موسى أفشار يكتب لـ(اليوم الثامن):
تصدع استراتيجي وانتهاء هيمنة النظام الإيراني الإقليمي
خلال الأسابيع الأخيرة، يواجه النظام الإيراني تصدعاً عميقاً في بنيته الاستراتيجية على مستوى المنطقة، مما يعكس ضعفاً متزايداً في نفوذه. في سلسلة من خطب الولي الفقیة علي خامنئي، حاول طمأنة مؤيديه بوعود فضفاضة دون تقديم خطط حقيقية، بينما ركزت تصريحاته على إنكار الهزائم بدلاً من معالجتها.
ادعى خامنئي أن سوريا ما زالت تحت السيطرةص وأن لبنان واليمن جزء من "محور المقاومة"، لكن هذه الادعاءات تواجه تساؤلات جدية من قبل الخبراء والمواطنين الإيرانيين على حد سواء. كما حاول تسويغ الإنفاق الهائل للنظام في سوريا بذريعة الأمن، لكنه فشل في إخفاء خسائر إيران الاستراتيجية هناك. وقد حاول تقديم تلك الخسائر كـ"تضحيات" تهدف إلى الحفاظ على دور كربلاء والنجف في العراق، في محاولة للتقليل من حجم الانتكاسات
محاولات يائسة للتستر على الإخفاقات
في ظل هذا الوضع، ينظم قادة حرس النظام جولات في المدن الإيرانية لتبرير الأوضاع، بينما يعمل خطباء صلاة الجمعة تحت إشراف مباشر من مكتب خامنئي على تهوين تأثير تلك الهزائم. ورغم كل هذه المحاولات، يجد النظام صعوبة متزايدة في إقناع الشعب الإيراني، خاصة أن الدعاية المرتكزة على تخويف الناس من "فوضى جديدة" لم تعد فعالة.
المواطنون الإيرانيون، سواء داخل البلاد أو في الخارج، باتوا أكثر وعياً بعمق الأزمة التي يواجهها النظام وتأثيرها على مستقبله. فقد استقبل الشعب الإيراني سقوط دكتاتور سوريا بترحيب واسع، معبراً عن تطلعه إلى أن يعم هذا التغيير إيران أيضاً.
انهيار ثلاثة عقود من الهيمنة
هناك ثلاثة عوامل رئيسية تسهم في تسريع انهيار النظام:
-انهيار العمق الاستراتيجي: حقبة الهيمنة الإقليمية التي امتدت لثلاثة عقود وصلت إلى نهايتها.
-تزايد قوة المجتمع الإيراني: بعد فشل استراتيجية "تصدير الثورة"، بات المجتمع الإيراني يشكل تهديداً متزايداً للنظام.
-الجرائم المشتركة مع نظام الأسد: الجرائم المرتكبة في سوريا أضعفت مصداقية النظام داخلياً ودولياً، وأثارت استياء حتى داخل صفوف النظام.
تداعيات الجرائم في سوريا
لا تزال آثار الجرائم التي تورط فيها النظام الإيراني في سوريا تطارد حكم خامنئي. بحسب تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أودت الحرب الأهلية بحياة أكثر من 528,500 شخص، بينهم 14,000 قُتلوا تحت التعذيب في سجون الأسد. هذا الإرث المروع يعزز الاتهامات الدولية الموجهة لطهران بارتكاب جرائم حرب.
مقاومة شعبية مستمرة
على الرغم من محاولات النظام التستر على إخفاقاته، إلا أن الاحتجاجات داخل إيران تستمر في الاتساع، مع شعارات تُظهر وحدة المجتمع ضد الظلم. وأصبحت الحركة المعارضة أكثر زخماً، بينما يبدو أن قبضة النظام على السلطة تضعف يوماً بعد يوم.
أفق جديد لإيران
مع تصاعد الوعي الشعبي واستمرار المعارضة، يقترب الإيرانيون من تحقيق تغيير جذري في البلاد. سقوط النظام لم يعد مجرد احتمال بعيد، بل أصبح واقعاً ملموساً ينتظره الشعب بفارغ الصبر.