نبيل الصوفي يكتب:

26 سبتمبر معضلة كبرى أمام الأفعى الحوثية

من الواضح أن 26 سبتمبر معضلة كبرى أمام الأفعى الحوثية.

لا يزال الشعب مؤمناً بها، وما حدث كأنهم فقط لم يثقوا بأي من قيادات دولتها.

لسبتمر الحياة.. لسبتمبر القيمة.

من بين 20 مليون مواطن في الشمال، لا يزال مع سبتمبر مؤمنون به.

لهم المحبة والإجلال والتقدير.

سبتمبر لم يكن مجرد يوم للتغيير السياسي.. 

بل كان اليوم الذي تحرر فيه الإسلام في اليمن من أحفاد حمالة الحطب. والمسلمون في اليمن من حاكم مستبد فرض نفسه بحد السيف مدعياً حق الولاية.

هل هناك إدراك شعبي حقيقي لهذه المعاني؟

إن كان المجتمع مدركاً، فإذا كل الأطراف التي تدعي قتال الحوثي تخذل الشعب..

وإن لم يكن مدركاً فسبتمبر مخذول ووحيد.

لست مكترثاً بالاحتفالات المنفق عليها، ولا أرى لها قيمة.

لكني أفتخر بجهد الناس العاديين. 

مثلما دافعت يوماً عن مواطن تظاهر رافعاً العلم الجنوبي في مواجهة دولة وجيش، أفتخر اليوم بمواطن احتفى بسبتمبر التي تعنيه هو شخصه وليست الأطراف.

الحوثي عدو اليمن واليمنيين.. والشرعية شرعية الخيانة والعار والفساد.

الشمال مبيوع بيعة نفاذ لعلي محسن والإخوان..

ولكن سينتصر هذا الشمال على الحوثي وسيدعمه الجنوب من أجل ذلك الانتصار..

بعد أن يكنس عنه عوامل الخذلان والهزيمة أفكاراً وأشخاصاً.

الحوثي ينتصر على أفكار وأشخاص الماضي القريب، والشعب سيعيد إنتاج فكرته وقيادته.

عيدروس والعرادة وطارق.. هل يمكنهم أن يجتمعوا؟

لا شيء سيعود مما مضى، لا وحدة عامة ولا دولة خاصة ولا انتصار دون تغير في الخطاب والأداء.

الحوثي شر محض.. شيطان أكبر، والمعارك الجانبية وجيش الصرفة وداعموه عبثوا بالمعركة الوطنية والقومية.. فهل من تدارك أخير قبل فوات الأوان؟

ثبت العميد طارق صالح في خطابه تجاه الشرعية منذ 2018 وإلى اليوم.

اليوم كرر مناشدة الشرعية توحيد الصفوف منبهاً إلى أن مؤسساتها في الساحل تعمل بفضل رجال الجبهات وفي حمايتهم.

يسعى الرجل لإعادة توجيه المعركة ضد الحوثي، تماماً كما حاول الجنوب فعله في 2015 و2016 ورفضت شرعية الإخوان ذلك.

"تشغل الناس بمعارك جانبية عن ميون وسقطرى وبلحاف، وتترك الحوثي يأخذ منك 3 مديريات في يومين".

افهموا دعوات العميد طارق، ما هوش جاي ينضم لخطابكم وأخطائكم.. هو يدعوكم للكف عن ذلك عل وعسى.

ورسالتي واضحة أيضاً، من يظنون أن طارق سينضم لخطابهم ومعاركهم مرضى ومعتلون.

ولهذا ندعوهم لمراجعة خطاياهم.. لإدراك أنهم أفسدوا المعركة الوطنية والقومية.. لعل وعسى.

"الجنوبية" هوية صارمة في مواجهة الحوثي.

ولهذا استهدفتهم شرعية الإخوان من 2015 وإلى اليوم، بذلت كل جهدها للعبث بالجنوب وإرهاق أبنائه كي يسهل للحوثي العودة إليه من جديد.

للجنوب النصر.. في مواجهة الحوثي والإخوان.

وسيذكر التاريخ أن "سلطان" استمر على أرضه مقاتلاً الحوثي ومعالجاً آثار فساد هادي وعلي محسن، باذلاً جهداً جباراً في سبيل "مأرب"، محاولاً ترقيع جرائم العمالة الإخوانية التي أصرت على ترك الحوثي ومحاربة الإماراتي والماربي معاً.

لك المجد أيها الشيخ والسلطان.

وليته يجيبنا:

ما الذي تعلمته يا سلطان العرادة بين زمنين؟

كنتم في نهم صنعاء، في معركة قومية وطنية.. فخاضت شرعية الإخوان معاركها البلهاء ضد من حماكم ودعمكم وقاتل إلى جواركم..!

واليوم محاصرون في مديريتين..

لكم النصر.. وللحوثي الهزيمة، لكن الموجع أنه لم يتغير من خطابكم ولا من أدائكم.

السعودية لن ترد لنا اليمن التي أضعناها بأيدينا.

والحوثي لن يحقق لإيران أكثر مما حقق.