وضاح الهنبلي يكتب لـ(اليوم الثامن):
هل انتصرت إيران بدماء فلسطينية ؟
أكبر حدث تاريخي انتظرته المنطقة والعالم في هذه المرحلة هو الاتفاق السعودي الامريكي والذي يشمل :
تطبيع العلاقات السعودية الاسرائيلية .
مقابل ذلك ..
- دعم وبناء برنامج نووي سعودي support to develop a civilian nuclear program
- عقد معاهدة دفاع مشترك مع امريكا defense treaties
- رفع القيود على التسليح السعودي بالاسلحة المتطورة the provision of more advanced weaponry
- إيقاف بناء المستوطنات بشكل مطلق .
- الغاء المستوطنات المستحدثة .
- إحلال السلام الدائم ، من خلال تجهيز الأرضية والقواعد العملية لإقامة الدولتين .
محور ارتكاز الإتفاق السعودي الامريكي هو تطبيع السعودية مع إسرائيل ، حتى تحصل السعودية على المكاسب الإستراتيجية المذكوره أعلاه من هذا الاتفاق .
العملية الكبيرة والتاريخية التي نفذتها كتائب القسّام الحمساوية ، والاختراق الغير مسبوق ، والمذبحة التي قاموا بها ، إضافةً الى الأسرى والجرحى ، هزت إسرائيل بل والمنطقة والعالم ، وسوف ينتج عنها جرائم كثيرة سوف ترتكبها إسرائيل كردة فعل ، من خلال قصف غزة أو اقتحامها ، سوف يخلف مئات وقد يكون الآلاف من الضحايا الفلسطينيين في غزة ، وقد تتسع الحرب لتشمل الضفة الغربية والقدس ، وحزب الله الذي أستهل مشاركته بقصف مزارع شبعا اللبنانية .
هذه الأحداث والعنف والجرائم والتي من المؤكد أن تقوم بها إسرائيل خلال هذا الشهر ، سوف تُأجج الشارع العربي والإسلامي ، وتخرج مظاهرات بكثير من البلدان العربية الإسلامية تضامنًا مع سكان غزة ، وضد جرائم إسرائيل ، وكل تلك الأحداث والعنف والدماء والجرائم والتي سوف تتوالى ، والسيناريو المرتب والمدروسة نتائجه بشكل دقيق واستراتيجي ، سوف تعرقل وقد تقضي على المعاهدة السعودية الامريكية .
في هكذا ظروف شديدة الاضطراب بالمنطقة ، والتي أنتجتها عملية القسّام الكبيرة ، سيكون من المستحيل الذهاب لاي تطبيع ، فالتطبيع يشكل الجائزة الكبرى لإنتخابات بايدن القادمة ، وتذكرة عبور لإسرائيل لباقي الدول العربية والإسلامية ، بالمقابل السعودية أكبر الرابحين بهذا الإتفاق ، من خلال البرنامج النووي ، ومعاهدة الدفاع المشترك ، ورفع القيود على التسليح .
شكّل الإتفاق السعودي الامريكي التاريخي المرتقب ، والذي انتهت كتابة تفاصيله المتفق عليها ، كما تشير الصحف الامريكية لذلك بشكل يومي ، شكّل خطراً حقيقياً على إيران ، وتهديد أستراتيجي لها ولأمنها القومي ، فمعاهدة الدفاع المشترك الامريكي السعودي ، بمثابة دخول السعودية حلف النيتو ، وهنا إيران لن تكون في مواجهة المملكة فحسب بل امريكا والناتو ككل ، إضافةً إلى بناء عدة مفاعلات نووية سعودية بتخصيب سعودي ، وهذا يعني توجه نووي سعودي ، وقربها أكثر من دخول النادي النووي ، أيضاً رفع قيود التسليح الامريكي للسعودية وحصولها على أسلحة أكثر تطوراً وقوة ، كل تلك البنود سوف تجعل المسافة الأمنية والعسكرية كبيرة جداً بين المملكة وإيران ، لصالح المملكة .
ولإفشال هذا الاتفاق التاريخي ، لم تجد ايران غير تعطيل تطبيع العلاقات السعودية الاسرائيلية ، وهو البند الذي ستقدمه المملكة مقابل حصولها على كل مكاسبها ، والتي تعتبرها إيران خطر حقيقي على أمنها القومي ، وكي يتم ذلك كانت تحتاج لإشعال حرب فلسطينية اسرائيلية واسعة وكبيرة ، تأثر على الشعوب العربية والإسلامية ، وتمنع المملكة من الاستمرار بالتطبيع في ظل هكذا ظروف ، فدفعت القسّام لتنفيذ أكبر عملية انغماسية في تاريخ الحرب العربية الاسرائيلية صباح. السبت .
وفي هذا الصدد فان اللوبي الايراني الامريكي المسمى " المجلس الوطني الايراني الامريكي NIAC “ في واشنطن ، والذي عمل على دعم الاتفاق النووي الايراني في ادارة اوباما ونجح في ذلك ، وفشل اليوم في الدفع بأفشال الإتفاق السعودي الامريكي .
وقد رفع الأربعاء ٤ أكتوبر ٢٠ عضواً ديمقراطياً بالكونغرس رسالة للرئيس بايدن يعربون عن قلقهم من هذه الإتفاق في منطقة مليئة بالصراعات ، وان النظام السعودي يقوض مصالح امريكا وغيرها من المخاوف .
نعود لسؤال المقال ، هل فعلاً انتصرت إيران بدماء فلسطينية ؟
الإجابة على السؤال هي بسؤال آخر وهو ..
هل ما زال التطبيع متاحاً في ظل الأحداث القائمة والقادمة ؟
أعتقد أنه سيتم تأجيل الإتفاق كثيراً ، ففي نوفمبر ٢٠٢٤ ستتغير الإدارة الامريكية ، ولا نعلم شكلها وتوجهها .