عبدالرحمن كوركي مهابادي يكتب لـ(اليوم الثامن):

إيران .. محاولات يائسة للدكتاتور من أجل البقاء! (3-3)

طهران

خلال فترة حكمهم ، لم يتمكن قادة النظام الإيراني أبدا من إبعاد أنفسهم عن الاعتراف بأن الحلفاء الوحيدين لنظامهم هم مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهذا هو سبب تركيز سياساتهم وبرامجهم ومؤامراتهم دائما على هذه القضية، ولن يرى أي شخص أو حركة واقعية وعادلة تنظر في قضية إيران سوى أن القوة الوحيدة التي ركزت على إسقاط النظام بأكمله منذ البداية وشعاراته ونشاطاته هي نفس القوة، ومن هذا المنطلق تم تقديم "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" داخل إيران وخارجها باعتباره "البديل الديمقراطي" الوحيد لهذا النظام.

ادعى حرس خامنئي مؤخرا  في وكالته الإخبارية بأن "قواعد القانون الدولي تجيز للجمهورية الإسلامية إستخدام القوة الصارمة ضد الإرهابيين للتعامل مع (المجاهدين)، كقدرة الطائرات المسيرة بدون طيار والصواريخ الباليستية الهجومية من أجل ضرب المجاهدين، وليس هناك أي مانعٍ قانوني، وما على سلطات طهران سوى وضع إجرائها العسكري على جدول الأعمال بعد إعلان التحذير اللازم للحكومة الألبانية".

التهديد بوقوع هجمات إرهابية ضد أشرف3 في ألبانيا هو أولاً وقبل كل شيء قصة الرعب الذي استحوذ على النظام الحاكم بأكمله ولأجل مواجهة هذه القوة فقد أزاح كل الستائر جانبا وجاء على الميدان في صورة "إرهابي عاري ومفضوح على الملأ".

مفاوضات متعلقة بالاتفاق النووي!

بسبب الخوف من الإطاحة بنظامه تحول ولي الفقيه الحاكم في إيران منذ البداية إلى الإنتاج السري للأسلحة النووية، وبامتلاكه السلاح النووي يجعل مصير المجتمع الدولي كرهينة بيده، وبهذه الطريقة يحول دون إسقاط نظامه على يد الشعب والمقاومة الإيرانيين .. وهذا هو السبب نفسه الذي جعل من المقاومة الإيرانية صاحبة الراية الأولى في فضح هذا المشروع الخطير للنظام الإيراني.

الآن، وبعد مضي عقدين من بدء هذا المشروع نرى أن السيد جوزيف بورل رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي  يكتب من خلال تغريدة: "وراء كل قضية فنية وكل فقرة قرار سياسي يجب اتخاذه في العواصم". ، ترجمة هذه الجملة هي إن الهدف الذي سعى إليه النظام منذ بداية دخوله هذا المشروع هو كسب الوقت ، وإرهاق الطرف الأساسي في الميدان أي المقاومة الإيرانية، وإخراج الأطراف الغربية من الميدان! وبعبارة أخرى فإن قضية "النار التي تحت الرماد" في الاتفاق النووي ليست سوى إسقاط الديكتاتورية الحاكمة لإيران وإقرار سلطة الشعب  على يد البديل الديمقراطي ألا وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

وعليه يمكن القول بثقة وشجاعة بأن النظام الإيراني جعل من المفاوضات النووية "درعا للبقاء" طيلة سنوات المفاوضات، كما أنه لم يكن مستعدا للتراجع عن إنتاج الأسلحة النووية، وكان هناك إضاعة مطولة للوقت وتلاعب مع الأطراف المفاوضة  بأعذار مختلفة لهذا الغرض، ذلك لأن علي خامنئي ونظامه يعرفون جيداً أن الشعب والمقاومة الإيرانية على وشك قفزة من أجل تحديد الأوضاع.

والشيء المؤكد وغير القابل للتجاهل هو أن البديل الحقيقي لهذا النظام كان ولا يزال وبأي شكل من الأشكال حاضرا ومستعدا في الميدان ولن يرضى بأقل من تغيير هذا النظام!

كلمة أخيرة

في نقطة جديدة من المعادلات السياسية المتعلقة بإيران نشهد تحول الأوضاع لصالح المقاومة الإيرانية، ولم يعد خافيا على أحدٍ الآن تقدم البديل الديمقراطي وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وقوته المتزايدة حيث  انتشرت وحدات المقاومة داخل إيران، وتلقى النظام الإيراني في مواجهته للبديل ضربات خطيرة ضد بديله في الساحتين السياسية والقضائية، وانفضح إرهاب الحكومة وتركيزه على قيادة الانتفاضة و "أشرف 3" على الملأ، كما وصلت المفاوضات النووية بين هذا النظام والأطراف الغربية إلى نقطة "عدم القدرة على العودة إلى التوازن السابق" ولا بد من اتخاذ قرار حاسم!

وتدل نتيجة هذا الوضع على ضعف وعجز النظام وتعاظم قوة البديل "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" إلى يساعد النظام، ذلك لأن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية استطاع التدخل في الأمور المتعلقة بإيران وفضح أي مساعدة لبقاء النظام الإيراني وتمكن من الوصول إلى إثبات نفسه كممثل حقيقي للشعب الإيراني في مدار  جديد من المعادلة السياسية!

نقطة التقاء هذه المواجهات الأولى في المنطقة كانت خارج إيران والتي جاءت معبرة عن الانكسار الخطير لسياسة الإسترضاء مع هذا النظام، وفي داخل إيران كان الإنقسام داخل الحكومة وعلى وجه الخصوص داخل ما يسمى بـ الحرس الثوري وهو أمرا يتطلب سطورا أخرى لتبيانها.