ولو تحدثنا اقتصادياً، نرى أن اقتصاد تركيا يعاني موخراً من ظروف قاهرة، منها على سبيل المثال لا الحصر، انهيار الليرة، وما زاد الضغط الاقتصادي هو ظروف جائحة كورونا، ولذا فإن الحزب وبنظرة براغماتية يسعى لإعادة إنعاش الاقتصاد، وعدم انهيار حكمه في الداخل.
هذه التحركات، دفعت بأنقرة، للتخلي عن دعم الأخوان، وتضييق نشاطاتهم الإعلامية والسياسية، بل والقضاء عليها، وتقليم أظافر تلك القنوات التي تبث من داخل أراضيها، واحتضنتها لفترة طويلة.
ومؤخراً، شهدنا تحركات بين تركيا من جانب، ومصر، والإمارات من جانب آخر، وهو ما سيؤدي لتنازل تركي وتسليم مطلوبين لدولهم، وتخلٍ عن دعم مخططات كانت تحاك ضد المنطقة، مقابل انفتاح وتبادل اقتصادي واسع، قد يتحول لتكتل اقتصادي كبير، وربما سياسي أيضاً.
وهنا، نجد أن دول الاعتدال وهي السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين، قد نجحت سياستها، في عدم جر المنطقة إلى المزيد من الويلات، وأن تظافر الجهود سيقود للتنمية والرخاء، وأن الجميع سيضطر لركوب قطارهم نحو المستقبل.
ومن هنا، أقول إن دول الاعتدال العربي، هي صمام الأمان للمنطقة، ونجحت في درء التدخلات الخارجية، وحصدت مكتسبات كبيرة وضخمة، ومنها الدفاع عن قضايا الأمة، ووحدتها، وركزت على شعوبها ودولها، وكل تلك المعادلة، جرت في ظل ظروف صعبة وحساسة جداً من تاريخ الشرق الأوسط.
كما شاهدنا كيف أنه وخلال جائحة كورونا، استطاعت دول الاعتدال العربي أن تحافظ على شعوبها، واقتصادها، وسياستها، وتقدم لهم الأفضل، وتبعد عنهم شبح تبعات الجائحة، في حين فشلت دول عظمى في ذلك.
وفي المقابل، فإن الأنظمة والأحزاب السياسية التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار، ستكون في وضع صعب، وتحاول إنقاذ نفسها من الانهيار، وأنها بيت العنكبوت، مزعزع من الداخل.
وخلاصة القول، أرى أن تركيا تحاول فتح صفحة جديدة مع المنطقة، ومع دول الاعتدال تحديداً، وسقطت كافة المشاريع الأخرى الحزبية والتي اتخذت من الدين تحديداً غطاء لها، وهنا، يجب أن نتعامل وفق مصالحنا فقط، وما يعود بالنفع على دولنا.