ماجدة طالب تكتب لـ(اليوم الثامن):

لا صوت يعلوا سوى  صوت سلطة الحرب

اسئلة ترواد الكثييرين دائما، لماذا الحرب عالقة في اليمن مقارنة بالدول المتصدعة التي قلت وتيرية الحرب فيها ، واضحت لها مؤسسات على ارض الواقع وتمارس صلاحيتها من خلال الدورات الانتخابية  الديمقراطية ، اضافة ان جميع التحليلات عاجزة عن تفسيرها ، وحتى وان وضعت للحرب تحليل استراجي واضح فلاتصب سوى  تهدف لصالح سلطة الحرب وافرادها  المستفيدين منها

تجلت  هذه السلطة بشكل واضح منذ بداية   2015  ومازالت الى اليوم غير مرئية ، فمن اولويات مهامها استغلال الفراغ السياسي و صراع الفرقاء السياسين على السلطة  وعززت من  قوة الحوثيين ليكون السبب المقنع لحرب طويلة الأمد  ،  سيما بعد ان دخلت البلاد في البند السابع كعقوبات لادخل لها بعاصفة الحزم  " الحرب السعودية اليمنية التي دخلت بشكل مباشر وعلى هيئة  تحالف مشترك شارك فيها  18 دولة  و صنعت انقسام في  الرأي العام مابين معارض ومؤيد لهذه الحرب وبسبب  الصراع الداخلي تشكلت احداثيات راح فيها ابرياء ووطنين بنوا البلاد  .

يرى البعض أن  عاصفة الحزم  نمثل ..."الاستغلال الثاني لسلطة الحرب "   ....و التى ثبت سلطويتها الى اليوم ، لكن قد يختلف رأي الشخصي عن عاصفة الحزم انها حرب  ظالمة في حق المواطن اليمني الصامت والذي يمثل 70 بالمائة من الشعب اليمني  الى اليوم والاكثر معاناة افرادها من النزوح والشتات والجوع والفقر والمرض والانتهاك ،تأتي  شرعنت هذه الحرب عبر القوانين الاممية المعروفة  بمعنى ان القوي يأكل الضعيف ،  ويحق لدول القوية المجاورة ان تخوض حرب  للدول الهشة و التي تهدد أمنها،  بأمر من الممثل الشرعي للبلاد  في حالة الاعتداء عليه وهذا ما تم تطبيقه في 28 /مارس/2015.

 ويرى البعض  ايضا!!!!!! ان تراكم الازمات في اليمن وقبوله كافة المبادرات  الخارجية دون حل يمني يمني بعد حراك فبراير ،سهلت  لثبوت سلطوية الحرب  التى طالت مدته لقرابة سبع سنوات ، ونجحت في تهشم  الحرب السعودية على اليمن وعدم الوصول الى المطلب الرئيسي بطرد الحوثيين أو القضاء عليهم   واعادة الشرعية  

اضافة ان التقارب السعودي الايراني . عبر محدثات متعددة وذلك عبر فرض امريكي بريطاني   للنظر  التكافوء بالمصالح المتوازية بالمنطقة يدفع ثمنها شعوب الارض المتصدعة...لتبني شعوب مسجونه اذا حل في البقعة الجغرافية حرب باردة ايضا بين محوريين تتغذى عليها  تلك الدول الاقليمية في الباطن المتفقة فيما بينها اقتصاديا ودبلوماسيا... بيد انها مختلفة  نوعا ما  طائفيا اعلاميا  وهذا من عوامل سلطة الحرب ايضا.....

ولا ننسى ان سلطة الحرب عبر مستشارين فشلة  ....سعوا بإقناع وإنسحاب جميع دول التحالف وبقيت الجارة  السعودية الوحيدة  في الواجهة تتنافس مع حليفتها الامارات في الهيمنة على المناطق المحررة ، وهنا  اصبح العبء الاكبر لدى السعودية في  الدفاع عن حدودها بفرض عقاب جماعي وحصار على الشعب اليمني ...

