صالح علي باراس يكتب:
اقتراب نط "الإخوان" من قارب هادي!!
النط السياسي سمة واشمة لإخوان اليمن، فظلوا طيلة ثلاثة عقود حزب عفاش وقت الشدة كما ظل اليدومي يردد!.
فجاء الربيع العربي الذي اختطفه الإخوان فتركوا قاربه وصاح ألماً ممن طعنوه في الظهر!!، وركبوا قارب "عبدربه" ولما غرق بانقلاب الحوثي نطوا ودخلوا مع الحوثي الصفوي في حوار لاختيار بديل لهادي بمواصفات صفوية!!
ثم حجوا إلى الحضرة الصفوية في مران!! ولما انطلقت عمليات التحالف نطوا إلى الرياض ولم يشاركوا إلا بعد تاريخ 1 يوليو 2016م، قبل هذا التاريخ لم يكن الحوثي صفويا ولم يكونوا مؤسسات دولة ولا "أبو فاس"...!!!
ماذا جرى في الرياض قبل هذا التاريخ؟
ما هي المكاسب التي اشترطوها للدخول في الحرب؟
لا أحد يعلمها، المهم أنهم نطوا وركبوا سفينة شرعية هادي والتحالف وصار الحوثي صفويا.
روى "عمر سليمان" (رئيس المخابرات المصرية الأسبق) أنه حين أراد أن يترشح للرئاسة بعد إزاحة حسني مبارك (الرئيس المصري الأسبق) أن مندوبا من "الإخوان" قابله في صلاة جمعة وعرض عليه زيارته في منزله، حيث عرض عليه أن يدعم "الإخوان" ترشيحه ولا شرط لهم إلا أن يكون نائبه إخوانيا وكذا مدير مكتبه فقط!
الإخواني "فتحي يكن" وهو من منظري شراكة الإخوان مع بقية الأحزاب أو النخب غير الإخوانية، يضع إطارا لتحديد دور شراكة الإخوان في أي حكومة أو شراكة:
(ليس مطلوبا من الإسلام وبالتالي العاملين له -وهو يعني الإخوان- تلمّس الحلول للمشكلات التي أفرزتها النظم الوضعية سواء كانت اجتماعية أم اقتصادية أم سياسية، لأن ذلك يعين النظم ويساعدها على البقاء والاستمرار، في حين أن الإسلام حريص على تعرية هذه النظم لتتكشف حقيقتها وتستبين مساوئها وتتضح معالم الخلل فيها، ليكون ذلك دليلا على بطلانها وزيفها ومبررا لنقضها وطرح الإسلام مكانها!!) والمقصود بالإسلام "الإخوان"!!.
ماذا حقق الرئيس هادي لإخوان اليمن؟
حقق لهم أن نائبه إخواني وكذا مدير مكتبه!!؛ بل؛ حقق أكثر منه فكوّنوا من مليشياتهم ألوية!! ومن خطباء المساجد ومدرسيهم قادة سرايا وكتائب وألوية وشرعنها!! وتغلغلوا في المؤسسات والوزارت وفي الكليات العسكرية والأمنية والآن ينقدون هادي ويتبرأون منه لأنه سمح بالمليشيات!!، أما مليشياتهم فجيش وطني.
بل إنهم في شراكتهم مع التحالف ومع هادي طيلة سبع سنوات ظلوا ينفذون الإطار الذي حدده "فتحي يكن" بأنهم ليسوا معنيين بتلمس الحلول لمشكلات الشرعية، بل مسؤوليتهم في تأجيجها وتأزيمها وتعميقها ثم كشفها والتبرؤ منها ليحلوا محلها.
وهذا سر معاداتهم لأي مشروع أو قوة أخرى في الشمال أو الجنوب لأنهم يثقون أنهم ورثة هادي لولا تلك المشاريع وقواتها.
بدا بعض كبار قادة الإخوان وإعلامهم ومغرديهم يتنصلون من الرئيس هادي ومن مرحلته وكأن أيديهم بيضاء من سلبياتها وفسادها!! في مؤشر يؤكد أنهم استشعروا أن مرحلته قاربت الانتهاء وأن القراءة في السطر الأخير من صفحته، ويتهيئون للنط السياسي من قاربه الذي يكاد أن يغرق وجعلوا لذلك أسبابا منها نرجسيته التي عطلت مؤسسات الدولة، بينما هو لم يستلم مؤسسات حسب شهادته بل علم فقط!! وأنه لم يفق من سباته إلا حين وصل الخطر تحت أقدامه، وأنه أهدر كل الفرص بغباء مفرط وأن أوان رحيله اقترب، وهو يحمل رصيدا ضخما من الفشل... الخ مما اتهموه به، ولم يكتفوا بهادي بل اتهموا التحالف بلا استثناء بأنه مارس سياسة الأرض المحروقة ودمر البنى التحتية ومزق البلاد.. الخ.
هكذا هم طيلة سبع سنوات، فهم شركاء للشرعية لكنهم غير مسؤولين عن المآلات والكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأخطاء عبدربه، حتى التحالف الذي أوصلهم إلى شقرة بدأوا يكيلون له التهم تحضيرا لنط سياسي إلى قارب آخر!!، لكن أي قاربٍ هذه المرة سينطون إليه؟!