محمد مرشد عقابي يكتب لـ(اليوم الثامن):
حسن فيرزان.. النجم الراحل من سماء الحواشب
منذ ايام خسرت الحواشب احد رجالاتها الأوفياء الذي كان لهم إسهامات اجتماعية مشهودة، حيث حلت الفاجعة والحزن بفقدان الشخصية الإجتماعية المعروفة حسن علي فيرزان، الذي برحيله فقدت المسيمير قلبا طالما احتوى الهموم واتسع للجميع.
لقد غادرنا الأخ حسن علي فيرزان او كما يحلو للجميع تسميته بـ "فيروز" بصمت رهيب، غادرنا من غير وداع بعد ان عاش حياتا بسيطة كرسها لخدمة الأخرين، وظل فيها ذلك البشوش والمتواضع مثل الضوء في متناول الجميع، لقد عاش تواقا لوطن حر يعيش فيه ابنائه بعدل ومساواة وينعم الكل فيه بالأمن والاستقرار.
لقد رحل من كان يمثل روح الحرية والبساطة والنكته والفكاهة وصناعة المعروف، رحل من تجمعت فيه السمات والخصال والقيم الحميدة، رحل تاركا الحزن والحسرة والألم تعصر قلوب محبيه.
الفقيد حسن علي فيرزان، كان الصوت المعبر عن الناس البسطاء، والفداء المتجدد الذي يحمل روحه في راحته عونا للضعفاء وخصما للطغاة والمستكبرين، لقد رحل فيروز الحواشب واقفا وشامخا مثل شجرة جذرها في الأرض وثمارها تعانق السحاب وظلها وآرف كظل الجنان التي اشتاقها هو كثيرا حيث كان من اولئك الرجال الذين يدوسون على الأخطار ساخرين من الخوف يتأبط الموت كل لحظة وحين.
الفقيد حسن علي فيرزان، نموذج فريد بين الرجال ونسيجا وحده لا يشبهه في العطاء والحضور المتنوع والبساطة العظيمة إلا هو ذاته، وباعتقادي لا يوجد إنسان ظلم وعانى وتذوق مرارة الظروف القاسية وتحمل التجنيات والتخرصات ومورس عليه التشويه اكثر من فيروز الحواشب، وكان مع كل هذا شمسا لايخبو شعاعها لايتعكر صفوها، وقلبا لايحقد بل مسامحا وعفوا ومتسامي على الصغائر ولايحمل بين جوانحه شيئا من الضغينة والكراهية والكراهية والبغضاء لمخلوق.
حسن علي فيرزان، ذلك القلب الأبيض الذي لم تكسره المعاناة، والفؤاد الجسور الذي يتحرك ببساطة وعفوية دون تكلف او تكبر وتعالي على الأخرين، عاش حياته هين لين سهل وصعبا في الحق وشامخا له ظل وثمار على كل جانب.
رحم الله فقيد الحواشب صاحب القلب النقي والصدر الواسع، لقد كنت مدرسة تعلمنا منها الكثير وستظل رمزا للأجيال، لحياتك وموتك قصة بطولة وحكاية شهامة مرت علينا كسحابة غيث كريمة الهطول، وستبقى خالدا وحاضرا في ذاكرة التاريخ تقاوم عوامل المحو والنسيان.