رحيم الخالدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
إعلامية الطالبيين
أول إعلامٍ حربي كان على يد إبنة علي بن أبي طالب "عليهما وألهما السلام" حيث نقلت الحقيقة الكاملة من أولها لآخرها، مفصلة الحقد والجريمة البشعة التي أرتكبت، بل وتعدت ذلك عندما وقفت في مجلس اللعين الطاغية يزيد، وتكلمت بلغة أبيها وأحرجتهُ ففضحته وبين باطله وزيف شرعية حكمه أمام الحاضرين .
لزينب فضل على الناس الموالين لمذهب أهل البيت، بل والإسلام كله بنقل الحقيقة، فعَمِلَتْ مالم يعمله الرجال، وهي التي كانت لا يُرى لها شخص طيلة حياتها، ولكن الدهر الذي ساقها لتكون اللسان الناطق المدافع عن الإسلام المحمدي، الذي أراد آل أبا سفيان طمر فضائله، وجعله مثلما كتب إبن تيمية ومن لف لفه من المبغضين لآل محمد .
مثلتْ عقيلة الطالبيين الأنموذج لكل النساء من السيرة والتربية، وهي البنت الكبرى لفاطمة "عليها السلام "،ولها من الأسماء كثيرا وما إشتهرت به "أم المصائب"، لأنها شهدتْ وفاة جدها محمد وأمها وأبيها وأخيها الإمام الحسن وآخرها إستشهاد الإمام الحسين "عليهم وأله أفضل الصلوات " كما لا ننسى الدور الكبير في رعاية وحماية الأيتام ممن قضى آباءهم في واقعة كربلاء الأليمة .
أننا اليوم نستذكر الأربعين والمسيرة المليونية، فإنما نستذكر تلك البطلة المربية الفاضلة، التي جمعت صفات لم تحصل عليها غيرها من النساء، فهي الصديقة الصغرى، وعقيلة بني هاشم ، وعقيلة الطالبيين, والمُوَثَّقة والعارفة والعالمة غير معلّمة, والفاضلة والكاملة, وعابدة آل عليّ، والسيدة..
كان لها دور بطولي وأساسي في ثورة كربلاء، التي تعتبر من أهم الأحداث، التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد الرسول، و كان دورها مكملا لدور أخيها الحسین وأصحابه، صعوبةً و تأثيراً في نصرة الدين، فقادت مسيرة الثورة بعد إستشهاد أخيها، بدورها الإعلامي الكبير.. فأوضحت للعالم حقيقة الثورة وأبعادها وأهدافها.
رافقت أخيها إلى كربلاء، ووقفت إلى جانبه خلال تلك الشدائد، و شهدت المذبحة بكل مصائبها و مآسيها، فرأت بعينيها يومَ عاشوراءَ، كلَّ أحبتها يسيرونَ إلى المعركة ويستشهدون، فقُتل أبناؤها وأخوتها و بنو هاشم، فما كانت إلاّ صابرة محتسبة عند ربها، بما جرى عليها من المصائب، إنها زينب بنت علي بن أبي طالب "صلوات ربي وسلامه عليهم".
بقيت تلك الكلمات التي القتها، في ديوان الكفر والإنحراف، خالدة ليومنا هذا يرددها التاريخ جيلا بعد جيل " فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها ( أي لا تغسله )، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد!!
يوم ينادي المنادي: ألاَ لَعنةُ اللهِ علَى الظالمين..
هذا هو الخلود، وهذه هي الدعوة بالحسنى للحق ومنهجه، وهذه هي البطولة التي لامثيل لها ولا نضير..