علي البخيتي يكتب:
التحالف العربي بقيادة السعودية فشل.. لكن ماذا بعد؟.
مع كل يوم يمر نبتعد أكثر عن الحل في اليمن، فبعد عجز الحكومة ومن وراءها التحالف بقيادة السعودية عن تحقيق نصر عسكري وتحولهم لموقف الدفاع أمام توسع الحوثيين، بل وسعيهم للسلام معه، يتبادر إلى ذهني سؤال: ما الفائدة من عاصفة الحزم؟، ومن سيعيد ضحاياها من الجانبين وما تسببت به الحرب من خراب؟ إضافة لما خسرته اليمن بسبب قصف بنيته التحتية ومدنه وحصار الموانئ والمطارات وعزل اليمن لسنوات عن العالم؟ ومن يتحمل المسؤولية؟.
ولماذا لم يكتفي التحالف بدعم الحكومة في الجبهات دون شن حرب شاملة وبالأخص أن الحوثيين لم يهاجموا أراضي المملكة؟ بل ولم يردوا على مصدر النيران إلا بعد أكثر من شهرين.
نعم الحوثيون انقلبوا على السلطة في اليمن، لكنهم لم يشنوا هجومًا على الأراضي السعودية مطلقًا، وهنا أفكر تحديدًا لماذا لم تكتفي السعودية بدعم حلفاءها بالمال والسلاح كما فعلت بعد ثورة ١٩٦٢م دون تدخل مباشر وحرب شاملة أعادت اليمن قرون للوراء؟ وبالأخص أن الوعود التي أطلقها التحالف مبررًا تدخله -اعادة الحكومة إلى صنعاء وتحريرها من الحوثيين- لم تتحقق، بل وفشل التحالف حتى عن تمكين الحكومة في عدن وحضرموت ومأرب وتعز، بعد أن أصبحت اقطاعيات خاصة لجماعات أيدلوجية أو مناطقية، وتزايدت الدعوات الانفصالية، بل ودعمت بعضها الإمارات علنًا، وهي ضمن التحالف!.
كيف لليمنيين أن ينظروا بإيجابية عاصفة الحزم وهذه هي نتائجها -مزيد من التفتيت- حتى في المناطق التي لم يصلها الحوثيون، المسؤولون عن الانقلاب نعم، لكن من المسؤول عن الحرب الشاملة ومن سيتحمل تكلفتها البشرية والمادية في اليمن وهي بمئات المليارات من الدولارات؟.
كيف لنا أن نطالب بعودة الشرعية لصنعاء وهيعاجزة عن حكم عدن؟ وباقي المناطق التي لا يحكمها الحوثيون من الذي أوصل الرئيس رشاد العليمي ليعلن أن مجلسه الرئاسي يتزاحم في أربع غرف فقط في عدن، وهذه الغرف ضمن سيطرة أمنية لجماعة انفصالية لا تعترف باليمن الواحد مع أنها ممثلة في المجلس.