اسعد عبدالله علي يكتب لـ(اليوم الثامن):
كلاسيكو العراق ومطب المدرب المحلي
انتظرت الجماهير الرياضية في العراق يوم الثلاثاء بلهفة, حيث كان لقاء ديربي اندية العراق (ناديي الزوراء والجوية), وما يضمان من نجوم المنتخبات الوطنية, وافضل الكوادر التدريبية المحلية المرموقة, كان الملاعب ممتلئ الى اخره حيث حضر اربعون الف متفرج, مع تواجد الالاف عند بوابات الملعب قد اشتروا التذاكر لكن لا مكان لهم, في خبث تجاري حيث تم طبع بطاقات دخول اكثر من العدد المحدد, وكان من طرائف الثلاثاء ان يحضر مدرب منتخبنا (كاساس الاسباني) مع مساعديه, وبقي نصف ساعة يحاول الدخول, لكن من دون جدوى! ليعود لمقر اقامته, انها فضائح تنظيمية يجب ان لا تمر هكذا من دون محاسبة.
وجاءت السابعة والنصف مساء لينطلق الديربي الموعود, وتمر دقائق المباراة ثقيلة جدا على كل من تابع اللقاء, وينتهي اللقاء سلبيا, صفر لكل طرف.
· مباراة شديدة الملل
مرت الدقائق التسعون للمباراة باهتة من دون اي لمسات فنية, لم نشاهد اي لمحات كروية تعيد البريق للديربي المنتظر, فالجماهير زحفت لملعب الشعب ومنذ وقت مبكرا متحدية الظرف الاقتصادي الخطير, الذي يمر به البلد نتيجة انخفاض قيمة العملة المحلية, ومتحملة تلك الجماهير الوفية الطقس البارد, كي تستمتع بمباراة حقيقية عامرة بالندية والاهداف, لكن جاءت مباراة مخيبة للامل, لا هجمات, لا اهداف, لا ندية.
حتى قال اللاعب الدولي السابق رزاق فرحان في تصريح اعلامي: على الاتحاد والمسؤولين عن ملعب الشعب ارجاع اجور دخول الملعلب للجماهير, لانهم لم يشاهدوا كرة قدم, وهو ما دفعوا من اجله اجور دخول الملعب.
· خطط لعب عتيقة
حاول المختصين تحليل سبب هذا الخواء الكروي في مباراة ديربي بغداد, فكانت الاجابات متشابه, من انها مجرد مباراة اعتمدت كليا على النهج الكروي المتخلف المعبر عنه محليا بال(جوت وجلاق), وهذا ما نراه جليا في مباريات انديتنا ومنتخباتنا عندما يقودها مدرب محلي, حيث لا يوجد في قاموسهم التدريبي الا اسلوب الجوت والجلاق, لاعب قلب الدفاع يسلم الكرة للدفاع الايسر او الايمن, والمدافع يتقدم ثم يرفع الكرة وعسى ان يستقبلها المهاجم ويسددها بالهدف, هذا في الشق الهجومي, اما الجانب الدفاعي فيعتمد على فكرة طفولية عتيقة وهي: تكديس اللاعبين في منطقة الجزاء وتشتيت الكرة, وتصنع الاصابات, والسقوط لقتل المباراة وتضييع الوقت.
اذن مع استمرار المدربين المحليين لن نشاهد الكرة الحديثة, ولا نظام التيكا تاك, ولا الكرة الشاملة, ولا اللعب الضاغط, ولا الاساليب المتطورة الاخرى, فكل ما سنشاهده هو اسلوب اللعب القديم, ولا يمارسه حاليا الا المدربون المحلييون لبساطته.
· المدرب المحلي فاشل
الكرة العراقية تعيش مطب خطير منذ اربعون عاما, وهو قد تعمق كثيرا مع تسلق فئة من اشباه المدربين المشهد الكروي, والملاحظ ان اي مدرب اجنبي يستلم المنتخب يتفاجئ بان لاعبي المنتخب يفتقدون لاساسيات لاعب كرة القدم, وهذا يعود لان المدربين المحليين في الفئات العمرية والاندية والمنتخبات لم يعطوا اللاعبين اي شيء.
لذلك المدرب الاجنبي يجد صعوبات جسيمة, لان عليه امران: اما ان يعاملهم كاشبال ويبدا من الصفر! وهذا يحتاج لجهد جبار والى صبر سنوات طويلة, او ان يعوم مع الوضع فيلعب بنفس الاسلوب العراقي الضعيف وهو (الجوت والجلاق), لانه لا يستطيع تطبيق افكاره, لان اللاعبين جهلة لا يفهمون كرة القدم الحديثة.
· يجب فرض المدربين الاجانب على انديتنا
اخيرا... ومن منطلق الحرص على الكرة العراقية من الضياع, فاننا نحتاج لقرارات اتحادية صارمة مع جميع اندية الدرجة الممتاز, تتمثل بمنع المدرب المحلي من العمل مع المنتخبات الوطنية, والمنع من العمل كمدرب اول مع الاندية الممتازة وفي كل الفئات (اشبال/ناشئين/شباب/اولمبي).
بالمقابل اجبار الاندية الممتازة على التعاقد مع مدربين اجانب, لصناعة اجيال واعية وفاهمة وتحمل فكر كروي متطور, عندها فقط يمكننا ان نتأمل خيرا للكرة العراقية.