هادي شوبه يكتب لـ(اليوم الثامن):

مرآة المجتمع

هناك صورة للشكل وهناك مرآة تعكس صورة الشكل الموجود لتظهر صورته من زوايا وجهات مختلفة فيتم من خلال هذه المرآة رؤية الأشكال التي تظهرها بواجهة متعددة الأحجام والمقصود هنا ليس المرآة الزجاجية التي يسهل كسرها فهي من الأشياء التي وجدت كي تؤدي وظيفتها في المكان الذي قد تتواجد فيه إنما المقصود هو مرآة حية في أرض الواقع لا تختفي إلا بإختفاء الشخص تقوم بإظهار الأشكال المختلفة الثابتة منها والمتحركة في الإطار العام أو الخاص ليرى من خلالها نفسه وما حوله فتعكس صورته لغيره كما تعكس صورة غيره له وحركة العكس بإظهار الصور خاصية يتمتع بها أغلب الناظرين إن لم يكونوا جميعهم فقد يرى الشخص نفسه من خلال أشخاص آخرين وكل شخص قد يكون مرآة لغيره وتلك رؤية مطبقة بمرآة الناس الذين يرون أنفسهم من خلال بعضهم البعض
 
والشيء المراد إيصاله هو عن مرآة المجتمع نفسه حيث يأخذ المسؤولين فيه النصيب الأكبر من ذلك ليكونوا هم مرآته التي تعكس صورته للناظرين فكيف هو حال المرآة التي تمثله وماهي نوعية الصور العديدة التي تعرض وتنقل عن هذا المجتمع لمن ينظر لمرآته من الخارج وهل تقوم بترك الطابع الجيد عنه بعناوين مرغوبة دافعة لمن ينظر لها بمشاهدة المزيد والمزيد من هذه الصور التي تعكسها لهم وما هو مستوى تقييمها في الشكل الداخلي والخارجي فالمستحسن أن تتميز المرآة بالمواصفات الجيدة في مستوى تقييم رائع بنقاء و وضوح ممتاز تعكس به الصور الجميلة مع تحديد وكشف العلل المؤثرة على ماتقوم بإظهاره
 
ولكن في حالة إن كانت المرآة مليئة بالخدوش والعيوب التي تؤثر على وضوح الصور وظهورها بالشكل الجيد فهذا الوضع الغير مرغوب به لا ينتج منها الانعكاس المطلوب للصوره ومن الضروري ان تفرض الحلول العديدة نفسها للتعامل مع هذا الأمر بالخيارات المختلفة والطرق المتعددة في معالجة الإشكاليات الموجودة فيها لتسهم في إظهار الصور الواضحة بإنعكاس جميل خاليا من كل ما قد يشوه الشكل الذي تعكس صورته فمرآة المجتمع هي نموذجا لمن أراد رؤية المجتمع نفسه