ماجدة طالب تكتب لـ(اليوم الثامن):

المرأة اليمنية تحت مقصلة النظام البطركي الديني المليشياوي

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ،مازالت المرأة اليمنية تواجه جملة من التحديات والصعوبات والعراقيل والابتزاز بسبب العوامل التي أفرزتها الازمة اليمنية الحالية، وما تخللها من حروب وصراعات وانقسامات وفرز وتشظي، بفعل تعدد المكونات والولاءات السياسية وتقاطع ايديولوجيتها .. وهو الأمر الذي كانت له انعكاسات سلبية كبيرة على المرأة ومكانتها أنشطتها وتوجهاتها بشكل عام.

 

وتتجلى أبرز تلك الانعكاسات اليوم في تحول أعداد كبيرة من النساء اليمنيات اللاتي يقدن مسيرة المجتمع المدني في البلاد قبل الازمة، ويرأسن ويدرن العديد من المنظمات والمؤسسات ذات الطابع المدني والتنويري - إلى أدوات تدار وتسير وتحرك من قبل تلك المكونات والاحزاب السياسية التقليدية الاسلامية والمليشيات الحوثية حيث تحارب مفاهيم الدور النسائي في المجتمع المدني ، في حين تم تفريخ منظمات مضادة ومؤسسات لخدمة تلك الأحزاب والجماعات الملشاوية والأحزاب السياسية الدينية وولائها ، حيث انحرفت عن مسار المنظمات التنورية التي تسعى فيها المرأة لدورها في الأمن والسلام ، وتحولت من أدوات بناء إلى معاول هدم وتعزيز الازمة ..

 

قيادات المنظمات اللاتي يسعين إلى نشر مفاهيم وثقافة السلام جلها منظمات ظاهرة صوتية ، واللاتي كانت تضم  العشرات من القيادات والأصوات النسائية المؤثرة من الناشطات والحقوقيات، فقدن دورهن وغاب صوتهن، وانشطتهن على الساحة المحلية وعلى الارض فاصبح التغريد من خارج البلاد .. كما غابت مشاركاتهن في الفعاليات العربية والدولية الساعية الى ايقاف الحرب والدفع بعملية السلام منذ أكثر من ست سنوات ..... وما هو موجود منها اقتصر دوره ونشاطه على الجانب الحقوقي والإنساني والإغاثي وهي أنشطة ضئيلة ليس لها أي تأثير وتستغل المرأة أمميا بدراسات تستفيد منها قيادات وعضوات بشكل ضئيل ،امام ما يقدمه للحوثي من دعم إنساني وتقاسم المنح المالية الإنسانية من الأمم  التي لاتصل الى المستحقين .. وهذا بدوره يعد معضلة كبيرة للمرأة ، بل ويمثل انتكاسة بحق المرأة اليمنية تاريخها ونشاطها .

 

ومازال القرار الأممي الخاص بإشراك النساء في عملية إيقاف الحرب وبناء وتحقيق عملية السلام، واضح وصريح ولا يحتاج الى تفسير، لكن المؤسف ان المرأة اليمنية فشلت في تولي هذا الدور أصوات قليلة و متواجده في حين ليست مشاركة في العملية السياسية في الحكومة ولا داخل الأحزاب ، وما قامت به في هذا الاتجاه يعد دور محدود وضئيل ولا يتعدى الـ1% وبعضهن يحصلن على حقهن من حيث الشحت عبر السفارات خارج البلاد لتحقيق تنمية مستدامة للمرأة ولاتصل للمعنيات الا الفتات والمحسوبية ، وهذا الأمر يعد كذلك انتكاسة كبيرة للمراة في اليمن ويضاعف من الأدوار المطلوبة منها في المستقبل.

 

الأمر الوحيد الذي يبعث الطمأنينة هو ظهور عدد لا بأس به من القيادات النسائية والمستقلة منذ زمن كمنظمات عملن بتحقيق لحماية المرأة والدفاع عنها وتنميتها ، والاتي استطعن رغم عظم التحديات والعراقيل والصعوبات اللاتي واجهناها أن يلعبن أدوار جيدة في الساحة ويحققن خطوات جديرة بالاحترام رغم انها ضئيلة إلا أنه كان لها أثر كبير وملموس على أرض الواقع من اندلاع الحراك الشبابي .. والجميل فيها أنها جاءت بشكل طوعي، وان عدد من تلك القيادات بذلت مساعي كبيرة في سبيل الضغط على الأطراف الراعية لعملية السلام لإشراك النساء في عملية السلام وتمكين المرأة من رصد الانتهاكات والعنف الذي يطال النساء الحقوقيات .. وهذا الدور بصراحة جدير بالاحترام ويتطلب من الجميع تشجيعهن. لكن الأمم المتحدة ليست بداعمه لهن وإنما تستغل المرأة اليمنية والقضية اليمنية لمصالحها لرصد ودراسات تستفيد منها .

 

وما يؤسف له أيضا أن هذه الازمة بكل تقلباتها وتحولاتها كانت لها انعكاسات كارثية على المرأة اليمنية في مختلف المجالات منها العنف ابتزاز الرجل اليمني لها بسبب ارتفاع البطالة تهميشها والتدخل في خصوصياتها وتشيهرها والتنمر عليها وكله ينصب لتعطيل تواجد المرأة في صناعة القرار .. إذ أن المراة تعد المرأة اليمنية العنصر الثاني  الأكثر تضررا من هذه الازمة فالى جانب تعرضها للاستغلال من قبل الاطراف السياسية ، قاست ولا تزال تقاسي فصولاً مختلفة من العذاب والمعاناة الموسومة بالوحشية وتمارس بحقها انتهاكات من قبل المليشيات الحوثية والقاعدة في السجون حيث أصبحت المرأة بين النظام البطركي ، ومؤخرا بدءا بالتهميش والقتل ومرورا عبر الاختطاف القسري بالاعتداءات الجسدية، ثم التعذيب والاختطاف والاحتجاز والاخفاء القسري والاعتقالات التعسفية والاستخدام المفرط للقوة، والتجنيد

 

كما أن المرأة اليمنية عانت ولا تزال تعاني من الإقصاء من الوظيفة العامة وسلب مرتباتها من قبل المليشيات الحوثية والحكومة الشرعية ، ومصادرة حقها في المشاركة السياسية والاجتماعية، وحرمانها من الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية، وغير ذلك من الانتهاكات .. التي حولتها الى كائن مغيب ومهمش ومقيد وفاقد لكل حقوقه في الحياة .. وعليه ونتيجة لكل ما سبق نؤكد أن دور ونشاط واقع وظروف المرأة اليمنية في الوقت الراهن بحاجة الى مراجعة وإعادة نظر وتصحيح بما يمكنها من استعادة نشاطها ودورها والقيام بواجباتها بالشكل المطلوب .. ومسئولية ذلك تقع ليس فقط على عاتق النساء وحسب وإنما على عاتق جميع المكونات والأطراف السياسية بما في ذلك الأطراف الراعية للعملية السياسية في اليمن وفي مقدمتها الأمم المتحدة التي تستغل ظروف المرأة لا تتجاوب إلا القلة منهن واللاتي غالبيتهن مع المليشيات الحوثية والحزب الإخواني