محمد فؤاد الكيلاني يكتب لـ(اليوم الثامن):
الحرائق المفاجئة في العالم
انتشرت في الآونة الأخيرة حرائق في بعض دول العالم منها العربية والأوروبية، وهذا الأمر ملفت للنظر، وكان الاعتقاد بان هذه الحرائق سببها الصيف الملتهب الذي تحدث عنه خبراء الطقس، لكن ما حصل في الجزائر كان مختلفاً تماماً، فإعلان الحكومة الجزائرية على لسان مسؤوليها بأن هذه الحرائق مفتعلة، وجميعها تمت في نفس التوقيت، وسبقها في ذلك الإعلان التركي بأن الحرائق في تركيا مفتعلة أيضاً.
هنالك علامات استفهام كثيرة حول هذه الحرائق وما هو الهدف منها! فكانت كبيرة جداً وعلى مساحات واسعة، وتعدادها عشرات الحرائق سواءً التي كانت في الجزائر أو تونس أو تركيا أو اليونان وغيرها الكثير، فعلاً الأمر أصبح مقلقاً جداً، فيجب التصدي لمثل هذه الحرائق وخصوصاً لمن يريد إشعالها، الحكومات وحدها لا تستطيع البحث عن الحقيقة، فدور الشعب أيضاً مهماً جداً في البحث عن الحقيقة، من جهة والمساهمة في إطفاء هذه الحرائق من جهة أخرى، بالتعاون مع الجهات المعنية في كل دولة.
ربما سيصدر بيانات رسمية من الدول المتضررة من الحرائق بكشف حقيقتها ومن يقف ورائها، وهل هو الهدف سياسي أو اقتصادي أو غير ذلك، بما انه يوجد هناك مفتعل لمثل هذه الحرائق، إذاً هناك هدف ما لإشعالها.
الوطن العربي الكبير غالي على العرب، وكل دولة لها خصوصيتها في انتمائها لبلدها، فكان ردود فعل الشعوب العربية التي أصيبت بهذه الحرائق كبيراً ومتفاوتاً، فقد ساهمت في تكاتف الشعب مع بعضها البعض، والوقوف في وجه هذه الحرائق بكل بسالة، وتعامل الشعب معها على أنها حرب حقيقية مستهدف بها بلده، وهي رسالة إلى مفتعلي الحرائق بان الدول قوية بشعوبها وجيشها وقيادتها دائماً.
العالم ينتظر هذه الفترة بيانات رسمية من كل دولة تعرضت لمثل هذه الحرائق وكشف الحقيقة، ومن يقف وراء افتعالها، فالأضرار التي لحقت بهذه الدول كبيرة جداً على المستوى الزراعي أو الاقتصادي ومن الممكن السياسي، في حال ثبت إدانة من قام بافتعال هذه الحرائق هل هي جهات أو مؤسسات أو قطاعين طرق أو مخربين أو غير ذلك.
هذا على الصعيد المحلي، أما على الصعيد العربي فقد ساندت الشعوب العربية الدولة التي تعرض لمثل هذا العمل التخريبي بامتياز، فالكل أبدى استعداده للتعاون من موقعه بشتى الطرق المتاحة، وهذا دليل آخر على أن العرب يداً واحدة في مواجهة أي عدوان يواجه أي دولة عربية كانت.