محمد مرشد عقابي يكتب لـ(اليوم الثامن):
تحية الى أمهات الثورة وثوار الجنوب
سطرت حرائر وماجدات الجنوب ظواهر نضالية متقدمة كمحطات ثابتة في مسيرة الشعب الثورية الممتدة على مدار ثلاثة عقود من الزمن، فمثلت الحرائر النموذج الأبرز لنضال الأم الجنوبية التي لم تترك التضحية مجرد خيالات أو شعارات بل ترجمتها واقعا يعيشه شعبنا عزا وفخرا ويعانية الإحتلال ألما وحسرة.
فـ كل الفخر للمرأة الجنوبية المناضلة وهي تدفع ابناءها في ظلمات الليل لتجعل من أجسادهم شعلة مضيئة على طريق تحرير هذا الوطن الغال كأم الشهيد البطل حمزة احمد حسين ناجي الحوشبي التي ودعت ابنها المجاهد وهي تعلم أنه لن يعود، كيف لا وهي التي جعلت من بيتها الصغير مأوئ وحضنا دافئا لمشروع الجهاد والشهادة في سبيل الله والوطن.
لقد كانت المرأة الجنوبية العظيمة ولازالت بإيمانها وبتواضعها وبصبرها وبثباتها ورباطة جأشها حجة على الأمة جمعاء، وهي تقف شامخة تدعو كل حرائر العالم والكون لتحذو حذوها، فخطت هذه المرأة المناضلة سيرة ومسيرة عز وافتخار ورفعت من كرامة وكبرياء شعبنا الجنوب العربي الحر الأبي.
أن ماجدات الجنوب لسن ظواهر منبتة او حالات معزولة فردية او فريدة، بل بتن قواعد نضالية ثابتة وصلبة في مسيرة الثورة التحررية، فعشرات المناضلات الجنوبيات اللواتي أنبتتهن أرض الجنوب العربي يقفن كالجبال الراسيات، يرسمن لوحات من الصمود والثبات العظيم، وشعارهن ان التحدي والصبر يقود للنصر وتحقيق الحرية والاستقلال.
ومع الإحتفالات في يوم المرأة حريا بنا ان نستذكر من باب الوفاء والعرفان مناقب ومآثر ثائرات الجنوب اللواتي شكلنا في الماضي والحاضر ثورة حقيقية على واقع الهزيمة والجبن والضعف والتردد وانجبنا خيرة الرجال من المجاهدين والشهداء، كما يجب نستذكر الإستشهاديات اللواتي اخترن التضحية بأنفسهم في سبيل الله فداء للجنوب أرضا وإنسانا، وجعلن من أجسادهن الغضة قنابل تتفجر في وجه العدو الغاصب على امتداد رقعة هذا الوطن العزيز.
ان المرأة الجنوبية المناضلة باتت تشكل مدرسة عظيمة بعطاءها المتميز لتأسس منعطفا تاريخيا في حياة الأمة بأسرها ونقلة نوعية في مفردات العمل الوطني، لتسطر مرحلة جديدة لا تعرف التراجع ولو كان الثمن مهجة القلب وفلذة الكبد أو اجسادهن الغضة الذي تحول إلى قنبال متفجرة، فـ هؤلاء المجاهدات قدمن أغلى ما يملكن لأجل الجنوب منذ العام 1994م وما تلاه من أحداث وصولا الى حرب 2015م وحتى هذه اللحظة وهن يودعن أبناؤهن نحو الشهادة في سبيل استعادة الحرية والاستقلال، وخاطرن بحريتهن وهن في ميادين المقاومة والنضال فكن أسيرات شامخات كالسنديان الراسخ في باستيلات العدو، كيف لا والمرأة الجنوبية برعت في مجال التربية فخرجت أجيالا من المجاهدين والمناضلين والثوار والنابغين والقادة، فهي التي خرجت الشهيد القائد أبو اليمامة اليافعي والشهيد القائد أبو عيدروس الحوشبي والشهيد القائد حمزة احمد حسين الحوشبي وغيرهم من المناضلين والقادة الشهداء ومن يسير على دربهم.
فـ تحية تقدير وإجلال وإكبار وتعظيم لحرائر وشهيدات وأسيرات وجميع مناضلات الجنوب على مر أيام السنة وفي كل العقود والأزمان.