نبيل الصوفي يكتب:
دروس فبراير والطريق إلى جوهر الشعب
أين هي الطريق إلى جوهر الشعب؟
دعونا من خطابات دولة ما بعد 62 الرسمية، لكن تلك الثورة فتحت طريقاً لأفئدة اليمنيين كي يهبوا على وجه الزمن.
اليمنيون البسطاء الذين وطنيتهم لا ترتبط بوظيفة ولا بمنصب، الناس الذين تراب الوطن وجلودهم شيء واحد.
ولا يمكن أن يقطع الحوثي طريق هذه الأفئدة.. وإن أعاقها.
فكيف هي العودة.
من أهم دروس فبراير هو احتقار كل سياسي يستخدم الدين ويعتبر جماعته ممثلة له.
ربط الإخوان والحوثي بخيط احتقار واحد، وطبعاً اليوم الحوثي أكثر حقارة لكن التأسيس لها ليس إلا إخواني.
روح فبراير يجب استلهامها في رفع راية هذا الاحتقار.
الفاسد لم ولن ينتصر.. فسادهم ليس طيلة سنوات الحرب، بل من 40 سنة.
أتمنى أن تقرأوا ما نشر من مراسلات السفارة السعودية للقيادة عن فساد تحالف علي محسن وبيت الأحمر والإخوان وخطورته على الدولة اليمنية، سفراء المملكة الثلاثة قبل 2011 كانوا يحذرون من ذلك.
كفر بالله أن تنتظر الانتصار من فاسد.
نعم.. صحيح "في أغلب تجارب الثورات إما تنجح الثورة أو الثورة المضادة، عندنا فشلتا الاثنتان، وهربوا الثورة والثورة المضادة".
ولذا حاولت أقنع أصحابي وزملائي في المقاومة الوطنية بتحول قائد.. على مدى 3 سنوات وأنا أتمنى اللحظة التي أكتب فيها بياناً للمقاومة الوطنية تحيي فيها روح الثورة وأحلام التغيير في ذكرى 11 فبراير.
وهو الموقف الوحيد الذي سنرد به على من أفسدوا النظام ثم قفزوا يفسدون الثورة ثم لم يجدوا بعدها ما يفسدون فهربوا وتركوا البلاد بنظامها وثورتها للخراب.
لا يجوز إدانة مواطن حلم بالتغيير للأفضل، تفعيلاً لمبدأ الجمهورية والتعددية والتداول السلمي.
ولكني كل سنة لا أحقق إلا الفشل نفسه.
فالمقاومة الوطنية لا تزال مأسورة لنفس منطق ووعي ما قبل فبراير.. الزمن الذي كان فيه علي محسن وحسين الأحمر وسلطان البركاني وأحمد بن دغر رموزه.
أتمنى أن تأتي ذكرى العام القادم وقد نجحت أو أني قد استرحت.
آلاف السكان من أبناء المقاومة الوطنية في تهامة ولا تجد لهم علاقة بيوميات الناس.. كأننا فعلاً مجرد مبعوثين لمدة ومسافرين.
لا يمكن أن تعرف أي شيء عن يوميات تهامة إذا تابعت أبناء المقاومة الوطنية.. كمغتربين.
يا إخواني وأصدقائي.. ما لم تنتموا لتهامة فلن تنتموا لليمن.
تبحث عن ألف حكاية علها تملأ فؤادك الخاوي.. وما سواه وطنك يملأه.
ليس اختياراً.. لكنه انتماء عضوي، جسدك نبت من مائه وتربته..
يعصف بك الشرق لأزقة الطرقات في بلاد مقطعة الأوصال.