يوسف السعدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
رسائل مهمة في وقت حرج
نحن في الحكمة لسنا تياراً نخبوياً منفصلاً عن عامة الناس، لنعيش حالة الإنغلاق والتعالي عنهم، وفي الوقت نفسه لسنا تياراً شعبوياً يحركه القيل والقال، ويتأثر بالإنفعالات السلبية هنا أو هناك، إنما نمثل تياراً أصيلاً في الأمة يحمل رؤية عميقة، وجذورا تاريخية أصيلة، ومنهجية واضحة وعقيدة سليمة، ويمتد لأكثر من قرنٍ من الزمن، ويخضع للتوازنات والمعادلات الدقيقة.
هذه الكلمات الموجزة والعميقة التي لخص من خلالها، السيد عمار الحكيم زيارته الى البصرة الفيحاء، بعثت رسائل مهمة وقوية ومتعددة، يمكن اجمال بعظها.
اولا: زيارة الحكيم لعوائل الشهداء، رسالة لأهمية ان لا ينسى فضل أصحاب النصر، وان يحفظ الجميل لهم في رعاية من بقي بعدهم، وتقديم كل سبل العيش الكريم لهم.
ثانيا: زيارة مضايف عشائر البصرة الكريمة، وإللقاء بشيوخها ووجهائها، و التأكيد على أن العشائر كانت و لازالت هي دعامة رئيسية من دعامات المجتمع، وواحدة من ركائز حفظ المشروع، وهي مكملة لدور الشعائر الحسينية والمرجعية الدينية، وتأكيد على ان قوة الدولة بقوة العشيرة، هو تأكيد على اهمية دور العشيرة في دعم تنفيذ القانون.
ثالثا: الزيارة للمدينة الرياضية ولقاء الكابتن هادي احمد، وتمني عودة نادي الميناء لسابق عهده، والدعوة إلى ضرورة توفير مشاريع اقتصادية واستثمارية، داخل المنشآت الرياضية لتحقيق الاكتفاء الذاتي للأندية، لتستطيع النهوض بنفسها بعيدا عن دعم الحكومي، وهذا يدل على شبابية تيار الحكمة، وان اول اولياته الشباب في كل المجالات وخصوصا الرياضة.
رابعا: زيارة السيد الحكيم الى وكلاء المرجعية العليا في مناطق مختلفة من البصرة، وهذا الامر لم يفعله اي زعيم اخر، دليل على ان الحكيم كان وما زال وسيبقى، بوصلته في كل تحركاته المرجعية العليا.
خامسا: اللقاء بزعيم الطائفة الشيخية في العراق، و نخب وكفاءات البصرة الفيحاء، و منزل الشاعر كاظم الحجاج، هي تؤكد على ان الحكمة ككيان سياسي لا يركز على الانفتاح والتواصل مع قواعده الجماهيرية او فئة واحدة من المجتمع فحسب، وإنما هدفه خدمة المجتمع ككل.
سادسا: التأكيد أهمية الإرتقاء بالواقع الخدمي للمدينة ، و إكمال المشاريع الإستراتيجية ومنها ميناء الفاو الكبير، و تفعيل قانون البصرة عاصمة العراق الإقتصادية، و التأكيد على دعم الفلاحين والمزارعين، وتسديد مستحقاتهم وتوفير المكننة الحديثة، والبذور والأسمدة و المبيدات، وتأكيد على دعم القطاع الخاص، وتخليصه من البيئة البيروقراطية المعطلة له، و أهمية شبكة الحماية الإجتماعية، ورفع مستوى المنح المقدمة.
هذا يتم من خلال ضوابط صرف محددة وواضحة، وفق معايير تذهب بالأموال بإتجاه المواطن، وتمنع من ذهابها لجيوب الفاسدين، تتحقق عن طريق رؤية واضحة لإدارة الوفرة المالية، كي يكون لدينا دولة غنية لشعب غني.
أول الخطوات من اجل تحقيق ذلك، هو بقاء الإنقسام السياسي بعيدا عن الواقع الإجتماعي، لكي لا تحول إلى إنقسام مجتمعي، لان المواطن غير معني بالصراعات السياسية، بقدر إشغاله بالهمّ اليومي المتمثل بالخدمات وفرص العمل.
بالمقابل من المهم الوقوف عند النصف الممتلئ من الكأس، فهناك الكثير من الإيجابيات التي تحققت، والاشادة بالمتغيرات الخدمية، وحالة الإعمار التي تحدث في أي المحافظة، والحذر من الماكنة الإعلامية التي تعمل بشكل ممنهج، على تحجيم وتقزيم وتهوين كل المنجزات التي تحققت.
سابعا: أفتتاح حسينية شهيد المحراب (قدس سره) تاكيد على عودة تيار الحكمة بقوة الى العمل التبليغي الاجتماعي، والتأكيد على ركن الشعائر الحسينية، التي هي جزء من معادلة العمل، التي وضعها شهيد المحراب الخالد، مقابل ذلك لقاء القيادات التنظيمية لتيار الحكمة الوطن، يحملهم مسؤولية كبيرة، بانهم يجب ان يكونوا المنفذين لدور واستراتيجية تيار الحكمة في المحافظة