 مبادرة سعودية حوثية للسلام  لتخرج بحل جزئي ، وقوبل برد ورفض   مقابل حل شامل بمبادرة  حوثية  سعودية  ، وهو بمعنى ،استخدام المظلومية الشعبية التي يعاني منها  بسسبب الحرب والحصار وأن يكون على هرم السلطة في البلاد  ، لكن مثل هذا المطلب لدى بقية الاطراف بمطلب شمولي لا يبت للديمقراطية بأي صلة  ولايمثل  المرجعيات الثلاث  ، وكمثل الحروب العربيه انتهت بحل داخلي ومن الطبيعي أن يكون الحل يمني يمني بيد ان  سلطة الحرب اسقطت هذا الحل منذ عشر سنوات ووضعت الحوثي يد ايران الاستراتيجية كورقة ضغط لفك حصارها ولحلحلة الملف النووي  

 سلطة الحرب لا ترى بالعين المجردة ولاتمثل دولة أوشخص واحد ،فهي سلطة منتشرة  مثل ماء الزئبق وانتشرت وسعت  لتحول  الاصوات  المدنية و المسالمة والمطالبة بحقها الشرعي الدستوري بالمساواة واستثمار ثرواتها  والتنمية في كافة المجالات تحت دولة قانون لصالح التعداد السكاني الذي يصل الى ثلاثين مليون نسمة الى صوت الرصاص والمدافع تحت شعار الوطنية  المتعددة الزائفة افرزت النزوح والمرض والانتهاكات واللجوء لتسفيد من المنح الانسانية  واموال الحرب وتجارة السلاح

سلطة الحرب فوق الجميع وفوق مؤسسات الدولة العاجزة  كصورة في التلفاز مثلما اعتدنا عليها منذ زمن  ولكن الفرق اليوم، تحولت السلطة جزء من لاعب جامد  ينتظر حظورة  والمتمثلة بالشرعية على ارض الوقع لسلطة  غير معترف فيها ومضادة  وهم الحوثييون  وكليهما لديهم ارتباط قوي بدول اقليمية الاول السعودية والاخر ايران وما فوفها

  ومن هنا اصبح الصراع على الحضور امر جلي  و متمثلا بمحوريين محور السلطة الشرعية وكانت من ضمن سلطة الفترة الانتقالية بعد حراك فبراير ومن ضمن المبادرة الخليجية وتنتهي صلاحيتها بعد عامين  وبسبب انقلاب الحوثيين واستدعاء حرب اقليمية ومحلية ،  اكتفت بسلطة غير متواجدة  على ارض الواقع، والسبب العائد هو الاستغلال  الثالث  لسلطة الحرب بخلق كيان جديد يسعى  الى الاستقلال  ذاتيا وسمي بالمجلس الانتقالي  كصوت متردد بين قضيته الجنوبية وبين  ملف اتفاق الرياض

المراقبون اصبحوا في حيره من امرهم ..غير انهم لم يعرفوا استراتيجية سلطة الحرب، فالمجلس الانتقالي كقضية   بدأت بعودة الجنوب العربي بعد ان سعى الحراك الى عودة  جمهوية اليمن الديمقراطية منذ 2007  ، ولعدم توحد الصف الجنوبي  اصبحت قضاياه متذبذبة  ولم تدافع عنها، بل تم تقييم  الانتقالي على الارض بشكل المراهق المتخبط الذي تطغى عليه العاطفة دون رؤية استراتيجية سوى انهم يمشون تارة  مع  سلطة الحرب وتارة ضدها  واصبحت قوى امنية غير متفقة فيمنا بينها على الارض مهدد ة المسؤليين والمواطن  وأصبحوا في خانة مؤقتة الى ان يجمع قواه ويعلن الحسم في قضيته  

 الاستغلال الرابغ لسلطة الحرب المتمثلة ،بقضية النظام السابق حزب المؤتمر ، والتى قضت  على زعيمها بأيدي يمنية خرج  بها على الارض بجيش العمالقة   لمكاسب استراتيجية وميدانية يؤمن بقضيته وعودة السلطة في احضانه مجددا ، لكن  سلطة الحرب  سعت بتجميد تحركها  كظاهرة صوتية في الساحل الغربي يسعى لحماية المصالح الغربية في باب المندب  ، ولم يستطع هذا الجيش أن يحرز  تقدم اما الجناح السياسي الخاص به  ووزعت افراد الاسرة على جميع المحاور لتشل تحركها بجانب العقوبات الاممية التي فرضت عليهم في حين يرى محللون ان وضعهم مؤقت الى  أن تكمل السلطة العليااهدافها  لتضعهم في الواجهة كجزء من الدولة الديمقراطية القادمة  

