هشام الحاج يكتب:
إلى الخصوم المختلفون..!!
"الخصومة" في اللغة هي النزاع او الخلاف بين شخصين أو أكثر أياً كان محل النزاع مسألة علمية او لغوية أو مالية أو أخلاقية .. الخ .
أما في الاصطلاح القانوني فتطلق كلمة الخصومة على النزاع عندما يعرض على القضاء.
وتطلق كلمة الخصومة على النزاع في ذاته فتعرف بأنها الحالة القانونية التي تنشأ منذ عرض النزاع على القضاء كما تطلق على النزاع في مظهره فالخصومة تظهر في صورة سلسلة من الاعمال المختلفة يوجب القانون القيام بها لتصل الخصومة الى نهايتها .
ولكن حديثنا اليوم عن الاختلاف بالرأي والذي يعتبر من الأمور الطبيعية في حياتنا، وكذلك الاختلاف في الشكل واللون والبنى الجسمية والعادات والتقاليد وفي المعتقدات الدينية وغير الدينية، وتؤكد الكتب السماوية المنزلة من الله خالق البشر على ذلك (ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة) آية قرانية .
ولكن بالرغم من ذلك إلا ان كثيرا من الناس لا يقبل الاختلاف بروح ايجابية لأسباب متعدده أهمها الاعتقاد الخاطئ بتفوق جنس على آخر، كالجنس الابيض على الاسود، أو الخيرية العقائدية واحتكار الخيرية وحصرها في معتقد أو دين واحد دون الاديان الأخرى.
لقد جعل الله من الاختلاف سببا للتعارف والتكامل والتميز بين الامم والشعوب وعاملا لتعزيز العلاقات وتقويتها وليس للتعصب والصراعات والقتل (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم).
الاختلاف بالرأي والمعتقد يعكس ظواهر انسانية ايجابية ومتحضرة لانها نتاج تجارب شخصية ومجتمعية كونت منظورا خاصا حول موضع ما، ويختلف هذا المنظور من شخص لآخر، وعندما يتم احترام ذلك الاختلاف فإن الصورة الكلية الإيجابية تكتمل بشكل ناصع ونافع للاشخاص والمجتمعات.
إن أهم مظاهر احترام الآراء هو التزام الشخص بآداب الحديث وتجنب التعصب والاستهزاء والسخرية أو التهميش وعدم الاهتمام بآراء الاخرين، كما أن من اهم مظاهر الاحترام أن يكون النقد موجها للرأي (الفكرة) وليس للشخص المتحدث الذي يطرح الرأي حتى لا يكون الموضوع متعلقا بالجانب الشخصي للمتحدث.
ويقال إن الخلاف سنة الحياة وقد أكون اليوم عدوك وغدا صديقك...دعونا أن نرتقي باختلافاتنا ولا نسيئ لبعضنا بأساليب سوقية ودنيئة لخصومنا، وعلينا نحاول أن نكون أعداء عقل (عقال) وأن لا نسيئ للشخصيات السياسية بأساليب رخيصة لاترتقي إلى مستوى الخصومة في مواقع التواصل الإجتماعي، ولن يفيدكم أحد وستدفعون الضريبة.
ألاحظ منذ فترة طويلة الدخلاء على الإعلام يتشطحون بالإساءة للآخرين بأساليب رخيصة والإساءة إلى أشخاص في الدولة وأشخاص سياسيون وعسكريون من قبل أشخاص لايعرفون أن الإساءة ترتد إلى صاحبها...فدعونا نختلف كالرجال وتجعل عدوك يحترمك ودعونا نختلف بأساليب يحترمك فيها الآخرون..دعونا نختلف ونصل إلى نقطة التوافق ولا نريد الاساءة لأحد والتشويه بسمعته دون وثائق ومستندات، لكي لا نصل إلى الحضيض في اختلافنا.
دعونا نحترم خلافاتنا وإذا اختلفنا يجب أن يكون الخلاف بمستوى ورقي ثقافتنا وسلوكنا واخلاقنا.