صلاح مبارك يكتب:

التعافي المنقوص!

انتظر المواطنون أن تقدم شركة النفط اليمنية بساحل حضرموت على إعلان تخفيض مناسب لاسعار المشتقات النفطية يتناسب مع التحسن الذي طرأ على صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، لكن هذا لم يحدث! ؛ بل أنها خيبت الظنون وأقدمت على تخفيض طفيف – غير متوقع - في بيع المشتقات النفطية (البترول والديزل) ، وهذا ما فجر غضب شعبي عليها, ساخط في السوشيال ميديا ومنصات التواصل الاجتماعي .

 

ولأن المشتقات النفطية أصبحت عصب مهم .. وتخفيضه يعني تعافي الحياة , بوصف أن اسعار المشتقات محرك لانخفاض وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بأنواعها كافة والمواصلات ..

 

بعد جرعة النفط الأخيرة - كما هو معلوم – تأثر عامة الناس , وقصمت ظهروهم التسعيرية الجائرة، وعلى خلفيتها تأثرت القطاعات المختلفة، وتصاعدت وتيرة الاحتقان الشعبي وتحركت المكونات والنقابات إيجابًا مع المطالب التي تبحث حلول للتخفيف من وطأة المعاناة على واقع المعيشي للناس , ودخلت على الخط نخب اكاديمية وناشطين حقوقيين لهم وزن ثقيل, وسعوا إلى تشكيل ائتلاف مجتمعي ضد استمرار الفشل والمناداة لتحسين الأوضاع المعيشية المنهارة , وعطلت الدراسة في جامعة حضرموت ومعاهد التعليم المهني والتقني ونفذت الوقفات الاحتجاجية وجرت التحركات في أكثر من اتجاه.. وأمام هذا المشهد اضطرت السلطة المحلية لمسايرة هذا الوضع والبحث عن بدائل تخفف من وقع الصدمة على المواطنين , فأوجدت صندوق يبعثر بـ 750‪ مليون ريال دون أثر يذكر ، وكأنها لا تعلم بأن بعد جرعة النفط أصبح الكل متضررًا.. الاستاذ الجامعي والطبيب والسواق والعامل والجندي والمزارع والصياد وكل افراد المجتمع , وكان أحرى من أنفاق هذا الرقم المالي الكبير في تقديم أعانة لفئات محدودة أن يذهب لصالح دعم المشتقات النفطية وبذلك الفائدة تعم خيرها على الجميع، لكن هذا لم حدث !

 

اليوم مع نزول الصرف وتحسن العملة توجهت الانظار من جديد لشركة النفط كمؤسسة وطنية - تعني بتوزيع وبيع المشتقات النفطية – ومطالبتها بإعادة النظر في التسعيرة حسب معطيات تحسن الصرف , كما توجهت إلى تجارنا إلى تعديل الاسعار حسب ما هو مستجد في صرف العملة.. فما الذي حدث!

ظلت أجرة المواصلات على ما هي عليه "مرتفعة" ولم تتحرك , ومعظم اسعار المواد الغذائية مترنحة و" مرتفعة" كأن لم يكن هناك نزولًا في الصرف , ولا يحزنون..

 

الدولة  - أن كانت هي حقًا موجودة - فهي مسؤولة , وهي المعنية ولا أحد غيرها , وعليها أن تتحرك لإنقاذ الأحوال المتردية وأبعاد الناس من جور  الطمع والجشع الذي يتمدد ، قبل أن يقضى الأمر.. ويقول الشعب كلمته..

 

إنّا لكم من الناصحين.