ولاننسى قضايا حزب الاصلاح العالقة التي ثتمثل جزء مهييمن في الشرعية وفي جعبته  جزءا كبيرا من مال المنضمات والنفط  ويتواجد في مأرب والمهره وشبوة ومدينة تعز المنكوبة والجزء الاخر يغرد من اسطنبول وصنع عالما اخر في تركيا والاكثر خدمة لمصالح سلطة الحرب العليا   

 

شكلت  سلطة الحرب اليوم ثلاث فصائل ، وقد ربما تخلق فصائل جديدة وقضايا في الواجهة وتفرز اصوات جديدة جديرة بتنفيذ هيمنتها على الارض فمن القادم !!!! بعد الحوثي والشرعية والانتقالي  ومن الذي سيقف منهم على هرم السلطة في حال اذا تشكلت اليمن جغرافيا لدولة اتحادية  واذا وجد من يقاتل على الانفصال او الوحدة ونجح احدهما  هل ستسقط هيمنة سلطة الحرب بسقوط التعددية التىي تريد ان تفرض نفسها في حالة الحرب  !

 

قد ربما يتساءل الكثير من هي سلطة الجرب هذه وكيف لنا أن نحلل شكلها ومضمونها ،  وكيف استطاعت ان تهيمن و  تحكم الشأن اليمني  لصالحها ، وباعتراف كثيرين ان الملف اليمني مازال  ملفا شائكا و معقد عن غيرها من ملفات المنطقة  ،فيبدوا ان سلطتها  قبل خمسة عشر عاما كانت  مقننة ومطامعها ضئيلة  فسعت  على تضيق الخناق  من الحين الى الاخر من حيث الخدمات والاستثمار والانفتاح  وفجرت الاحتقان بين فرقاء الامس والمتصارعيين على السلطة   ،

 واليوم توسعت مع تعدد القضايا سيما الجنوبية وصوت مكتوم في المناطق الشمالية وتضع استراتيجية الحفر لجغرافيا جديدة  على الارض بأايدي يمنية ، اما الوضع الاقتصادي  ملف يشوبه الفساد  المبعثر ، وابتزاز تخطفها سلطة الحرب، وتمتص ثروات البلاد من النفط الغاز الاسمنت المناجم والمعونات ولم يعد للعملة أي قيمة سوى انها تعاني من تضخم واخرى مهترئهة وثابته من اجل تحويلها وغسل مواردها في الخارج ..

سلطة الحرب لديها الكم الهائل من الابواق الحقوقية والدراسات التحليلية السياسة والاستراتيجية من جميع اطراف النزاع ،و التي قد ربما  ستساعدها اخر المطاف لان تكون مسيطرة حتى في حالة السلم أيضا ، بل لديها الحنكة واستخدمت داهية اليمنيين  بأن تربك  الرأي العام في التنافس و التسابق على المطامع الاستراتيجية يدخل فيها الصراع المناطقي الطائفي والعرقي التمييز  

واما بالنسبة للمرأة فلها دور جامد ومختزل في حالة الحرب  فهي اما صوت مسيس وغير مسموع تابعة للفرق السياسية ، او جزء من حكومة ظل تنتظر مخصصها من روث الحرب الاقليمية  المؤقتة ، واصوات سلام ضعيفة عبر  منظمات غير فاعلة  ،  أما الاصوات التي تطالب بالمشاركة في صناعة القرار في فترة سلطة الحرب تنظر سلطة الحرب  وقاعيا  أن المرأة في هذه الفترة لاتجرء ان تعيش التضحيات  على ارض الواقع سياسيا  وعاجزة عن تقديم رأسها كبقية اللذين قدموا رؤسهم في الواجهة  السياسة  في ارض العراك السياسي المتأزم منذ وقبل اندلاع الحرب    ، فسلطة الحرب وضعت البلاد في وضع راكد  للقوى السياسية ولن تسمح للمرأة بتحريكها سوى  كصورة استشارية او من مستفيدي الحرب الاقليمية   و بالرغم ان هذه السلطة مازالت مؤقتة فهي  تمثل الصوت القوي الذي  يعلوا أمام  صوت أنين المواطن اليمني لسنين كثيرة قادمة ولا اتمنى أن  تكون قاتمة وننتظر معجزة لجر البلاد الى السلام والامن والتعويض