حسين داعي الإسلام يكتب:

مؤتمر الكشف عن مسيّرات.. ضربة خطيرة أخرى للنظام الإيراني

تعيش خطة العمل الشاملة المشتركة واحدة من أكثر الأوقات حراجة وخطورة. إذ إن مواجهة الملالي مع وكالة الطاقة الذرية ورفض السماح للمفتشين بزيارة موقع كرج دفع مجلس الحكام لعقد اجتماع خاص في 14 تشرين الأول (أكتوبر)، في خطوة نادرة لم يكن النظام يتوقعها.

أما فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة، فإن نظام الملالي لا يبدي موقفًا محددًا من محادثات فيينا بعد وصول حكومة الجلاد رئيسي. وعندما وضع وزير خارجيته شرطا مسبقا بالإفراج عن 10 مليارات دولار من الأموال المجمدة على الطاولة للعودة إلى المحادثات، فواجه موجة من الحملات من الغرب.

ورد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على الفور بأن "المزيد من الطلبات" أو "تقديم الأقل" من عودة متبادلة لخطة العمل الشاملة المشتركة سيؤدي إلى فشل المحادثات. كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق من أفعال النظام المخالفة للاتفاق النووي. ويقول سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة مستعدة للنظر في خيارات أخرى إذا فشلت الدبلوماسية بشأن القضية النووية للنظام الإيراني.

وبلينكين يحذر في باريس: "فرصة العودة إلى التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة أصبحت أقصر وأقصر". ويلمح السفير الألماني في مؤتمر جنيف حول نزع السلاح إلى آلية الزناد المنصوص عليها في القرار 2231. ووصف المندوب الفرنسي في المؤتمر نفسه النظام بأنه "فظ" وقال: "النظام الإيراني منخرط في أنشطة مقلقة للغاية في مجال إنتاج الأسلحة النووية". الخطر الذي تحذره المقاومة الإيرانية منذ عقود.

وشدد وزير الخارجية الفرنسي على ضرورة إدراج الأنشطة الصاروخية للنظام الإيراني في المحادثات النووية.

يبدو أن النظام قد حصل على نتائج عكسية من لعبة القط والفأر هذه، حيث ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن "قيمة خطة العمل الشاملة المشتركة آخذة في الانخفاض بالنسبة للولايات المتحدة": قد تضطر إدارة بايدن إلى دعم استراتيجية الضغط الأقصى لعهد ترامب (4 أكتوبر).

يأتي كل هذا في وقت تمارس فيه دول المنطقة ضغوطا شديدة من جهة والكونغرس الأمريكي من جهة أخرى، على حكومة بايدن لتنأى بنفسها عن خطة العمل الشاملة المشتركة ولا تقدم تنازلات لنظام الملالي.

في مثل هذا الوضع المعقد الذي أصبح فيه "جسد خطة العمل الشاملة المشتركة الذي لا حياة له" يتفتت أكثر فأكثر؛ أقام المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بواشنطن، مؤتمرا صحفيا يوم الاربعاء6 أكتوبر، للكشف على نطاق واسع، عن 8 مراكز إنتاج وتصنيع للطائرات المسيرة و 7 مراكز لاستخدام وصيانة الطائرات بدون طيار، ليوجه ضربة أخرى إلى نظام الملالي وسياسة تقديم الفدية. واهتمت وسائل الإعلام العالمية على نطاق واسع بهذا المؤتمر.

وقالت المعارضة الإيرانية إن الطائرات المسيرة كانت الركيزة الأساسية لعمليات فيلق القدس في الخارج، حسب ما أوردته وكالة فرانس برس.

كما ذكرت قناة فوكس نيوز: قال جعفر زاده إن الوقت قد حان للمجتمع الدولي لمحاسبة النظام الإيراني.

وهكذا تزداد الضغط، ولا سيما ضربة فضح برنامج الملالي للطائرات بدون طيار من قبل المقاومة التي هي أول من كشف البرنامج النووي الملالي السري للغاية، لتضع النظام بين فكي الكماشة. لدرجة أن عبد اللهيان، الذي يبدو أنه نسي شرط "10 مليارات دولار" الذي وضعه قبل أيام قليلة، هدد كوريا يوم أمس في موسكو، بطريقة سخيفة ومثيرة للسخرية، وقال: "أخبرت وزير خارجية كوريا الجنوبية إذا لا تدفع لنا أرصدتنا قد لا نبث مسلسلات كورية أخرى للأطفال!"

يبقى أن نرى كيف سيحاول خامنئي والنظام تحرير نفسيهما من مستنقع خطة العمل الشاملة المشتركة. هل هناك أي مخرج لهما على الإطلاق؟