احمد ال عبد الواحد يكتب:
بولندا.. شرارة الحرب العالمية
تقع بُولندا وسط قارة أوروبا، ويحدها بحر البلطيق من الشمال، وتشيكوسلُوفاكِيا من الجنوب، والاتحاد السوفيتي (السابق) من الشرق والشمال الشرقي، وألمانيا من الغرب.
بدأت العلاقات البولندية الروسية الحديثة بسقوط الشيوعية – عام 1989 في بولندا (اتفاقية التضامن والمائدة المستديرة البولندية) وعام1991 في روسيا (تفكك الاتحاد السوفييتي) مع حكومة ديمقراطية جديدة بعد انتخابات عام 1989، استعادت بولندا السيادة الكاملة، وما كان يشكل الاتحاد السوفييتي، أصبح الآن 15 دولة مستقلة حديثًا (ولايات ما بعد الاتحاد السوفييتي)، بما في ذلك الاتحاد الروسي. إن العلاقات بين بولندا وروسيا الحديثة تعاني من الصعود والهبوط المستمرين. ومن بين القضايا التي يُعاد النظر فيها باستمرار حقيقة مفادها أن بولندا ابتعدت عن منطقة النفوذ الروسي (الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي) واتباع سياسة مستقلة، بما في ذلك إقامة علاقات هامة مع دول ما بعد الاتحاد السوفييتي، فعلى سبيل المثال، كانت بولندا أول دولة تعترف باستقلال أوكرانيا، ذلك أن الدعم البولندي لثورة البرتقال المؤيدة للديمقراطية في عام 2004 ضد المرشح الرئاسي الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في أوكرانيا قد أسفر عن أزمة مؤقتة في العلاقات البولندية.
واستمرت العلاقات الروسية البولندية بين صعود ونزول، وأزمات، وهم على شفا جرف هارٍ من السقوط في الحرب، حيث لا يخفى على المتابع للأخبار، والاخص منها الحرب الروسية الأوكرانية، حيث ادخلت نفسها بالحرب، عن طريق الدعم اللامحدود لاوكرانيا، وهذا سوف لن يمر مرور الكرام بالنسبة لروسيا، امر الرد مؤجل فقط، لما بعد انتهاء حربها مع أوكرانيا.
تشهد العلاقات بين بولندا وروسيا توتراً كبيراً في الفترة الأخيرة، عقب اندلاع النزاع العسكري في جارتهما المشتركة أوكرانيا، تجلى بشكل أساسي في تجميد بولندا للأرصدة الروسية في بنوكها وفرضها عقوبات مشددة على الروس لا سيما رجال الأعمال والشركات الروسية، وفي دعمها المفتوح لكل الأعمال العدائية التي تقوم بها كييف ضد روسيا، لا سيما عبر التدريب العسكري للمقاتلين الأوكران والأجانب، وفي تأمين استمرار تدفق الأسلحة الغربية والمقاتلين إلى أوكرانيا عبرها.
ولكنّ هذا الدور الذي تلعبه وارسو اليوم يعدّ مكلفاً للدولة العضو في حلف شمال الأطلسي منذ 1999 وفي الاتحاد الأوروبي منذ 2004؛ تستضيف أراضي بولندا نحو 7 ملايين لاجئ أوكراني عبروا حدودها منذ شباط/فبراير الفائت، بالإضافة إلى آلاف المقاتلين الأجانب الذين دخلوا أراضيها للقتال في أوكرانيا، كما تتواجد بعثات عسكرية وفرق تدريب أجنبية، وتعجّ مستشفياتها بجرحى الحرب.
تعتبر بولندا احد الدول الأعضاء لحلف الناتو، منذ عام ١٩٩٩، عليه فأن حلف الشمال الأطلسي (الناتو) ملزم بالدفاع عنها، لأن أساس وجوهر منظمة حلف شمال الأطلسي، العمل كتحالف أمني جماعي بهدف توفير الدفاع الجماعي المتبادل بين الدول الأعضاء عبر الوسائل العسكرية والسياسية في حال ما تعرض أي بلد عضو في الحلف لأي تهديد خارجي، عليه هل ستكون بولندا القشة التي ستحرق اوروبا نووياً، الأشهر القريبة، هي من ستجيب على هذا السؤال.