وضاح الهنبلي يكتب لـ(اليوم الثامن):

ضربة الضّبة بين الجنوب واليمن الشمالي

القاهرة

انتاج اليمن النفطي بين خمسين إلى خمسة وسبعين الف برميل يومياً ، ومخازن ميناء الضبة سعتها التخزينة تتسع لـ 2.5 مليون برميل تقريباً ، وتباع شهيرًا وتورد إلى حساب البنك الأهلي السعودي لسداد مرتبات ومصاريف الشرعية اليمنية ومرتبات موظفي الخدمة المدنية والعسكرية في المناطق المحررة .

تم إيقاف إنتاج المسيلة النفطي اليوم بسبب عدم بيع النفط الموجود بخزانات الضبة بعد الضربة الحوثية ولعدم وجود خزانات إضافية لاي انتاج اضافي قبل بيع ما بالخزانات .

الخسائر التي سببتها الضربة :

* توقف انتاج مابين 50-75 الف برميل يومياً

* توقف بيع 2 مليون برميل شهرياً

* ارتفاع تأمين السفن القادمة لموانئ الجنوب والمرتفعة اصلاً بسبب الحرب عشرات الأضعاف 

* فقدان العقود مستقبلاً واسواق البيع المعتمدة بالسعر العالمي 

* نقل الحوثي الصراع من الشمال إلى الجنوب

* كشف إمكانيات المجلس الرئاسي بالرد على الحوثي 

تحليل القوى بعد الضربة :

اولاً موقف الحوثيون :

نقل الحوثيون الصراع من اطراف الشمال إلى المناطق الجنوبية بذكاء وقوة ، ولسان حاله يقول إما وقبول دفع مرتبات جنودي وموظفيني ودفع نصف موارد الجنوب لتمويل تجهيزات قواتي وجيش حتى اغزوا الجنوب في قابل الأيام ، وإلا احرقت المواني وشركات النفط وجعلت الشرعية والجنوب بدون مرتبات او اي مصادر او موارد واختبار إمكانيات خصومه من خلال ردود أفعالهم .

ثانياً موقف اليمنيين الشماليين في المجلس الرئاسي : 

رشاد العليمي لا يملك اي اورق ضغط او قوة عسكرية ، وكل ما أراده من إعلان موافقته المبكرة لدفع مرتبات الحوثيين هو استمرار حياته المهنية والاقتصادية ومصالحه ومرتبات انصار شرعيته ، كذلك عثمان مجلي .

اما طارق عفاش فقواته بالساحل الغربي غير مجربه بالمعارك ، ولم تخوض حتى الان اي معارك حقيقية ، ولا تملك القوة الكافية لفتح جبهات مع الحوثي بدون القوات الجنوبية ، فقوات طارق ملونة الانتماء ومعدومة العقيدة القتالية ، وفي بيئة تهامية غير حاضنة لها ، لذلك مستقبله بيد القوات الجنوبية .

سلطان العرادة سيخضع للحوثي ولن تكون له اي ردة فعل اطلاقاً ، وذلك للحفاظ على المثلث الحكومي وموارد صافر التي يجني منها المليارات بعيداً عن البنك المركزي ، وهو يعلم ايضاً ضعف وهشاشة القوات الإخوانية بمارب ، وغضب القبائل عليه بعد ان تآمر مع الأخوان على قبائل مراد بجبل مراد والجوبة والعبدية وسلمهم للحوثي .

موقف الجنوبيين في المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي :

 موقف الرئيس عيدروس واضح وصريح لا مرتبات ولا حوار مع الحوثي والحرب هي الخيار ، ويبدو لي هنا وكأنه وضع شماليين المجلس الرئاسي في حرج كبير ، بل قام بتعرية فشلهم وضعفهم وأنهم لا يملكون اي أدوات او قوة حقيقية لمحاربة الحوثي ،، وإنما يستثمرون الوقت لتسوية مع الحوثي ، ايضاً فرج سالمين البحسني وابو زرعة المحرمي يقولون ذلك .

فالقيادات الجنوبية تعتمد في بقاءها وقوتها على شعب الجنوب والقوات الجنوبية ، ويدركون أن الشعب سوف يتسائل ، كيف تُدفع مرتبات للشمال من ايراداتنا ونحن نناضل وضحينا من اجل استعادة دولتنا ؟ وكيف ندفع نصف إيرادات جنوبنا للحوثيين حتى يجهزون جيوشهم وقواتهم لغزو الجنوب مرة أخرى لاحتلاله ؟ فالشعب يتأفف من مشاركة الشرعية الشمالية بإيرادات الجنوب فكيف له أن يقبل بذهابها إلى صنعاء الحوثية ؟ .

إذاً سيستمر الحوثي بنقل الصراع إلى الجنوب ، وهي على ما يبدو إستراتيجية فعّالة وسيستمر بغارته حتى يحصل على ما يريد ، واعتقد مطالبه ستكون تصاعدية إذ لم يجد اي ردود أفعال ، فالجنوبيون هم القادرون على كبح جماحه مقيدون بالمجلس الرئاسي والشرعية والتحالف .

لذلك على الجنوبيين حسم قراراهم وإقناع التحالف أن لا جدوى من الشرعية الشمالية ، والتفرد بالسلطة والقيادة ومواجهة الحوثي ومنع خطره وتهديده على الجنوب .