موسى أفشار يكتب لـ(اليوم الثامن):

ألف مٶتمر ومٶتمر لن يزکي سليل الدکتاتورية والاستبداد

طهران

عندما تختزن ذاکرة شعب ماض مأساوي مٶلم يحفل بکل أنواع الظلم والطغيان عن نظام دکتاتوري قمعي وعندما يتمثل کل ذلك الماضي في شخص الدکتاتور وأسرته، فإنه من المستحيل محو تلك الذکريات وجعل تلك الذاکرة أن تنسى کل ماقد واجهته من أحداث مأساوية مٶلمة وعانت بسببه الامرين، وقطعا فإن ذاکرة الشعب الايراني لايمکن أن تنسى أبدا ماقد جرى لها على يد نظام الشاه البائد وأن تتناسى ذلك بين ليلة وضحاها، ذلك إن الشعوب لن تغفر لظالميها ومن صادروا حرياتها ومستقبل أجيالها، وإن أبن الشاه المخلوع الذي هو في الحقيقة سليل أسرة إرتکاب کل أنواع الظلم والطغيان بحق الشعب الايراني، أن يحاول من خلال حضوره ثمة مٶتمر بطريقة لم يجرٶ فيها من دعوه الى الاعلان عن إسمه، أن يمسح جرائم ومظالم نظامه ومن بعد ذلك يقوم بتزکية نفسه من أجل أن يرحب الشعب الايراني به ويفرشون له الطريق ورودا ورياحينا، فذلك هو المستحيل بعينه وإن نجوم السماء أقرب له من أن يتحقق له هکذا أمر!

مايجب أن يعلمه هذا الدعي ومن يقف خلفه أن مجرد رٶية وجهه من قبل الشعب الايراني يکفي من أجل التذکير بأکثر من 50 عاما من الظلم والطغيان والحرمان، وإن مياه کل أنهار وبحار الدنيا لايمکن لها أن تمحو من ذاکرة الشعب الايراني الذکريات المٶلمة والمرة لنظام الشاه وإن السعي الخائب لسليل أسرة الاستبداد والطغيان من أجل أن ينظف ماضي نظام أسرته السوداء من جرائمها وماقد إرتکبته بحق الشعب الايراني طوال أکثر من خمسة عقود، يصطدم بقوة بجدار الرفض والکراهية المتأصلة في أعماق کل إيراني حر وشريف بل إن شعار"الموت للظالم سواءا کان الشاه أو خامنئي" يکفي لجعل هذا الدعي أن يعلم بأن أبواب إيران موصودة بوجهه وإذا ماعاد إليها فإن عليه أن يمتثل أمام محاکمها ويقوم بإعادة مانهبته أسرته من أموال ومدخرات هي أصلا ملك للشعب الايراني لوحده.

الشعب الايراني لايمکن أبدا أن ينخدع بهکذا ألاعيب مثيرة للسخرية والاشمئزاز، فهو لاينظر لمن حضر مٶتمرا يتيما کي يکون ذلك بمثابة تذکرة تزکية له، وإنما ينظر الى مافعله على الارض من أجله وما قدمه من تضحيات ضد الظلم والطغيان والاستبداد، وبطبيعة الحال فإن من کان بالاساس يمثل الدکتاتورية والاستبداد ويعتبر بمثابة إمتداد لها لايمکن أبدا أن يکون ممثلا للشعب ومعبرا عنه، بل إنه قد کان وسيبقى کنظام والده عدوا لدودا للشعب، ومن سابع المستحيلات أن يتمکن من القفز على الحقائق وعلى دماء 120 ألف شهيد لمنظمة مجاهدي خلق التي لم تکف ولو ليوم واحد فقط عن مقارعة الدکتاتورية والاستبداد، وأن يطرح نفسه کذبا وزيفا کبديل لهذا النظام الآيل للسقوط أساسا بسبب 43 عاما من النضال ضده من قبل الشعب ومنظمة مجاهدي خلق.

*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية