هادي شوبه يكتب لـ(اليوم الثامن):
التخلي عن الإلحاح بالإصلاح في المجتمع غير مقبول
هناك الكثير من الأشياء الجميلة والخصال الطيبة المطلوب تواجدها بقوة في حياة الإنسان وهي تعتبر من الضروريات المهمة الواجب ان تلزمه أثناء تعامله مع كل المجريات التي تصادفه وما هو حاصل وتظل مرافقة له في جميع حركاته حيث يفترض منه بدوره صونها وعدم تخليه عنها تحت اي ظروف فهي لا تتخلى عن الشخص او تذهب منه قد تتوارى عن الأنظار في حالة ان يقوم بالتفريط بها وتركها فهي كريمة عزيزة لا تظهر للشخص بغير داعي ولا تفرض نفسها على من لا يريدها هي نعم تظل موجوده في مكان خفي يحمله الإنسان بحيث تكون بقربه إذ نادى عليها تظهر مسرعة له لتلبية النداء تلك الصفات والخصال الطيبة النابعة من حضن الضمير والأخلاق التي من الواجب رعايتها بالشكل المناسب لتكون محيطة براعيها امام الجميع وتسمو به في اوساط المجتمع
وتشمل هذه الصفات الكثير من الخصال الجميلة التي يأتي من ضمنها الإلحاح بالإصلاح في المجتمع وعلى جميع من يرعى صفاته عدم الرضوخ لأي عامل من العوامل المضادة أو الوقوع عند اي حجر قد يتعثر بها في مسيره بل عليه المكافحة والمضي قدما وهو بكل ثقة و إلحاح مستمر على صنعه الجميل وعزم كالجبال في النية بالعمل الطيب والتمسك به والربط على أنه لن يثنيه شيئًا عن ذلك وقد يجد الكثير من العراقيل والموانع المفتعلة أمامه لما يقوم به والمقصود بما يواجهه في طريقه ان يكف عما ينويه هادفة إلى إيقافه وتلك الموانع تأتي بعدة أشكال مباشرة وغير مباشرة منها المضايقات أو المكر والتهديدات وما هو مشابه لها من الطرق المختلفة التي سيقومون بإتخاذها في سبيل ايقافك ومنعك مما تريد صنعه
ففي مثل هذا الموقف على من ينوي الصلاح ألا يخاف او يستسلم لمن هم سيتأثرون وتتضرر مصالحهم من الإلحاح بالإصلاح في الأرض سواء كان المقصود فعله بإلحاح في نطاق العمل الوظيفي او في النطاق العام بالمجتمع امضي في خط سيرك بالعمل الصالح الذي تحثك عليه صفاتك زارعا الخصال الطيبة لمن حولك بدافع أخلاقي من ضمير حي ومعونة من خالق جعل لك الولاية والمسؤولية عليها جميعا فسيكفيكهم الله ولو هم كارهون فالتخلي عن الإلحاح بالإصلاح في المجتمع غير مقبول لما ينتجه من أثر وضرر لتغييب الصفات والخصال وإفقاد الأخلاق وعيها ليتعمق السوء والفساد في الارض بلا رادع