ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الدبيبة.. بطولات وهمية
تعليق الرحلات الجوية بين شرق البلاد وغربها وقفل الطرق البرية والخطف, نجزم انها تصرفات لا تليق بإنسان لدية ادنى مستوى من المسؤولية, كيف لرئيس حكومة ان يقطّع اوصال بلاده؟,ويعيد اليها شبح الحرب وهو الذي في جل خطاباته ينبذ العنف واراقة الدماء؟ ام ان المساس بالكرسي خط احمر دونه موت الشعب؟.
اتهم الدبيبة رئيس البرلمان بالتزوير والتدليس بشان عملية اختيار رئيس الحكومة الجديدة, فنّد رئيس البرلمان ذلك بتلاوته على الحضور قائمة بأسماء النواب المعنيين, كذلك قام ببث تسجيلات صوتية للنواب الذين لم يتمكنوا من حضور الجلسة, الراشي والمزور ان لم تستقم له الامور ويحقق مآربه, يلصق الصفة بالآخرين, دفع مبالغ مالية ضخمة للتشكيلات المسلحة لأجل كسب ولائها لإحداث بلبلة في البلاد لم يعد ينطلي على احد ومكشوف لدى العامة.
خلال العقد المنصرم تبيّن لنا جليا بان من تداولوا كرسي الرئاسة يمتلكون نفس المهارات مع اختلاف بسيط في الكفاءات من حيث اهدار المال العام, وتعيين الاقارب والاصحاب,والاعتماد على التشكيلات المسلحة لحمايتهم واستمرار سلطانهم. يحاول الدبيبة تكرار سيناريو "الغويل" ,عنتريات لن تجديه وزبانيته نفعا , حتما سيجر اذيال الهزيمة وسيتخلى عنه الجمع الميليشياوي ويولون الدبر, متى ما وجدوا الرغبة الصادقة لدى الطرف الاخر في ايقاف ما يقومون به من مهازل واستنزاف للمال العام, والزج بأبناء الوطن في اتون حرب قذرة, والعمل على احداث نوع من الاستقرار وتحسن الظروف المعيشية للمواطن.
ما يقوم به الدبيبة ومنذ توليه السلطة مجرد بطولات وهمية بأموال الليبيين, فالحديث عن استعداد الدبيبة لإجراء انتخابات برلمانية في النصف الاول من هذا العام نعتبره فقاعات اعلامية ,فلو كان جادا في ذلك لجرت الانتخابات في موعدها السابق وقد كان حينها الزخم الشعبي والدولي في اوجّه, انه يستخف بعقول ما يقارب 3 ملايين ناخب ارادوا تغيير الواقع ببصمات أصابعهم, ليرسموا مستقبل ما تبقّى من ابنائهم الذين يفتقدون الى ابسط الخدمات الصحية والتعليمية والبطون الخاوية والافكار التائهة, المتساقطون فرادى وجماعات بفعل رصاص طائش نتيجة اشتباكات على مناطق النفوذ بين الفصائل التي تقتات جميعها من خزينة الشعب بفعل عطايا وهبات القابعين في طريق السكة اصحاب الفخامة والجلالة .
المجتمع الدولي الذي كان سببا رئيسيا في نشوء الازمة الليبية بتدخله السافر عسكريا بحجة حماية المدنيين, ما انفك يتحدث عن انه لا يتدخل في الشأن الليبي بل يرعى المفاوضات بين الاطراف المتنازعة ومحاولة التقريب بينها ,لكنه في الحقيقة ومن خلال كافة مبعوثيه يسعى الى استمرار الازمة والدفع بمن يراهم اهلا لتنفيذ اجنداته وتحقيق مصالحه اللامتناهية.
كلنا امل ان لا يترك الحبل على غارب ستيفاني التي تسعى جاهدة الى اعادة تشكيل لجان من مجلسي النواب والبرلمان بشان المسار الدستوري, الذي يهدف الابقاء على حكومة الدبيبة واطالة امد الانتخابات, وبالتالي استمرار معاناة الشعب, البرلمان رغم عيوبه الكثيرة, الا انه يظل الجسم التشريعي الوحيد المنوط به اصدار القوانين, مجلس الدولة جسم ميت احياه اتفاق الصخيرات مهمته استشارية بحثة ومجلس النواب غير ملزم الاخذ بالاستشارة. يمكننا القول بان البرلمان قد اطلق رصاصة الرحمة على الدبيبة باختياره حكومة جديدة.