افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
محاولات يائسة لايقاف التفكك
اظهرت انتفاضة الشعب الايراني المستمرة للاسبوع الخامس على التوالي اتساع مظاهر تفكك نظام الولي الفقيه خلال الاسابيع الاربعة الماضية، رغم الخطوات التي اتخذها خامنئي مسبقا، باقصائه التيار المنافس، اضفائه اللون الواحد على نظامه، وتنصيبه ابراهيم رئيسي على رأس السلطة التنفيذية.
اندفع النظام خلال الاسابيع الماضية نحو محاولات محمومة للحيلولة دون تساقط عناصره، من بينها تنظيم العديد من التظاهرات المضادة التي استخدم حيلا مختلفة في التحشيد لها، وتحفيز عناصره للمشاركة فيها، على امل انجاحها.
في هذا السياق استغل ذكرى المولد النبوي الشريف يوم الجمعة الماضي لتوفير الظروف الملائمة للحشد، واستخدم منابر صلاة الجمعة في مختلف المحافظات، حيث اعلن التلفزيون الرسمي عن اكبر احتفال بالوحدة في 900 محطة صلاة منتشرة في انحاء البلاد، لكن ما جرى كان اقرب الى المشهد الكاريكاتوري.
انطوت صلوات الجمعة في طهران على مظاهر غريبة، لا تشبه الصلوات، ظهر على التلفزيون الرسمي احد الملالي وقد جمع بعض الصبية والمراهقين حول طاولة في إحدى الزوايا ليروي لهم قصصا، وفي ركن آخر احاديث جانبية لبعض الكبار حول الطاولات، فيما كان إمام الجمعة يؤدي صلاته المعتادة.
حاول النظام التخفيف من “الإرهاق والانزعاج” الذي يمر به عن “هؤلاء الأعزاء” من خلال إطلاق عروض العزائم في طهران ومدن مختلفة من البلاد، تحت عنوان الاحتفال بالمولد النبوي.
روج التلفزيون الرسمي منذ ساعات الصباح الأولى للاحتفال الذي اقيم في ساحة ولي العصر في طهران، شارك في الاحتفال مدراء المسرح والممثلون في حفلات الحدائق الفخمة، نظّم “يانصيب” وعمليات سحب على جوائز نقدية وغير نقدية للمشاركين، من أجل “إضفاء البسمة على وجوه” رجال الحرس والباسيج وعائلاتهم.
كان المقصود من هذه المظاهر الوصول الى هدفين، اولهما التاكيد على نهايات قريبة للاوضاع الراهنة المتمثلة بالانتفاضة، وثانيهما الاشارة الى ضرورات الاعتناء بالابناء لمنعهم من التواصل مع معارضي النظام.
لعل ابرز المحاولات التي جرت في هذا السياق إطلالة خامنئي عدة مرات بعد أسبوعين من الصمت لرفع معنويات عناصره الامنية وقوات الباسيج الذين صفعهتم الانتفاضة، وتنفيس الاحتقانات بين الـ “خواص” وقادة النظام الخائفين المشتتين، المصابين بالذعر، وكانت النقطة الأساسية في حديثه التأكيد على قوة النظام، والايحاء بدور اجنبي في تفجير الانتفاضة.
تعددت مظاهر افتقار نظام الملالي للانسجام، عمق واستمرار الازمات التي يعانيها، والمحاولات العقيمة لمعالجتها، بدء من الاجراءات اليائسة للحد من تأثير الانتفاضة على تماسكه، ومرورا باجترار خامنئي لعباراته، مما يكرس القناعة بان اثر الاحداث التي تشهدها البلاد على حكم الولي الفقيه اكبر من توقعاته.