اسعد عبدالله علي يكتب لـ(اليوم الثامن):

لماذا الايفادات ممنوعة عن موظفي الجامعات؟

كل الوزارات العراقية ممكن ان يجد فيها الموظف فرصة للحصول على ايفاد للخارج او سفر في داخل العراق, للمشاركة في برامج تطوير او ورش او تدريب او مهرجانات, وتكون فيها فائدة كبيرة للموظف على كل الاصعدة, ونسمع من زملائنا الموظفين في امانة رئاسة الوزراء والبرلمان ووزارة النفط, عن مللهم من كثرة السفر وتجوالهم في العالم, بحيث في كل عام يحصلون على ايفادين, ومحافظات العراق من شماله لجنوبه متوفر فيها السفر, وتحقق لهم خبرات كبيرة, ومكاسب عظيمة على مستوى البناء الشخصي, كل هذا يحصل في كل الوزارات والهيئات المستقلة, الا في الجامعات العراقية فقط احتكرها اصحاب الالقاب العلمية, فلا يتم منح الموظف الحاصل على شهادة البكلوريوس او اقل منها اي فرصة.

وكل هذا يحصل بعلم وزارةالتعليم العالي ومنذ عقود, وهو ظلم فادح للموظف, ونوع من الطبقية المقيتة التي تمارس بحق الموظف.

 

·      وزارة التعليم العالي والتصحيح

يجب على وزارة التعليم العالي ان تهتم بتطوير موظفي الجامعات, وتشدد المحاسبة على الجامعات التي لا ترسل موظفيها ايفادات او سفرات تطويرية, فمن المعيب ان تبقى الايفادات حكرا على اصحاب الالقاب العلمية (الموظف التدريسي فقط), هذه المحابات سلبت البيئة التعليمية العدل, ويمكن ملاحظة ان اغلب الكوادر الوظيفية في الجامعات تعيش على الهامش ولا تحصل على فرص التطوير وتبادل الخبرات مع العالم, بل هي حتى محرومة من تبادل الخبرات فيما بينها, فيمنع منعا مشددا ارسال الموظفين للسفر داخل العراق.

فقط يمنع الموظف التدريسي كل هذه الحقوق, هنا يجب ان تتدخل الوزارة وتضع حد لهذا الظلم وتطالب بجداول سنوية لايفادات وسفر الموظفين والا يتممعاقبة تلك الجامعات التي تحارب الموظف وتمنح التدريسي كل الهبات الكبيرة.

 

·      الجامعات ومهمة النهوض

على الجامعات ان تفكر جديا بالاصلاح, وهذا الاصلاح لا يكون الا عبر تطوير كوادرها, ومن اهم جوانب التطوير ان تحقق العدالة في الايفادات بين الموظفين والتدريسيين (اصحاب الالقاب العلمية), انه طريق اثبات صلاح ونزاهة الجامعات, ويعبر عن خطوات حقيقية لتطوير الجامعات, فالكوادر الوظيفية هي التي تقوم بالاعمال المهمة لكل كلية وجامعة, وهي التي تقوم بالعمل الاساسي ولولاها لم وجدت كلية او جامعة, لذلك الاستحقاق الحقيقي هو للموظفين وليس للتدريسيين, لكن مع الاسف الامور تجري بالمقلوب ومن عقود.

لذلك اساس الاصلاح في الجامعات يكون عبر اعادة حقوق الموظف, فتكون الايفادات للخارج والسفر داخل العراق بقصد التدريب والتطوير من حقه كي تكون الكليات والجامعات في ايدي كوادر وظيفية متطورة.         

 

·      اخيرا:

نتمنى من وزارة التعليم العالي تصحيح الوضع الحالي, عبر فسح المجال للموظفين ممن لا يملكون اللقب العلمي بالحصول على ايفادات خارجية وسفر داخل العراق, بقصد التطوير واكتساب الخبرات, اسوة بالتدريسين اصحاب الالقاب العلمي, كما كان الحال في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.