د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
بطولة كأس الخليج (25) في البصرة.. الدروس والعبر
لقد شارك العرب في تسويق دور وإنجازات السوء لملالي طهران وزمرهم الذين هدموا العراق بمشاركتهم بهذه البطولة
هل أقيمت بطولة كأس الخليج في بصرة دولة العراق أم في بصرة نظام الملالي ؟
هل أقيمت البطولة تحت خيمة دولة العراق المؤسساتية أم تحت خيمة مراكز القوى وفي ظل غياب مفاهيم ومؤسسات الدولة؟
هل كان المشاركون مدركون لحجم ما أقدموا عليه من كارثة من خلال مشاركتهم أم كانوا من الغافلين وكيف نصف هذه المشاركات؟
رسالة إلى العرب والعالم.. هل لابد من وقوع مصيبة حتى ندرك حجم أخطائنا ونتخذ مواقف سليمة تجاه قضايانا وأزماتنا التي نعيشها وتلك المحيطة بنا؟
ألا يستحق العراق والعرب والمنطقة واقعا أفضل مما هو عليه بدلا من الواقع الذي يفرضه نظام الملالي عليهم جميعا؟
هل العراق قادرا على أن يكون بمستوىً أفضل مما هو عليه، ومما طُرِح في (خليجي 25)؟
كم نأمل جميعا أن نكون وبلداننا وشعوبنا على قدر عال من الهيبة والجلال والوقار والرقي، وأن تكون دولنا دولا مؤسساتية رصينة وتكون حكوماتنا خير مؤتمن عليها وأن تكون شعوبنا خير منتمية ومؤتمنة على تراثها وتاريخها وأصالتها في شتى الظروف والأزمنة، خاصة عندما يتعلق الأمر بدولة من عمق التاريخ كالعراق فإن كل حدث لابد وأن يكون بحجمها إلا أن المؤسف أن يتم تقزيم العراق وهدمه وتشويه صورته عن عمد، ولا يقبل العراقيين الأصلاء بذلك ويتبرأون منه لأنه يعرفون تاريخ بلادهم وحجم موروثهم الحضاري لذلك أدانوا ما حدث في خليجي (25 ) وأدانوا زج بلادهم في هذا الحدث الهام في ظل غياب الدولة المؤسساتية التي يمكنها إدارة هكذا حدث إقليمي هام، وبزج العراق في هكذا حدث إساءة كبيرة للعراق وشعبه إذ أن ذلك إعتراف بتلك السلطة الهمجية القائمة وأن ذلك هو حجم العراق والفشل هنا كمن يحاول إلحاق العار بالعراق والمنطقة وهو ما يسعى إليه نظام الجهل والظلام الحاكم في إيران.
ولتتضح الصورة أكثر للقاصي والداني يجب أن نجيب على التساؤلات التي طرحناها في معرض مقالنا هذا على النحو التالي/
هل أقيمت بطولة كأس الخليج في بصرة دولة العراق أم في بصرة نظام الملالي؟
الحقيقة أن البطولة قد أقيمت في بصرة نظام الملالي بعد أنتم تغييب البصرة الأصيلة العراقية العريقة وتسلط عليها زمر من القطعان التابعة لسلطان حكم الملالي وبالتالي لا ينتمون ولن يشعروا تجاهها بأدنى شعور بالمسؤولية أو العار إن مسها سوء وهم لها حاكمون.
هل أقيمت البطولة تحت خيمة دولة العراق المؤسساتية أم تحت خيمة مراكز القوى وفي ظل غياب مفاهيم ومؤسسات الدولة؟ يعرف الجميع ومن لا يعرف فليعرف أن حرب الثماني سنوات التي فُرِضت على العراق في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي كانت لإهلاكه وإضعافه وانتهت بنصره سياسيا وعسكريا في كل الأحوال لكنهم لم يكتفوا بذلك فاستدرجوه لإحتلال الكويت ثم إبادوه جيشا واقتصادا وفرضوا عليه حصارا مهلكا لتركيع شعبه بعد أن وجدوا أنه قادرا على استعادة قدراته ولملمة جراحه والنهوض من جديد من تحت التراب وانتهى الأمر باحتلال العراق وتفكيك دولته ومؤسساته وأحلت محلها مجموعة من مراكز القوى التابعة في أغلبها لنظام الملالي وتُدار من قبل ميليشيا حرس خامنئي وهي من يدير الأوضاع في العراق ويدير بطولة كأس الخليج بشكل مباشر وغير مباشر.
هل كان المشاركون مدركون لحجم ما أقدموا عليه من كارثة من خلال مشاركتهم أم كانوا من الغافلين وكيف نصف هذه المشاركات؟
من المؤكد أن المشاركين كانوا مدركين لحجم ما أقدموا عليه من كارثة من خلال مشاركتهم في هكذا حدث في ظل سلطة الميليشيات التي تقودها عصابات نظام الملالي والزج والدسائس التي قام بها حرس الملالي في هذه البطولة، وقد كان دور عصابات الحرس في هذا الحدث واضحة فهم خير من يدير الفوضى والدسائس، وبالتالي فإن المتوقع لن يكون بالمستوى المطلوب لحجم البطولة وصيانة الكرامة والخروج بنجاح ثبت أن العراق الحالي قادر على الوجود كدولة وربما كان هذا هدف المشاركين بالدرجة الأولى ولكن أتت الرياح بما تشتهي السفن، ولقد طال ألم الفشل الجميع من عراقيين وخليجيين لكن التاريخ دروس وعبر، ودعم زمر وعصابات الملالي في العراق دعما مباشرا لنظام طهران واستمرار انتهاكه لأمن وسلامة وكرامة شعوب ودول المنطقة وكذلك دعما لإستمرار غياب العراق العربي وضعف المنطقة.. أتمنى أن نكون قد فهمنا الدرس، وأتمنى أن نستفيد من الدرس ونعتبر.
رسالة إلى العرب والعالم.. لقد شهدتم ما حدث من أفعال مشينة مؤلمة مع ضيوف العراق ومع مواطنيه أيضا في إفتتاح خليجي 25 ، وكيف يكيل نظام الملالي بمكيالين يلوح برغبته في السلام والحوار مع العرب من جهة وخناجره المسمومة تغوص في خاصرتهم من الخلف وتارة في بطونهم مواجهة من الأمام، وكذلك شهد العرب والعالم أجمع على هدم الملالي وذيولهم للعراق وكان البعض معينا على ذلك الهدم، واليوم هل أن نقع في مصيبة أو مصائب أكبر مما وقع حتى ندرك حجم أخطائنا ونتخذ مواقف سليمة تجاه قضايانا وأزماتنا التي نعيشها وتلك المحيطة بنا؟ ألا يستحق العراق والعرب والمنطقة واقعا أفضل مما هو عليه بدلا من الواقع الذي يفرضه نظام الملالي عليهم جميعا؟ هل العراق قادرا على أن يكون بمستوىً أفضل مما هو عليه، ومما طُرِح في (خليجي 25)؟ نستطيع صنع غدنا بأنفسنا ولا خيار لنا سوى ذلك، ولن يكون ذلك إلا بعد إسقاط أصنام الشر أصنام السامري القائمة في طهران.
نعم الدرس قاسٍ وصادم والأوضاع محبطة للآمال، والعراق والمنطقة قادرين على أن يكونوا بحال أفضل مما هي عليه الآن ولكن في منطقة خالية من نظام الملالي وعصاباته وميليشياته التي أتت على الأخضر واليابس بالمنطقة.
د.محمد الموسوي / كاتب عراقي