المحرر السياسي:

دور دولة الجنوب في حفظ الامن القومي والإقليمي والدولي

 تميزت الدولة الجنوبية بعد قيامها في 30نوفمبر 1967م في بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية على احدث النظم والطرق في حفظ الامن وسلامه السيادة على المستوى الداخلي وكذلك الإقليمي والدولي ، وقد عززت هذه الخاصية لدولة الجنوب( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومن ثم جمهورية الديمقراطية الشعبية ) في وضع قوانين تحفظ سلامة المواطن والممتلكات العامة والخاصة من أي اعمال تخربيه ، اما على المستوى الإقليمي فقد عملت على المحافظة على حدود الدول المجاورة من تهريب المخدرات والأسلحة والجماعات الإرهابية وعلى مستوى الدولي شاركت للحفاظ على الممرات المائية وبالذات باب المندب الذي يعد من طرق المصالح الكبرى للاقتصاد العالمي ...

أولا على مستوى الداخل تمتعت جميع المحافظات الجنوبية ليقظه امنية عالية من خلال توفير كافة الإمكانيات للعمل في هذه المجال وكذلك تدريب وتأهيل الكادر الأمني والعسكري في الدول التي كانت تعرف سابقا باسم المنظومة الاشتراكية وهي ذات خبرة عالية استطاعت ان تجعل من الشخصية العسكرية والأمنية الجنوبية صاحبة الحضور الفاعل وكذلك لعبت لجان الدفاع الشعبية الدور الواسع للمحافظات والمديرات في رصد التحركات لمن هم غرباء عن المنطقة ومعرفة أسماء من يسكنون بالحي ،وكانت لأقسام الشرطة هيبتها الكبرى عند الناس وهذا ما اوجد علاقة ودية بين المواطن ورجال الامن الذين تساعدوا معهم في حادثة إرهابية ، حيت كانت تسعى جماعة من المرتزقة لتفجير خزانات النفظ الواقع بين القلوعة والمعلا في ثمانينات القرن الماضي في عهد الرئيس السابق علي ناصر محمد حيث ابلغ المواطنون عن تحركات مريبة عند هذه الخزانات فوضعتهم تحت المراقبة حتى تمكنت من القبض عليهم بالجرد المشهود ...

وقد أصبحت هذه القضية لدا الراي العام في الشارع الجنوبي ، ليست قضية تمس امن الدولة ولكنها قضية متصلة بأمن المواطن شخصيا في منزلة حيت انه لو نفذت هذه العملية وثم تفجير هذه الخزانات المشحونة بالمحروقات لأصابت الضرر الكبير مدينه عدن والسكان ولا حدثت ثلوث عام في البيئية ...

ولقد تابعت الجماهير هذه المحاكمة الذي عرفت بمحاكمة (دهمس) 

فقد كلفت الدولة محامون لدفاع عن هذه الجماعة وقيام محاكمة عادلة وكانت لتلفزيون عدن الدور الأكبر في نقل وقائعها الى الراي العام الجنوبي 

وقد اثارت هذه القضية حفظ الامن الداخلي لدولة الجنوبية ومهام رجال الامن في هذه الجانب وكذلك دور الشعب الجنوبي في المساهمة للحافظ على الامن فلم تكن القضية ذات مصلحة لجهات الاختصاص ، ولكن شعر كل مواطن انه اسهم في الحفاظ على سلامة حياته من هذه الكارثة لو وقعت ...

وهناك أيضا قضية اغتيال اللاجئ السياسي العراقي والأستاذ الجامعي توفيق رشدي حيت ثم اغتياله من قبل عناصر في مخابرات العراقية الذين كانوا يعملون في سفارة العراق في خور مكسر ، وبعد تنفيذ هذه الجريمة هربوا الى سفارة بلادهم ،ولكن كان الموقف الدولة الجنوبية ، وهي اول جريمة تحدث من هذا النوع بعد عام 1967م الذي يمس هيبة الدولة وحضورها الأمني على مستوى الإقليمي والدولي وهو تجاوز سياسي ودبلوماسي لدور أي سفارة تقيم أي بلد حيت عليها احترام النظم والقوانين لدولة المقيمة فيها ...

