محمد حسن الساعدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الخروقات الأمنية بين الفعل والافتعال
حيرت الحوادث الأمنية الأخيرة في العراق، وخلفت عددا من الضحايا كما في محافظة البصرة، او الخرق الأمني الخطير الذي حصل في كركوك، وسقوط قرية كاملة بيد الدواعش , المتابعين للشأن الأمني والمحللين السياسيين، وأربكت تفكيرهم.. فهكذا حدث قد يعكس عجز أجهزتنا الأمنية، وهشاشة الخطط الموضوعة، ويعكس التراجع في أداء المؤسسات الأمنية الكثيرة والكبيرة في العراق..
من الواضح أن ما حصل من تفجيرات، معد له بصورة منظمة ومدروسة سلفاً، خصوصا ونحن نعلم ان اغلب الجيوب والأوكار الإرهابية المهمة والكبيرة، قد دمرت بعمليات عسكرية سابقة.
ان ما حصل لايمكن ان يكون بعيداً عما يجري في سوريا، خصوصا في ظل المواقف الأخيرة من العراق، بعدم وقوفه مع مشروع التغيير في سوريا، والمواقف الأخيرة للعراق في تبني سياسية الحياد، في مواقف الجامعة العربية من القضية السورية، مما أعطى حافزاً للجماعات الإرهابية في سوريا، للتحرك لضرب العراق من الداخل، خصوصاً بعد التنوع الذي دخل لصفوف داعش ودخول المقاتلين العرب بالقتال في العراق، لزعزعة الوضع الأمني هناك، ومحاولة إحداث فتنة طائفية كبيرة وخطيرة تحرق الأخضر واليابس، وفي ظل هذه المعطيات نحن قد نكون مقبلين على أزمة وصراع خطير في المنطقة.. فالمشهد السوري ألقى بظلاله على الوضع العراقي، وهو يأخذ منحنيات متصاعدة خلال الفترة السابقة، هذا أذا ما أخذنا بعين الاعتبار الوضع الداخلي العراقي المتزعزع اصلاً، والتصارع بين الكتل السياسية، خصوصا بعد الانتخابات الأخيرة وما رافقها من شكوك وتساؤلات كثيرة، إضافة إلى ما تشهده الساحة العراقية من هدوء حذر مما ينبأ بشيء غير متوقع..
كل هذه المؤشرات تجعلنا نعتقد، ان المنطقة تمر بظروف حساسة وخطيرة جداً، هذا فضلا عن الفساد الإداري والمالي المستشري في مؤسسات الدولة .
في ظل هذا أصبح العراق بين المطرقة والسندان، والشعب هو الطرف الضعيف في هذه المعادلة، ما جعله بين جهتي صراع القوى الإقليمية المتنازعة، والذي يعلم أنه لن ينتظر أن يعود للاستقرار، إلا بعد نهاية الأزمات في المنطقة عموماً .