هادي شوبه يكتب لـ(اليوم الثامن):
المجتمع لا يجني الثمار الجيدة من الزرع السيئ
لا تتفاجأ عندما يخيب ظنك وتكون متأسفاً لما تجنيه مما قمت بزراعته فليس هناك ما يدعو للاستغراب في هذا الأمر حيث من الطبيعي والمعروف جداً أن لا تنتظر من أن يتساقط عليك رطباً جنيّاً او تحوز على فاكهة مما تشتهي من الأشواك التي قمت بزراعتها فهي لن تأتيك بالثمار الجيدة بل قد تأتيك بالثعابين التي ستكون مخبأ ملائماً لهم ولا يغرك جمال بعض الزهور التي تقوم بتربيتها متأملاً في ان تزين لك المكان وان تحظى منها بالروائح الزكية والعطرة الفواحة وتتفاجأ بعدها من انه لا يصدر منها غير رائحة كريهة معكرة لصفاء الجو وجالبة الكثير من الذباب لتحوم عليها في الأجواء فكم من كثير كان متخذاً شكلاً جميلاً للنظر ويكون مصدراً بعكس صورته للأشياء الكريهة والقبيحة .
المجتمع لا طاقة له بتحمل الأخطاء التي تؤثر عليه وتحمل له الأضرار التي ستفتح له عدداً من الأبواب ليشغل بها ويتخبط بالأبواب الداخلية التي يتم فتحها فيه بينما المفترض ألا ينشغل بغير البناء والتحسين والتقدم في كل الجوانب ساعياً بالمضي قدماً إلى الأفضل ولا أحد يعلم هل من اسباب ذلك هي عدم الدراية بمثل هذه الأمور او لتجربة الحظ مع عدم المبالاة بالعاقبة فيه او تحصيل حاصل موجود ليس له بديل أفضل على الأرض ونحن نستبعد الخيار الأخيار لأن البذور الطيبة يستحيل أن تنفذ من الناس فالأفضل يتواجد في الأشخاص دائماً ولكن في بعض اللحظات وبتبرير غير حقيقي قد يظن من زرع هذا بأنه لم يكن لديه خيار آخر .
فحري بالشخص أن يكون حريصاً بعناية فائقة في اختيار ما يقوم بزراعته مهما تتعدد وتختلف طرق الزراعة قولاً وعملاً عليه ألا يغرس في المجتمع إلا خيراً وينشر فيه البذور الطيبة النافعة له ولغيره برعاية مستمرة تأتي بثمارها الجيدة للجميع بتعزيز شامل في كل النواحي القيمة لخدمة الناس والمجتمع وبخلاف ذلك لا تكن منتظراً للثمار الجيدة من زراعتك لشيء سيء وكن منصفاً في ذلك باستقبال الملامة الموصولة اليك من هذا الأمر حيث يتحتم عليك القيام مباشرة بدورك الضروري في معالجة هذا وكل ما هو ناتج عنه وتصحيحه والتعويض عن ذلك بأشياء نافعة فالمجتمع لا يجني الثمار الجيدة من الزرع السيئ .