كلمة صحيفة اليوم الثامن
عيدروس الزبيدي يفضح "إخوان اليمن"
تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن، والذي يقدم عناصره أنفسهم بـ"انصار الشريعة"، والذين يحاولون الحفاظ على التنظيم المرتبط بالأفغان العرب، الذين اندمجوا في "حزب التجمع اليمني للإصلاح"، او تنظيم إخوان اليمن، شريك النظام السابق والمنقلب الشرعية التي كان جزء منها، واحد ابرز أدوات الحرب العدوانية الأولى على الجنوب.
يقول علي عبدالله صالح (الرئيس الراحل الذي قتله الحوثيون في العام 2017م)، انه دعم تأسيس إخوان اليمن لحزب سياسي، لمناهضة الحزب الاشتراكي اليمني المحسوب على الجنوب، وكان تأسيس الاخوان في اليمن لحزب الإصلاح بعد توقيع اتفاقية الوحدة (الهشة) في مايو (أيار) 1990م، بنحو أربعة اشهر، وتحديدا في سبتمبر أيلول.
كانت مهمة الإخوان او الأفغان العرب الذين شكلوا حزب التجمع اليمني للإصلاح، تصفية القيادات والمسؤولين الجنوبيين، فخلال العام الأول لتوقيع اتفاقية الوحدة، اغتال أعضاء حزب الإصلاح او الأفغان العرب، أكثر من مائة وخمسين مسؤولا جنوبيا، (وفق احصائيات رسمية جنوبية).
وتوالت عمليات التصفية للكوادر الجنوبية حتى طالت الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر، الذي اغتيل داخل قاعدة مؤتمر عام للإخوان، وقد قال قادة اشتراكيون ان "الاخوان دعوا جار الله عمر لحضور المؤتمر لتصفيته".
وقد بث التلفزيون الرسمي اليمني المؤتمر على الهواء مباشرة، حيث اظهر التلفزيون زعيم اخوان اليمن الراحل عبدالله بن حسين الأحمر وهو يطلب من الحاضرين الهدوء وكأن المهمة كانت محصورة باغتيال جار الله عمر.
دموية الإخوان الأشد كانت بإصدار شيوخ الدين وأبرز المحرضين على تجنيد الأفغان العرب "عبدالوهاب الديلمي وعبدالمجيد الزنداني"، وهما اللذان اصدرا فتوى التكفير الشهيرة بعد ان زعمت ان الجنوبيين يعتنقون الفكر الشيوعي والماركسي، قبل ان يتبع الزنداني بفتوى أخرى بعد الحرب اعتبرت كل أملاك الجنوبيين "غنائم حرب"، ودعا الزنداني في محاضرات موثقة أعضاء وقيادات الحزب الاشتراكي الى تسليم انفسهم الى اقرب مسجد لإعلان اسلامهم.
السيد الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي أكد خلال مقابلة مع قناة الحدث السعودية على تورط اخوان اليمن وتحديدا الجنرال علي محسن الأحمر المكلف بتدريب الأفغان العرب ودمجهم في قوات الفرقة الأولى مدرع، بعد ان شاركوا في الحرب الأولى على الجنوب، وهو ما أكد علي الشيخ نبيل نعيم مؤسس قاعدة الجهاد المصري.
أكد الزبيدي ان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية هو صنيعة وتصميم الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، وهو ما يؤكد عدم وجود أي هجمات للتنظيم في شمال اليمن بما في ذلك ضد الحوثيين الذين يفترض انهم أعداء، وخصوم لتنظيم القاعدة على اعتبار انهم شيعة "كما يقول امراء تنظيم القاعدة".
وتبين ان المقابلة التي أجرتها قناة الحدث السعودية، قد اعدت بعناية فائقة من "مسؤولي ملف الشؤون اليمنية في القناة"، وهم يمنيون وسعوديون "إخوان"، فتلك الأسئلة التي كانت تطرح، كان الزبيدي يمتلك قدرة فائقة في الرد عليها وهو ما دفع القناة الى إعادة "تقطيع المقابلة بعد بثها ثم بثها مرة أخرى كاملة"، في تأكيد على ان المعدين لتلك المقابلة قد أخفقوا كثيرا هزيمة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالأسئلة المفخخة.
