معصومة احتشام تكتب:

الشعب الايراني يستعيد زمام المبادرة من النظام

کل شئ تحت شعاع الشمس ولم يبق هناك من شئ لايمکن رٶيته بکل وضوح! هذا هو لسان حال الشعب الايراني وهو يخوض غمار إنتفاضته الشعبية الباسلة ضد نظام ولاية الفقيه ولم يعد بمقدور أية جهة أو طرف مشبوه أن يقوم مرة أخرى بمصادرة الثورة وحرفها عن مسارها خصوصا وإن الشباب الايراني الغيور المنتمين لوحدات المقاومة لمنظمة مجاهدي خلق يعملون کدروع ومتاريس بوجه خناجر الغدر والخيانة ويحرصون حرصا لامثيل له على سير الانتفاضة في مسارها الوطني التحرري حتى تبلغ مقصدها بإسقاط النظام.

التيار الديني المتطرف بقيادة خميني وبعد أن صادر الثورة الايراني وحرف مسارها، يواجه اليوم هجوما شعبيا کاسحا من أجل إعادة الثورة الى مسارها ونبذ کل الشوائب والفضلات التي طفت عليها، وإن حالة الخوف التي باتت تعتري قادة النظام وصاروا يعترفون علنا بأن ما قد وصفوه بأعمال الشغب، إنما هي نشاطات منظمة ومدروسة وجريئة وموجهة، ويعترفون علنا بأنهم قد ألقوا القبض على 100 من المنتفضين المنتمين الى منظمة مجاهدي خلق، وبهذا فإنهم يعترفون ويقرون بأن مايحدث الان هو عين ماکان قد حدث ضد سلفهم نظام الشاه وإن مختلف شرائح الشعب الايراني ومن خلال مشارکة رائدة ومحورية وطليعية لمنظمة مجاهدي خلق، يقفون مرة أخرى بوجه الديکتاتورية التي إستخدمت غطاء الدين من أجل تبرير حکمها البغيض ويعملون من أجل إسدال الستار على جرائمها وتجاوزاتها الفظيعة.

النظام الايراني وبعد أن جرب کل مافي جعبته من طرق ووسائل متباينة من أجل إنهاء هذه الانتفاضة حتى وصل به الحال الى الاستنجاد بالميليشيات العميلة التابعة له في بلدان المنطقة بل وحتى بالمرتزقة، لايعلم بأن الشعب إذا نهض مطالبا بحريته والعيش بکرامة فإنه مامن قوة بإمکانها أن تقف بوجهه، وإن التجارب المختلفة بهذا الصدد عبر التأريخ خير شاهد على ذلك.

المآسي والمصائب والکوارث التي جلبها هذا النظام على الشعب الايراني والتي جعلت أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر، وصارت إيران بلدا معزولا بسبب سياسات ونهج النظام ولاسيما بعد أن أصبح بٶرة الارهاب والتطرف ومرکزه الرئيسي في العالم، فإن الشعب الايراني إذ يستعد بکل عزم وحزم وقوة من أجل إسترداد زمام المبادرة من النظام وإعادة الوجه الحضاري المشرق لإيران، فإنه عازم أشد العزم على عدم التوقف في إنتفاضته ومواجهة الهجمات الشرسة اليائسة والبائسة للنظام من أجل إلقاء الخوف والرعب في نفوس المنتفضين ولکن وبحسب التقارير الصادرة من داخل النظام وتحديدا من داخل قيادة الحرس الثوري الايراني، فإن القوات القمعية التي تهاجم المنتفضين هي التي دب في قلوبها الرعب وباتت تفقد معنوياتها أمام العزم والاصرار الشعبي على الاستمرار في الانتفاضة وتحدي النظام ورد الصاع له صاعات.

في هذه الانتفاضة، كان دور النساء والفتيات بارزًا ومحوريًا  وهذا ما اعترف به مسؤولو النظام ووسائل إعلامه مرارا وتكرارا وعبّروا عن خوفهم ورُعبهم من الدور الذي تلعبه النساء. بالطبع هذا الدور لم يأت عفويا بين عشيّة وضُحاها.

نعم هؤلاء الفتيات اليوم يتظاهرن بشجاعة فائقة في الشوارع ويهتفن "الموت لخامنئي والموت للديكتاتور والموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم أي خامنئي" وهن اليوم قد زلزلن أركان نظام الملالي.

*عضو لجنة الشؤون المرأة‌ فی المجلس الوطنی للمقاومة‌ الإیرانیة