د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
وماذا بعد قصف الحرس لـ إقليم كردستان العراق
ماذا قبل القصف وبعده .. إلى أن أين يريد أن يصل النظام الإيراني .. وما هي الرسالة التي يريد أن يوصلها قصف حرس النظام الإيراني ما يسمى بـ الحرس الثوري للنظام الإيراني لمناطق في كردستان العراق عدة مرات بعد احتداد وتصاعد الإنتفاضة الإيرانية وفي أوقات متقاربة أمرٌ قد يكون من وجهة نظر الملالي الحكام في إيران وسيلة ضغط على الإدارة الأمريكية التي تولي إهتماما كبيرا هي والغرب بكردستان العراق ليمارس الغرب والإدارة الأمريكية ضغوطا بدورهما على الأحزاب الكردية الإيرانية المتواجدة منذ الثمانينيات بالأراضي العراقية، وقد يكون النظام الإيراني يعد العدة لإجتياح عسكري شامل لقمع المناطق الكردية الإيرانية بعد سلسلة من القصف والتهديد باجتياح الأراضي العراقية، وقد فعل ذلك بالفعل.
تُرا هل يحتاج النظام الإيراني إلى إجتياح كردستان العراق؟، وهل يستطيع؟، وما يمنعه وماذا ينتظر؟ .. أليس له جندٌ ومرتزقةٌ وسياسيين فيها بلا حصر ولا عد؟ ألا يعرف كل شبر ومخبأ فيها؟ أم أنه يرى أن السلامة في النباح دون دخول المعركة، وهل في نباحه علامة يدركها السامعون ويتفاعلون معها؟
ولنفترض جدلا أنه قام بالإجتياح فما جدواه خاصة وأنه قد قام في تسعينيات القرن الماضي بعملية عسكرية ليست بحجم الإجتياح لكنها كانت نوعية وتكتيكية وبعض عناصر هذه العملية قد ذهبوا إلى دار الحق أحدهما شاهدعن بعد وصاحب أدى دور ما بهذه العملية والآخر شريك قبل ومهد وشارك وغض بصره لكنه ساهم بالوقت ذاته في الحد من الخسائر بالأرواح، فقد دخلت قوة عسكرية إيرانية جبارة ونوعية سنة 1996 إلى كردستان العراق ليلا وقصفت وابادة أهدافها المحددة في كويا وانسحبت فجرا إلى قواعد قريبة بالمنطقة وتلاشت تلك القوات فيها منذ ذلك الحين وربما تكون قد انصهرت مع ميليشيا كردية عراقية مقربة، ولم تذهب تلك القوة إلى أبعد من ذلك في حين كان بالإمكان أن تذهب قوة مماثلة لها إلى منطقة قرداغ لتقوم بالدور نفسه، وعلى إثر ذلك وبعد تصاعد الحرب بين طرفي السلطة المحلية بكردستان العراق ساد الحزب الديمقراطي الكردستاني على الإقليم لعدة أشهر بعد إنسحاب الإتحاد الوطني الكردستاني ثم عودته بعد ذلك والدخول في هدنة حذرة مع خصومه برعاية تركية وأمريكية بعد حرب مريرة نكل فيها كلا الطرفين بمقاتلي الآخر المساكين الذين كانوا ولا زالوا مجرد حطب جهنم ليتدفأ كلا الطرفين وينعم، ولو تحدث الأحياء من ضحايا تلك الفترة خاصة الأسرى لزلزلوا القلوب المتحجرة.
خلاصة القول لا يريد نظام الملالي أن يجتاح كردستان العراق في هذه الأيام وإنما يريد إيصال رسائل سياسية تتعلق بالإنتفاضة الوطنية الإيرانية كما أوضحها ممثلوه بالأمم المتحدة قبل فترة ليست ببعيدة متناسيا هو ودبلوماسييه بأن الإنتفاضة في إيران إنتفاضة وطنية شاملة من الحد إلى الحد وما قصف مخيمات اللاجئين الأكراد الإيرانيين ومقرات الأحزاب الكردية الإيرانية إلا سعيا لتشويه الإنتفاضة الإيرانية بوضعها في إطار أعمال تخريبية يحاول أن ينسبها للأحزاب الكردية الإيرانية التي ينعتها بالإنفصالية، وكذلك ذريعة وتمهيدا لجرائم إبادية أخرى متوقعة وقد يقترفها قريبا.
إيضاح للقارىء والمهتم
يتواجد الحرس الإيراني خاصة استخباراته، وكذلك المخابرات الإيرانية بفاعلية في كردستان العراق منذ الثمانينيات، وبات تواجدها علانية في التسعينيات، والوضع على حاله حتى اليوم.
أما من الناحية العسكرية فبعض الميليشيات الكردية والشيعية، وكل الميليشيات التي تأسست في العراق بعد الإحتلال تقف مستعدة رهن إشارة ورغبات نظام الملالي ومن يدفع ويمتلك بعضها نفس الطائرات المسيرة التي يملكها النظام وسبق أن جربوها على مصطفى الكاظمي، ولذلك فإن نظام الرجعية في إيران ليس بحاجة للإجتياح بل ويخشاه أيضا، وما يحتاجه ويسعى إليه الآن هو تبريرٌ مسبق وتمهيدٌ لما قد يخطوه لاحقاً على الأرض سواء على الأراضي العراق أو داخل إيران بعد أن دخلت الإنتفاضة شهرها الثالث متواصلة دون توقف وبوتيرة متصاعدة.
وختاما، قصف حرس الملالي كردستان العراق والحقوا أضرارا فادحة كما يقولون فهل وقفت الإنتفاضة؟، وحتى لو أبادوا كل الأحزاب الكردية الإيرانية المتواجدة في شمال العراق هل ستقف الإنتفاضة؟ هذا هو السؤال الأهم والجواب لن تتوقف الإنتفاضة بل ستزداد اشتعالا.
قصف الملالي ونبحوا فهل في نباحه علامة بعد الصف وقبله يُدركها السامعون ويتجاوبون معها؟
د. محمد الموسوي / كاتب عراقي