تقول المذيعة ان المجلس الانتقالي الجنوبي لم يختار الوقت المناسب للتعبير عن قضيته وانه في كثير من الأحيان يحبط الجهود المناهضة للانقلاب الحوثي، فكان رد الزبيدي "ان المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل قضية وطنية، وان القوات الجنوبية هي من تحقق الانتصارات ضد الحوثيين دون غيرها، في حين ان الجيش المحسوب على الاخوان المسلمين، يمكن الحوثيين من المعسكرات والمدن دون أي مقاومة تذكر".
وأكد الزبيدي بان القوات الجنوبية هي من تقاتل الحوثيين في أكثر من جبهة وكانت على مشارف ميناء الحديدة، لولا اتفاق استوكهلم، الذي وقعت عليه ما اسماها بالحكومة الشرعية، مشددا على ان الحوار مع الحوثيين يجب ان يتم في وقت يكون معسكر "الانتقالي والتحالف والشرعية" قويا وليس ضعيفا.. مؤكدا انه لن يتم الحوار مع الحوثيين فيما اذا تم تصنيفهم كمنظمة إرهابية.
صحيفة الصحوة المتحدثة باسم اخوان اليمن، ارادت الهجوم على السيد الرئيس عيدورس الزبيدي، وحاولت نفي علاقة الاخوان بالقاعدة، التنظيم الذي ورد من رحم فرع التنظيم الدولي للإخوان في اليمن.
فإذا لم يكن إخوان اليمن "رعاة الإرهاب"، فلماذا خرج زعيم التنظيم ورجل المخابرات الذي ولد من رحم "الطائفية والسلالية التي تريد تحكم اليمن والجنوب"، ونائبه عبدالوهاب الآنسي، سبق لهما وقيادات إخوانية أخرى بينهم الزعيم القبلي صادق الأحمر، ان طالبوا بضرورة الحوار مع انصار الشريعة، ناهيك ان وزير الداخلية الإخواني عبده الترب، سبق له وفتح أبواب السجن المركزي (شديد التحصين في صنعاء)، لفرار عناصر وقيادات تنظيم القاعدة.
اما رئيس المحكمة العليا القاضي حمود الهتار، فهو الأخر اصر الإخوان على تعيينه في هذه المنصب لمهمة وحيدة، هي الافراج عن عناصر تنظيم القاعدة في عدن، وهو ما اشارت اليه العديد من التقارير الصحفية وتصريحات النائب العام السابق علي ناصر الاعوش الذي اقتحم الهتار مكتبه للمطالبة بالافراج عن معتقلين على ذمة قضايا إرهابية، وهي قضية معروفة وخرجت إلى الاعلام بفعل تصريحات النائب العام.
تنظيم الاخوان المتحكم الرئيس بالرئاسة اليمنية شن حربا واسعة على عدن بدعوى الدفاع عن شرعية عبدربه منصور هادي، في حين كان التنظيم ذاته يسلم الأسلحة والمعسكرات للحوثيين في محيط مأرب.
ذهبت الصحوة الإخوان الى اتهام الزبيدي بانه على علاقة بإيران، في اعتقاد محررها السياسي ان "لليمنيين والجنوبيين ذاكرة مثقوبة"، فمن ذهب لإبرام صفقات مع عبدالملك الحوثي هو محمد اليدومي وليس عيدروس الزبيدي، ومن أوقف 40 الف مقاتل من الدفاع عن صنعاء، هو عبدالمجيد الزنداني وليس أحمد سعيد بن بريك، من سلم أسلحة التحالف العربي في نهم هي سبعة ألوية تابعة للجنرال العجوز علي محسن الأحمر، وليست تابعة للعميد صالح السيد، ومن خذل دماج وحجور وغيرها هم الاخوان وليسوا المجلس الانتقالي الجنوبي.
فمن هزم الاذرع الإيرانية في الضالع هو عيدروس الزبيدي، وليس علي محسن الأحمر الذي فر هاربا في ليل أظلم تاركا صنعاء العاصمة للحوثيين دون أي مقابل، مع ادراكنا ان المقابل بقاء استثماراته دون مساس.
من حاور الحوثيين على خلافة هادي بعد تقديم استقالته، هم الاخوان وليس الحراك الجنوبي او عيدروس الزبيدي.
إخوان اليمن طالما تغنوا بالشرعية الدستورية وهم أول من وقع مع الحوثيين اتفاق السلم والشراكة، وهم من اعلنوا من صعدة طي صفحات الماضي، بل انهم ذاتهم من ادخلوا الحوثيين الى العاصمة اليمنية صنعاء في العام 2011م، بدعوى انهم "ثوار يمنيون ضد نظام علي عبدالله صالح، الذي كانوا جزء من ذلك النظام وكان الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر هو اليد الطولى لذلك النظام.
