صلاح مبارك يكتب لـ(اليوم الثامن):
تساؤلات حول انفجار المكلا
فجعت مدينة المكلا صباح اليوم ثاني أيام عيد الأضحى المبارك بانفجار عنيف سمع دويه في أحياء عديدة من المدينة وأحدث هلعًا في النفوس ..
حادث غير مسبوق في مدينة عاشت سنوات عديدة بعد تحريرها من عصابات الإجرام والإرهاب في أمن وهدوء وسلام.. لم تعكرها إلا تفجيرات آثمة وقعت في مواقع عسكرية في السنوات الأولى من التحرير .. فما الذي استجد؟
انتظر الأهالي معلومات وتفاصيل عما جرى اليوم في مدينتهم الوديعة تزيل الكم الهائل من الاجتهادات والتناولات التي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي واحدثت هرجًا ومرجًا.. وجاءت الروايات مفككة ومتناقضة لتزيد الطين بله، ففي الرواية الرسمية التي تضمنها تصريح المصدر المسؤول بالسلطة المحلية في حضرموت و وزعه المكتب الاعلامي التابع للمحافظ أشار إلى «أن الأجهزة العسكرية والأمنية باشرت مهامها بالنزول إلى موقع حادث انفجار الطقم العسكري، بمدينة المكلا، التابع لأحد مهندسي المتفجرات بأحد ألوية المحضار بالساحل الغربي»، وإنه خلال نزولها «تبيّن وجود مواد متفجرة بالطقم العسكري التابع للساحل الغربي»! ، ثم تابع مباشرة «وأدى الالتماس إلى انفجار المواد المتفجرة وتسببت بانفجار الطقم»! .. ونفس هذه الرواية حكاها أحد العسكر في المنطقة العسكرية الثانية في منشور له في أحد المواقع الإلكترونية وذكر أن الحريق كان بسبب «ماس كهربائي» واجزم أن الذي حدث «هو حادث عرضي وليس بفعل فاعل»! ..
وهذه الروايات الرسمية وشبه الرسمية لم تجيب عن تساؤلات الناس.. كيف يتم وضع طقم عسكري به «مواد متفجرة» في شارع عام ورئيسي مقتض بحركة المارة والسيارات .. فهل من الحكمة في ذلك..
إن الذين كانوا بالقرب من مسرح الحادث أثناء وقوع الانفجار وما اعقبه من حريق امتدت اللسنته وشظاياه إلى السيارات المجاورة لتلتهم وتحدث بها أضرارًا بالغة هالهم قوة الإنفجار وشدته وربنا وحده لطف وحفظ الأرواح البريئة والحمدلله.. لكن تظل الأسئلة مطروحة وتحتاج لإجابات منطقية ومقبولة وتحترم العقول ..
حفظ الله أبطالنا الميامين في قوات النخبة الحضرمية.. وجنب المكلا وحضرموت وأهلها من كل سوء.