الشيخ لحمر بن لسود يكتب لـ(اليوم الثامن):
قضية نزوح اليمنيين صوب الجنوب والجمعية الوطنية الجنوبية
تعتزم الجمعية الوطنية الجنوبية تدشين عقد دورتها الخامسة، وقد تم دعوتنا للحضور كـ(ضيوف)، وسنكون أكثر قربا من نواب الشعب، ونحن على ثقة كبيرة بالله ثم بهم في الخروج بقرارات وتوصيات تخدم القضية الوطنية الجنوبية، وتنتصر لحقوق الشعب الذي يتعرض للحروب بشتى أنواعها وصورها "إرهابية وعسكرية وخدمية وإعلامية وسياسية"؛ بصورة لم يسبق لها مثيل "إن يتم محاربة شعب لأنه طالب بحقه في استعادة دولته"، وهو حق مشروع ومكفول.
إن الانعقاد الخامس يأتي في ظل متغيرات جمة، نرى ان ممثل الشعب الجنوبي "المجلس الانتقالي"، قد حقق العديد من الإنجازات والمكاسب ولو انه هناك بعض التنازلات، لكن نحن ندرك انها تنازلات هدفها أيضا مساعدة الاشقاء في اليمن الذين يتعرضون لحرب وتهجير من قبل جماعتي الحوثي والإخوان، وحق علينا ان نساند المدنيين اليمنيين رغم ما تعرضنا له من حروب ولا تزال أرضنا تتعرض لهجمات إرهابية انطلقت مؤخرا بعضها من مدينة تعز المجاورة لبلادنا.
ان الحصار والتجويع الذي يتعرض له الشعب، هي حرب مفتعلة تديرها أطراف يمنية بعضها مرتبط بالأذرع الإيرانية والقطرية والتركية، والهدف ليس اجبار المجلس الانتقالي الجنوبي على تقديم المزيد من التنازلات كما يصور للبعض، بل الهدف هو ضرب شعب الجنوب وتنسفه وقضيته من الوجود.
فهذه الأطراف اليمنية التي أصدرت في العام 1994م، فتوى دينية بتكفير شعب مسلم سني، لا يمكن لها اليوم ان تشعر بالحرج وهي تحاصر الجنوب بالتجويع.
لقد مضى على تواجدي في العاصمة عدن أكثر من 50 يوماً، وشاهدت بأم عيني الحروب الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها السكان، لكن الذي لفت نظري هو استمرار تدفق ما يطلق عليم بالنازحين من اليمن الشمالي المستقر والذي لم يشهد أي حروب منذ سنوات.
وقد تساءلت كيف لمدينة صغيرة كعدن تعاني الازمات والحصار وانقطاعات التيار الكهربائي، ان تصبح قبلة ليمنيين تكون بلادهم خلال الصيف من أجمل المدن التي يكون فيها الجو معتدلا، ناهيك عن تساقط الامطار فيها، فما الذي يدفعهم الى النزوح او الهروب الى بلد لا توجد فيه ابسط مقومات الحياة.
وانا هنا اطرح على نواب الشعب "قضية النزوح السياسي المتجدد"، فعملية نزوح اليمنيين الاستيطاني صوب الجنوب أصبح في تزايد مستمر، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم يتم وضع حد لهؤلاء النازحين الذين نرى انهم قد استوطنوا مدن الجنوب ولا يمكن باي حال من الأحوال ان يعودوا الى بلادهم، وهو أمر مثير للسخرية "كيف لنازحين ان يهربوا صوب الجنوب بدعوى الحرب، سواء حرب الامامة والجمهورية او حرب الحوثيين، ان النازحين اليمنيين في الجنوب لا يعودون الى ديارهم اطلاقا، بل انهم يدعون انهم مواطنون اصليون ولكن بهوية غير الهوية الوطنية الجنوبية.
نتمنى التوفيق لممثلي شعب الجنوب، ونتمنى ان تخرج توصيات وقرارات تعمل على إعادة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي والهيئات التابعة له واشراك الشباب والشخصيات الوطنية التي كانت ولا تزال لها باع طويل في العمل الوطني وخدمة مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي أكثر من غيرها.
ولله الموفق.
الشيخ لحمر بن علي لسود
21 يونيو 2022م