المحرر السياسي يكتب:
الجغرافيا السياسية لواقع الجنوب.. رهانات القوى الاقليمية والدولية في هذه المنطقة
إن النظر إلى المشهد الجنوبي نجد هناك خطوطا سياسية ظهرت مؤشراتها تهدف الى اعادة وضع مساحة الجنوب في اطار الكيانات المتصارعة ، وادا نظرنا الى حضرموت وشبوة والمهرة سوف نجد انها اكثر المناطق الجنوبية داخلة في خده الاطار فمند حرب 1994م ومابعدها تم استدعاء كيانات سياسية كان الجنوب قد تجاوزها بعد 1967م فالدولة الجنوبية قد حددت هوية المواطنة في اطار مشروعها السياسي وذلك ما اوجد الاتجاه الواحد في الانتماء لنوعية الدولة .
غير ان هذه الركائز في مفهوم الدولة الجنوبية تم العمل على ضربها وتفكيكها ونقلها الى مربعات الحروب الداخلية حيت تستخدم المال السياسي والسلاح كموظف الدين كأفكار تكفيرية وقتالية عملت على تشقق وحدة الكيانات ، وهده العوامل ادا نظرنا اليها نجدها تحركت كثيرا عند حدوت حضرموت وشبوة والمهرة وكانه هناك مخطط لفصل هده المناطق الغنية بمنابع النفط والغاز عن الجسد الجنوبي وتحضيرها مستقبلا كي تذهب كيانات سياسية قائمة على الولاءات المناطقية والقبلية والعشائرية.
تم استدعاء صراعات ماضية وضفت لإفراغ القضية الجنوبية من بعدها السياسي وحصرها في دوائر الحروب المغلقة وهو ما لعبت علية سلطة الاحتلال اليميني مند حرب 1994م وحت الان.
فلا غرابة ان نجد تصاعد الصراعات والاعمال الارهابية ورفع شعارات الهوية المناطقية في هذه الاماكن اكثر حضورا ، بل تواجد قوى التطرف عسكريا وسياسيا فيها ، وهذه يوكد ان القوى الدافعة لمثل هذه الاعمال قد ادركت مند وقت ان القضية الجنوبية سوف تتوسع دوائرها ولن تقف عند مراحل معينة فكان لابد من طرح البدائل والقواطع امام المد السياسي الجنوبي ومن هنا تم خلق صراعات تهدف بالدرجة الاولى الى عدم استقرار الارضية الجنوبية على مشروعها القادم في قيام الدولة الجنوبية الجديدة ، وهذه القوة المتصارعة هي خطوه نحو الامام للعرقلة وتحجيم مشروع دولة الجنوب العربي التي يراد لها ان تدخل في تناحرات داخلية بدلا من تفرغها لبناء الدولة فمنابع النفط والغاز بالنسبة للقوه اليمنية المتواجدة فيها ثروة لا يمكن التنازل عنها بسهولة في مند عام 1994م تعد الرافد الاقتصادي لحزب الاخوان وشيوخ القبائل الذين ساهموا في احتلال الجنوب وحتى بعد سقوط نظام علي عبدالله صالح ظلت تلك المخططات نحو الجنوب في تصاعد بل توسعت الاعمال الارهابية وجبهات الحروب بعد حرب 2015م التي كانت تهدف الى اخضاع الجنوب لسيطرت حزب الاصلاح وتنظيم القاعدة وجماعات الحوثي التي اتفقت على اعادة انتاج مشروع علي عبدالله صالح المهيمن على الجنوب تحت أكذوبة الحفاظ على وحدة اليمن ،ان رهان تلك القوه الهادفة لضرب الجنوب عبر مشاريع المناطقية لا تسعى الا لنفس الغرض نهب الثروات والهيمنة ولآكنها بعد ان ادركت عودت الجنوب لأهله تدخل الان عبر مشاريع الكيانات الجنوبية المتصارعة وهذه نظرية تعرف سياسا ( بنظرية تفجير المجتمعات من الداخل ) وقد وضعت كل اوراق الاحتمالات الواردة في هدة اللعبة حتي وان انسحبت تكون لديها ايادي تعمل على تشرذم المشهد الجنوبي.
وفي المناطق الاخرى من الجنوب وبذات عدن ظلت المراهنة عليها بان تظل في حالة من عدم الاستقرار من خلال خلق الازمات في الخدمات ورفع الاسعار وعدم دفع الرواتب وغيرها...
ولان عدن لا يمكن ارهان عليها مناطقيا او قبليا او مذهبيا وغيرها من اشكال التفريق بحكم وضعها المدني والذي ظلت عليه عقود طويلو\ة من الزمن, فتم استبدال تلك الوسائل التي لن تنجح في عدن برفع شعار (دخيلة) وهذا استدعاء لمرجعية تاريخية كانت قد ظهرت في عام 1947وهي وليدة شروط المرحلة التاريخية التي انتجتها لكنها في الحاضر تعاد كمشروع يهدف الى وضع العاصمة عدن في كيان خاص منفصل عن الجنوب العربي تكون له كل مقومات الدولة ذات سيادة الوطنية..
وهذا يدخل في اطار عملية التفكيك مشروع الدولة الجنوبية القادمة التي سوف تجد كيانات سياسية في كل منطقة تتصارع معها وكائن هناك رسالة (لا حل للجنوب الا البقاء تحت سقف الوحدة) اما ان استعاد مشروعه الوطني سوف يدخل في متاهات مدمرة وهذا ماعلينا في المجلس الانتقالي الجنوبي التركيز عليه في الحاضر فهذا المشروع قد ضرب كيانات عربية وشرذمها إلى أجزاء في العراق والسودان ولبنان وليبيا وعدت دول في شرق أوروبا تصاعدت فيها النزعات الذاتية كي تفرض كواقع سياسي".