ان عيدروس الزبيدي ومن خلال مقابلته مع قناة الحدث السعودية "لم يذكر حزب الإصلاح الذي طالما حاول نفي علاقته بجماعة الإخوان"، لكن المحرر السياسي يبدو ان تصريحات الزبيدي جعلته يعيش في حالة من الهستيريا وينسى ان حزبه وفي ذات الصحيفة "الصحوة"، قد نفى بشكل رسمي علاقته بتنظيم الاخوان المسلمين، ولكن ليست المرة الأولى التي يعيش فيها التنظيم العائش على التناقضات، فالسعودية التي اتخذت موقفا من الاخوان، اثارت غضب الإصلاح الذي يقول بانه ليس إخوان مسلمين.
لكن اذا كان الإصلاح "هو الاخوان"، فهذا لا ينكر وجود علاقة وثيقة بين التنظيم الذي اسسه الرئيس صالح لضرب الاشتراكي اليمني، وتنظيم القاعدة الذين جندهم علي محسن الأحمر وعبدالمجيد الزنداني باسم الأفغان العرب للقتال في أفغانستان.
حاول المحرر السياسي في الصحوة الإخوانية تضليل الرأي العام بالحديث عن ما وصفه بالعبث الإيراني في اليمن، فهل لتنظيم إخوان اليمن، ان يكشف للمتابع والمهتم العبث الذي تسببت به إيران للإخوان، فتلك الصواريخ التي يرسلها الحوثيون صوب مأرب (او يقال هكذا ان مأرب تتعرض للقصف)، لم يثبت انها اصابت أي موقع او قوة عسكرية للإخوان على الاطلاق، ودائما صواريخ الحوثيين موجهة صوب الجنوب او السعودية، ومؤخرا الإمارات.
يتحدث إخوان اليمن عن تنفيذ بنود اتفاقية الرياض، ويمارس المحرر السياسي والتنظيم بشكل عام "الكذب والخداع"، لمحاولة تمرير كذب على العامة، فأي التزام قامت به جماعة الإخوان التي يتحدث التنظيم باسمها، وهو الذي اطلق عملية الفجر الجديد لاجتياح واحتلال عدن.
ان ممارسات تنظيم الاخوان والادعاء بانه يناهض الحوثيين، لا يمكن له ان يدفع اليمنيين الى نسيان تسليم كل تلك الكميات الكبيرة من الأسلحة والاليات التي قدمتها السعودية لقتال الانقلابيين، وجيش الاخوان ينسحب تكتيكيا من فرضة نهم والجوف وصرواخ والبيضاء وصولا إلى بيحان شبوة.
يعتقد الاخوان ان هو إرادة اليمنيين القابعين تحت هيمنة الحوثيين الموالين لإيران وعجز التنظيم عن تحرير مدينة واحدة، فالزعم انه يدافع عن الوحدة اليمنية التي قتلتها فتاوى التكفير وحروب "الردة والانفصال"، كما اسمتها جحافل وقبائل ومرتزقة اليمن الشمالي في العام 1994م.
ان عيدروس الزبيدي اليوم يمضي بخطوات الواثق المنتصر للإرادة الشعبية الجنوبية، فهو من صنع أول انتصار في عاصفة الحزم بتحرير الضالع، وهو ذاته من استعادة بيحان وعسيلان وعين التي سلمها الإخوان بدون طلقة رصاص واحدة،
فهل ادرك إخوان اليمن "ان الشعب اليمني ليس غبيا الى درجة ان يصدق التنظيم الذي يمد الحوثيين بأسلحة التحالف العربي وبطيران والصواريخ الإيرانية، وهو ذاته التنظيم الذي قال فريق خبراء الأمم المتحدة ان قواته العسكرية هي أهم مصادر تمويل الحوثيين بالأسلحة وقطع الصواريخ المنقولة عبر البحر وتحت حراسات "جيش إخوان الأحمر".
في الختام، يتطلب ان تعيد الهيئة العليا لإخوان اليمن، الاستماع الى مقابلة وتصريحات الرئيس عيدروس الزبيدي، فهو يقدم دروس مجانية في فن القيادة العسكرية والسياسية، ويدرك ان الانتصارات لا تصنعها الفهلوة والكذب على الاتباع وان بيع الوهم يكمن في جماعة لا تقاتل الحوثيين ولا تصيبها صواريخ الاذرع الإيرانية.
والله من وراء القصد.