رشا فريد تكتب لـ(اليوم الثامن):

الهروب إلى الأمام.. الشرعية: الذبابة التي لا تصنع العسل

بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به القوات الإخوانية في شبوة وتواطؤها الذي بدا واضحاً للعلن مع المليشيات الحوثية وتسليمها الدراماتيكي لبيحان الجنوبية وتخاذلها عن الدفاع عن مأرب اليمنية.. أصبح كل طرف فيها يشير بالبنان إلى الطرف الآخر ليحمّله تبعات الفشل التاريخي الذي أظهر عجز هذه القوات عن المواجهة واستقوائها على المواطنين المسالمين والمدنيين بدلاً من أن تذيق العدو الحوثي وبال ما فعل وتحد من توغله في مناطق سيطرتها.. قوات وثكنات عسكرية في وادي حضرموت وفي شبوة كان الأجدر بها أن تتجه لتدافع عن مأرب في الوقت التي أعلنت التقدم بحدها وحديدها لتعيد احتلال الجنوب بعد تحريره من الحوثي! في المقابل فإن القوات الجنوبية المدافعة عن أرضها قد انتصرت انتصارا باهراً على العدو في حدود الجنوب في الضالع ولحج وغيرها من الجبهات التي تتصدى للهجمات الحوثية بشكل مستمر.
ولعل أبرز المستجدات في هذا الصدد هو خروج العقيد علي صالح الكليبي قائد اللواء 19مشاة محور بيحان معلناً عن التخادم الإصلاحي الحوثي الذي لا يمكن أن يخفى على أحد بعد الآن.. ومحاولاً بذلك إحراز هدف في الوقت الضائع..
وتتساقط بيادق الشرعية واحدة تلو الأخرى، لا يهم في الأمر تواطؤهم مع الحوثيين من عدمه فهم أثبتوا بالدليل القاطع وبالتجربة والبرهان أنهم أدوات فاشلة لا يمكن الاعتماد أو التعويل عليها.. ويتحمل من سوَّق لهم ضِعف المسؤولية الأدبية والتاريخية.
والمتابع لبعض الوسائل الإعلامية التي يتزعمها إصلاحيين يستطيع أن يدرك أن التغيير قادم لا محالة فالعناوين البارزة وبالبلط العريض تحمِّل حزب الإصلاح تبعات الهزائم المتلاحقة في مأرب وشبوة بعد أن بدأ الحليف السعودي يغازل جناح المؤتمر الشعبي العام في الشرعية وبعد استشعار الخطر بالتهديد الحوثي الواضح للسعودية على لسان قياديين في الحركة بأن الاستهداف لأراضي المملكة الشقيقة سيكون مباشراً وفي العمق.. ولعل استهداف مقر قوات الواجب في جازان يحمل في طياته نفس الرسالة للملكة العربية الشقيقة.. فهل سيكون جناح المؤتمر في الشرعية بديلاً عن جناح الإصلاح فيها مثل الذبابة التي بعد أن تغرز جناحها في الماء لتضخ سمومها تُقلب على الجناح الأيمن لأخذ الترياق، فهل سيكون الحل من نفس الذبابة؟ أم أن الشرعية بجميع أدواتها الفاشلة أصبحت تشكل عبئاً على الجميع!
الشيء المؤكد والقطعي أن الذبابة لا تصنع العسل ولن تستطيع الشرعية بجناحيها أن تنجح في الشيء الذي استمرت في الفشل فيه لمدة سبع سنوات، وحتى قوات طارق وإن ذهبت إلى شبوة لن تتحالف مع تلك الوجوه الهرمة والبالية التي اثبتت أنها عبئاً ثقيلا لا بد من إزاحته من المشهد برمته.. والمضحك المبكي أن تلك القوى الباهتة بدأت باستشعار الخطر ومحاولة الهروب إلى الأمام والقفز من سفينة الإصلاح ومهاجمته علناً لتتبرأ منه وتنجو بنفسها.. فهل ستنجح في ذلك وهل ستتفق مع المؤتمريين الذين يبدو أنهم باتوا الخيار الأنسب بالنسبة للحلفاء الأشقاء في مأرب والجوف وقد يكون في شبوة كذلك.. الأيام القادمة ستكشف الكثير وما علينا إلا الجلوس والإنتظار لنرى أي الحزبين سترجح كفته.. وإن غداً لناظره قريب.