صلاح مبارك يكتب:

حضرموت وسيناريوهات العبث !

تتكشف يوما بعد آخر حجم المخاطر التي تحدق بحضرموت، هذه البلاد الآمنة التي ظلت خلال الحرب اليمنية - اليمنية بعيدة عن بؤرها وتاثيراتها.. 
اتخذت حكومة الشرعية اليمنية - غير الموجودة على الأرض - قرارات في جوهرها تعزيز الموارد والحفاظ على الإيرادات العامة وفي باطنها سلب صلاحيات السلطة المحلية وتكبيلها من خلال اغلاق الصناديق المالية المحلية وإرسال الإيرادات لخزائن البنك المركزي اليمني في عدن، دون وضع بدائل لذلك، تاركة السلطة المحلية  في حضرموت مواجهة مترتبات ذلك ونتائج تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي المتفاقم للمواطنين .. ولتاكيدنا على ذلك لم تتدخل الحكومة «المهاجرة» لإنقاذ الوضع المتفجر في مدينة المكلا منذ أيام عقب إرتفاع أسعار المشتقات النفطية، وهو مستجد خطير إذا استمر فإنه ينذر بكارثة يصعب السيطرة عليه. 
تزامن ذلك مع تحركات هنا وهناك لخلق حالة من الارباك واللا أمن واذكاء الفتن والمناكفات بين القوى الحضرمية ، واستهداف مكوناتها، وبروز دعوات صريحة لتشكيل مليشيات مسلحة وتجنيد محموم ومتسارع في أرض حضرموت لأفراد من خارجها ، بينما تحرم قوات النخبة الحضرمية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية من دفع مرتبات افرادها لأشهر عديدة، أو الزج بشباب حضرموت في معسكرات غير نظامية في شبوة والساحل الغربي والبقع لتأمين حدود المملكة العربية السعودية .. كل هذا يكشف أن وراء الأكمة ما ورائها، وعلى حضرموت وقواها الفاعلة أن تستعد لما هو قادم.. ويتطلب من القيادة الحضرمية إبلاغ التحالف العربي وبالاخص الأشقاء في المملكة العربية السعودية كقائدة له، وجعلها ليس بعيدة عن ما يحاك ، وما يدار لحضرموت من سيناريوهات وقودها العبث بمعيشة الناس وارباك الأمن والاستقرار.