سيف بن ربيع يكتب:
الزبيدي لا يتحدث كثيراً !!
يتساءل البعض ويولول لماذا لا يخرج الزبيدي عن صمته ويخاطب الشعب ويصارحه في ضل هذه المرحلة العصيبة التي نعيشها؟
وأحب أن أذكر هؤلاء إنه عندما تتحدث الأسود تصمت النعاج، وعندما تتكلم الملوك تخرس العبيد، وعندما يتكلم الصادقون يختفي الكاذبون، فهناك فرق بين من يدافع عن أحقية قضية لتثبيتها وبين من يبحث عن أمور أخرى. نعم هناك فرق كبير بين الزبيدي وبين المرتزقة والمتربصين.
اللواء الزبيدي لم يدرس فنون الخطابة في معاهد المملكة ولا فنون الإلقاء في الدوحة ولا يجيد التملق ولا يحب الأضواء ولا يدمن حب الظهور اليومي في وسائل الإعلام، وإذا تحدث يكون حديثه مليء بالفطرة والمصداقية مع شعبه شعب الجنوب، يتحدث بلهجة الواقع الحديث الذي هو يعرف تماما ويدرك أنه حديث كل الناس قبل أن يكون حديثه هو، وإذا نطق لا ينطق عن زيف أو خداع أو عدوان على أحد؛ وإنما ينطق حديث القائد الصلب عن الدين والأرض والوطن والهوية الجنوبية.
عندما يتحدث لا يتحدث إلا بلغة عهد الرجال للرجال. الزبيدي لو تحدث لن يتحدث إلا بكلمات محشية ببارود موجه إلى صدور أعداء وطنه، ويسجل في عمق العدو أهداف مباشرة تصيبهم بالذعر والرعب والخوف، لا يتحدث من فراغ، ويعرف متى يتحدث وبالتوقيت المناسب مدرك أن لكلمته أثر قوي، وأصبحنا ندرك إنه لا يتحدث إلينا إلا ببزته العسكرية، وهنا نوقن أن الأمر جلل وعلينا أن نحتزم جُعبنا ونتوشح بنادقنا، ولذلك فهو لا يكثر من الكلام ولا زال مؤمنا بالحكمة التي ورثها من أجداده وأسلافه التي تقول: (من كثر هداره قل مقداره)، يجيد الزبيدي الصمت، يصمت صمت القائد المحنك الذي يحسب له الإخوان لصمته ألف حساب، وعندما يتحدث تحسب أيضاً لحديثه ألف حساب، فيهرع علي محسن وأنيس منصور والرحبي وبن عديو ومحسن خصروف وغيرهم من المحللون والمختصين، ويبدأ العويل والنياح والتخبط. يسارع مختار الرحبي بفتح حقيبة أدوات التجميل الخاصة به ويستعمل (الحومرة) ليطل من على منبر قناته المهرية، يهرعون إلى قراءة هذا الحديث فقرة فقرة وكلمة كلمة وعبارة عبارة وإن دل هذا الأمر على شيء إنما يدل على الهزيمة التي يلقيها الزبيدي في نفوس أولئك.
تعرفون لماذا كل هذا الأثر الذي يتركه الزبيدي في نفوس أعدائه عندما يتحدث؟! لأنه صاحب الحق وحامل رأية قضيته، يكون لحديثه قبول وردود أفعال واسعة ويحظى بترحيب الجميع. الزبيدي إرادة وعزيمة وإخلاص وصدق ووفاء، حتى أعدائه يحترمون له مواقفه وثباته على مبادئه وصلابته قبل أصدقائه ومحبيه وأنصاره وجماهيره. جمع الزبيدي بين القيادة والحكمة والفطنة، وعندما يأتي الخطاب منه فهو يأتي من رجل يعرف معنى ما يقول ويعرف أنه إذا تحدث صدق فهو يعرف مدى تعاقدات قضيته والتزاماته الأخوية والسياسية، ويعرف حجم التآمرات والهفوات التي ينتظرها الأعداء لكي تغادر فاه الزبيدي، فهو لا يتحدث من فراغ ولا يسوق أوهام ولا يبيع أضغاث أحلام لشعبه. إنه الزبيدي يعرف جيداً ماذا يقول ومتى يقول وأين يتحدث، فعلى الراغبين والسائلين في سماع بيان وخطاب الزبيدي أن يتريثوا قليلاً، فـالزبيدي سيتحدث إليكم عندما يكون
حديث الرجال للرجال والوفاء بالوفاء.