فقد اتخذت الدولة الجنوبية قرار بتسليم الجنات وكانت المدة 24 ساعة ولكنهم رفضوا فقد تم اتخاد قرار اقتحام السفارة العراقية في خور مكسر والقبض على القتلة ومن تم التحقيق معهم من قبل الأجهزة الأمنية الجنوبية لمعرفة دوافع الجريمة والتي كان ضحيتها احد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي في الشعب الجنوب .

كذلك استطاعت الأجهزة الأمنية والعسكرية الجنوبية في الحفاظ على حدود الدولة ومنع كل محاولات التسلل التخريبية وتهريب المخدرات والأسلحة لدول الجوار حيت كانت القوة الجنوبية ليست فقط مهامها حفظ الامن الجغرافي لبلادها ولكنها أيضا عملت على قطع أي عمل تخريبي ينطلق عبر الحدود البرية الى جهات أخرى ....

اما الجغرافيا البحرية فقد استطاعت بناء قوة بحرية مدربة تدريب عاليا تتحرك من منطقة عدن وخليجها في بحر العرب والجزر الجنوبية وباب المندب كي تحفظ الملاحة الإقليمية والدولية من أي اعمال تمس مصالح الدول .

وكل هذه العوامل عملت على حفظ التوازن في المنطقة.

اما على المستوى الإقليمي فقد لعبت جمهورية اليمن الديمقراطية عبر قواتها البرية والبحرية في تعزيز استقرار المنطقة من اعمال القرصنة وتسلل الجماعات الإرهابية عبر الممرات المائية .

كما لعبت القوات البحرية الجنوبي في حرب أكتوبر 1973م اخطر الأدوار العسكرية ، عندما تم اغلاق باب المندب وهذا العمل شل مقدرة تحرك القوات البحرية الإسرائيلية من ميناء ايلات مرورا بالبحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب وكانت جزيرة ميون هي النقطة الأهم في تحرك القوات البحرية الجنوبية ...

اما على المستوى الدولي فقد كانت القوات الجنوبية عدت أدوار إيجابية منها مشاركة فصايل من الجيش الجنوبي اتناء الحرب الاهلية في لبنان من اجل حفظ السلام في سبعينات القرن  الماضي وقد استطاعت هذه القوة ان تثبت جدارتها في بيروت وهي على اعلى كفاءة قتالية .

ان هذه الخصايص جعلت مركزية اليمن الديمقراطية الشعبية في صدارة الدول التي تتمتع بحضور امني كبير على مختلف الأصعدة وهذا ما جعل عدن عاصمة الجنوب من اامن دول العالم فقد خلت من جرائم السطو المسلح والقتل والاغتصاب وتسويق المخدرات والسلاح وتواجد الجماعات المتطرفة فيها مما جعل من زارها يرى فيها مدينة تعيش تحت حماية قوة امنية تعمل على مدار الساعة بدون توقف وهذا ماكان يفتقد الية المواطن الجنوبي عندما يرحل الى خارج الجنوب ويستوطن دول أخرى تعد الجرائم فيها جزءا من صفاتها .

كذلك علينا ان لا ننسى دور القوانين والنظم ورجال القضاء والمحاماة حيت كانت تخلو المحاكم والمؤسسات الدستورية والقانونية من الفساد المالي والإداري ،حيت كان الجميع يحترم هيبة القانون الذي هو من هيبة الدولة وقد عززت هذه العوامل من بناء ثقافة قانونية عند العامة فلا توجد مظاهر التسلح في الشوارع كما هو الان ، وكان من يحمل سكينا يسجن ستة اشهر اما السلاح فلا يملكه في المدن الا رجال الامن والمؤسسات العسكرية .