موسى افشار يكتب لـ(اليوم الثامن):

رسالة لابد للعالم من إرسالها للنظام الايراني

باريس


نأفشاکون النظام الايراني، هو نظام إستبدادي شمولي يعتمد على أفکار وقيم دينية  غريبة من نوعها بحيث إنها أقرب ماتکون للعصور القرووسطائية فإن التغيير السياسي في إيران يمکن إعتباره واحدا من المواضيع بالغة الصعوبة والتعقيد خصوصا بعد تعاظم الدور السلبي له منذ تأسيسه ولحد الان، حيث إن دور وتأثيره تجاوز ليس الحدود الايرانية فقط وانما حدود منطقة الشرق الاوسط بحالها بحيث جعل من قضية التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة بصورة خاصة وتصدير التطرف والارهاب على المستوى الدولي أيضا، قضية تمس السلام والامن والاستقرار على المستوى الدولي. ولهذا فإنه وفي الوقت الذي يطالب فيه الشعب الايراني وبإلحاح بتغيير هذا النظام الذي لانظير له إلا في القرون الوسطى، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة والعالم تنتظر هي الاخرى على أحر من الجمر لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد للتدخلات هذه.
السؤال هو: هل التغيير السياسي ممكن في إيران من داخل نظام ولاية الفقيه نفسه؟ هذا أمر يمکن إستبعاده تماما لکون هذا النظام أضفى على نفسه هالة من القدسية وجعل بقائه إرادة سماوية، والحقيقة فإن هذا النظام يكاد أن يشبه النسبة الثابتة فهو لا يقبل أي تغيير مهما كان شكله ونوعه وحجمه ويؤمن بأمر واحد وهو وجوب أن يخضع العالم کله لسيطرته وأن تمتثل لأوامره، وخصوصا وإنه يعتبر تدخلاته ودوره التخريبي المشبوه في المنطقة والعالم ضمانة لإستتباب الامن والاستقرار ويرى في کل مسعى للتصدي له بأنه يخل بالامن والاستقرار في المنطقة والعالم ويزعزعه.
الرهان الدولي على مزاعم الاعتدال والاصلاح التي تمشدق بها خاتمي ومن بعده روحاني کثيرا، وأثبتت الايام خيبته وسقمه وعدم جدواه خصوصا بعد أن قام خامنئي بنفسه بإبعاد هذا التيار من خلال هندسة الانتخابات الرئاسية التي جاءت بإبراهيم رئيسي، وهذا جرى لإن تيار الاعتدال المزعوم قد إستنفذ دوره وصار يضر النظام ولذلك فإن خامنئي ومن خلال مجيئه برئيسي ومراهنته عليه من أجل إخراجه من ورطه ومحنته، إنما أکد وأثبت من خلال ذلك للعالم کله بأنه لاوجود لقضية أو محاولة اسمها تغيير النظام من داخله، وهذا يعني أيضا خيبة وفشل سياسة الاسترضاء ومداهنة هذا النظام وفشلها الذريع في إحداث أية نتيجة أو هدف من أهدافها.
التحرکات الاحتجاجية الغاضبة المتواصلة وبشکل خاص خلال الاعوام الاخيرة والانتفاضات العارمة التي جرت والتي رأى العالم کلها إنها ذات طابع سياسي تدعو الى إسقاط النظام، فإنه قد أصبح ممكنا لأن كل الاوضاع والظروف والتطورات الداخلية والاقليمية والدولية تدعو لذلك وتجعله أمرا ممكنا خصوصا بعد أن تمت إدانة عملاء النظام الايراني من قبل محکمتين في أوربا، وبعد أن صار الشعب والمقاومة الايرانية متحدان في جبهة نضالية واحدة ترفع شعار إسقاط النظام، وقد بات واضحا بأنه لم يعد هناك من أي مجال للمساومة أو القبول بأنصاف الحلول خصوصا وأن أوضاع النظام من مختلف النواحي تثبت بإستحالة بقائه وإستمراره وإن إسقاطه أمر ممکن ولامناص منه أبدا، ولاريب من إن مٶتمر إيران الحرة الدولي والذي من المزمع عقده في 23 و24 من الشهر الجاري، قد يکون مناسبة من أجل أن يرسل العالم کله رسالة بليغة ومٶثرة الى هذا النظام وذلك من خلال مشارکة فعالة فيها من شأنها أن تکون رسالة خاصة تٶکد بأن العالم لم يعد يراهن على هذا النظام وإنما على دور ونضال الشعب ومعارضته الوطنية المتمثلة بالمقاومة الايرانية لإسقاط هذا النظام.
عضو شؤون الخارجية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية*