لحمر بن لسود يكتب لـ(اليوم الثامن):

إلى اقزام الاشتراكي اليمني.. لماذا الإصرار ان تظلوا أدوات رخيصة

تابعت كغيري من أبناء الجنوب جزء من تصريحات المهندس حيدر أبو بكر العطاس، المذاع منذ نحو شهر على شاشة قناة العربية السعودية، من خلال سلسلة حلقات تبث اسبوعياً، وعلى الرغم من اعتراض الجنوبيين على تلك الروايات التي لا نعلم حقيقة بمدى مصداقيتها، الا انها تكشف وتؤكد عن "نية مبيتة"، من قبل أطراف إقليمية ترى ان من مصلحتها تغذية الفوضى في الجنوب، ولو كان ذلك يتطلب اجترار الماضي وصراعته المدمرة إلى الحاضر والمستقبل.

إننا ندرك الابعاد الاستراتيجية الخطيرة لمن يقف خلف دفع العطاس المقيم في احدى دول الجوار منذ هزيمة الجنوب بعد حرب صيف العام 1994م، وهذا قد ربما لا يدركه شعبنا في الجنوب، من ان اجترار الماضي لا هدف له الا ضرب مشروعية القضية الجنوبية وتقسيم الجنوب ومنح مناطق الثروات النفطية على طبق من ذهب لمأرب، وكأن من يقصف مدن السعودية الجنوبية "هي قوات النخبة"، وليست ميليشيات الحوثي التي تقتل في المديين السعوديين وتروعهم في حين ان هناك من يبحث امكانية ان تصبح الجماعة الإرهابية في صنعاء حليفة للرياض.

كنا نود ان نرى من الاشقاء في المملكة العربية السعودية مشاريع استراتيجية تنموية في الجنوب، تعيد ما دمرته الحرب، على اعتبار ان إعادة اعمار ما دمر اثناء الحرب "مسؤولية أخلاقية"، فالمدن الجنوبية دمرت فيها البنية التحتية جراء الحرب والقصف الجوي.

إن الجنوبيين يدركون ان قادة الحزب الاشتراكي اليمني "الجنوبيون منهم"، ليسوا الا مجرد أدوات "رخيصة"، استخدمت من سابق للعب دور قذر في الجنوب، وها هي اليوم ومنهم "العطاس"، تصر على مواصلة تلك الأدوار المشبوهة التي قادت الجنوب "لقمة صائغة إلى صنعاء".

يحدث العطاس كشاهد على العصر، وكأنه لم يكن مشاركا في نظام الحزب الاشتراكي الدموي، ولكن حديثه يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك، ان صراعات الماضي في الجنوب "كانت من صنيعة المخابرات اليمنية العميلة لأطراف دولية"، وإنما هم كجنوبيين ليسوا الا أدوات رخيصة كانت بيادق بيد المهاجرين غير الشرعيين الذين احتضنتهم بلادنا، لينالوا منها شراً.

اننا كشيوخ قبائل نظر الى مقابلات العطاس المذاعة على شاشة قناة سعودية، بانها وجهة نظر سعودية وليست وجهة نظر حيدر ابوبكر العطاس، وهي بكل تأكيد رسالة سعودية، لا تبشر بخير، وهي تستهدف الحوار الجنوبي - الجنوبي.

لم يكن أكبر المتشائمين في الجنوب، يعتقد ان السعودية سيكون موقفها "تجاه الجنوب"، بتلك الصورة القبيحة والتحريضية التي تبثها قناة العربية، فهل أصبح الجنوب مهيئ لكي يدفع ثمن هزيمته للمشروع الإيراني.. لكن ماذا عن عاصفة الحزم ومشروع التحالف العربي.

هل اثارة صراعات الماضي بنفس القالب الذي تعرضه شاشة العربية، هو جزء من اهداف عاصفة الحزم، وهل تقسيم الجنوب إلى مناطق متصارعة، هو المشروع العربي الذي جاءت الرياض لتبشر البلدان العربية بانها جاءت لكي تعيد للعرب هيبتهم المسلوبة.. ما هكذا تورد الأبل يا اشقاء..

ويكفي

الشيخ لحمر بن لسود