وأهديته نسخة من كتابي " تاريخ قبائل العوالق" عام 2004م وقال لي : (أنا أنوي إصدار كتاب جديد يتناول ما جرى في عدن وتجربتي في الحكم حتى 1986م ولكن زملائي في الحزب الاشتراكي طلبوا مني التريث وأجلت الموضوع برمته )
و لم نتقابل بعد ذلك ولكنني كنت أتابع نشاطاته ومحاولاته لملمة الصف السياسي الجنوبي بكل همة ونشاط ، وقبل اسبوع أهداني ابن عمي كتابين للرئيس علي ناصر وسعدت جدا بهما وكنت أتوقع أنه سيتناول أحداث يناير الدامية وعندما عكفت على قراءة الكتاب الأول بعنوان "الطريق إلى عدن " ووجدته قد تجاوز تلك الأحداث الدامية بل لم يذكرها اطلاقا سررت جدا بعقلانيته وتجاوزه تلك الأحداث الدامية التي أدت إلى سقوط الوطن الجنوبي ، وعندما بدأت القراءة شدتني محتوياته ومضمونة وتجاوز الرئيس السياسة والصراع على الحكم في عدن ولقد سعدت كثيرا بكل سطر خطه بقلمه في الكتاب حتى أنهيت قراءته في 4 أيام ، يقول في المقدمة:،
" إن هذا الكتاب دعوة إلى الاهتمام بدراسة العادات والتقاليد في بلادنا وأنماطها وتأثيرها في حياة الشعب ، ودعوة إلى الحفاظ على أفضل هذه العادات وإحيائها وحمايتها من الاندثار ، وهو أيضا دعوة للباحثين والكتاب ، وخاصة المهتمين بالعلوم الاجتماعية وإلى دراسة العادات والتقاليد والفنون والأغاني والرقصات والفلكلور الشعبي وتسجيلها وتوثيقها "
ويتكون كتاب :"الطريق إلى عدن " من 422 صفحة و 13 فصلا ثم الخاتمه و5 ملاحق ،ومحتويات الكتاب كما يلي :
الفصل الأول :
الطفولة والنشأة ،ولد في بيئة قبلية مشحونة بالحروب القبلية في دثينة التي أطلق عليها أهلها لاحقا اسم "جمهورية دثينة" ولم يكن لها لا أمير ولا سلطان يحكمها ،وأسهمت الحروب القبلية في انتشار العوز والجوع في هذه المنطقة الزراعية الخصبة ،وعن المعلامة يقول المؤلف "ما زال في ذاكرتي بعض ملامح حياتي الأولى ، وخاصة رغبتي في التعلم ، إذ كان الأولاد في عمري يلتحقون بالكتاب ( المعلامة ) عند العلامة صالح بنيص وتعلمنا القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم أو بعض السور كما تعلم الصلاة والصيام والوضوء ثم التحقت بمدرسة أحور وكان يشرف عليها السيد علي المشهور وكانت مناهج المدرسة معتمدة بمستعمرة عدن وكان التركيز فيها على مادتي اللغة العربية والدين كانت المصاعب اكبر من مصاعب الصبي التي لا تسمح بأن يواصل دراسته .
الفصل الثاني :
أقنعت والدي بالسفر الى عدن التي تبعد 209 كم حين كانت السيارات تأتي من عدن إلى دثينه ولكن سافرنا على الجمال وكان قائد رحلتنا جمل طاعنا مجربا يعرف الدروب الواعرة ويحفظ المسالك وكان معنا بعض الجمالين الذين يعرفون الطرق خطوة بخطوة وقرية قرية وجبلا جبلا كان أحمد مسعود برطم أو " العصار " كما يدعى قائد الرحلة وكان صاحب الجمل الطاعن المجرب وكان رفقاء الرحلة يعرفون أن الطريق الطويلة إلى عدن لا يقطعها سوى الأحاديث والقصص والحكايات والغناء الشعبي .
ولم يغب عن بالي تلخيص كافة فصول الكتاب ولكنني عدلت عن ذلك حتى لا أحرق الكتاب واكتفيت بعناوين الفصول الباقية .
الفصل الثالث :دخول الإنكليز إلى دثينة عام 1942م .
الفصل الرابع :عادات وأعراف .
الفصل الخامس :سلطنة الفضلي .
الفصل السادس :الزراعة والمجاعة .
الفصل السابع :مائدة من الجراد المشوي .
الفصل الثامن :آل الظهر وبيت البسم .
الفصل التاسع :الوصول إلى شقرة .
القصل العاشر :السفر ليلا وحكايات عن السيارات .
الفصل الحادي عشر : المسيمير القطن والغجريات .
الفصل الثاني عشر كائن أسطوري له رغوة وزبد .
الفصل الثالث عشر :الوصول إلى عدن .الخاتمة .
ملاحق الكتاب عددها خمسة .
الشخصية الرئيسية في الكتاب :
الشخصية الرئيسية التي تسرد الأحداث واختارها المؤلف لتسرد معظم محاور الكتاب هي شخصية العم سليمان وهذه الشخصية جعل منها المؤلف ايقونة الكتاب التي تحكي كل ما ورد في الكتاب والذي هو أقرب إلى ادب القصص السردية الممزوجة بأدب السيرة الذاتية ، وعموما نبارك لسيادة الرئيس على هذا الكتاب الهام الذي يوثق الكثير من العادات والتقاليد والتاريخ والشعر القبلي والأحكام ويثري المكتبة العربية بمورث الوطن الجنوبي .
د. علوي عمر بن فريد