افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران ... قشة الانكماش

طهران

حاول الولي الفقيه الاستقواء بمجلس خبراء النظام، الذي يعاني امراض الشيخوخة، مع مرور خمسة اشهر على الانتفاضة الشعبية التي رفعت شعارات تطالب باسقاطه، واستطاعت الحاق الكثير من الاضرار بصورته وموقعه.
أستدعى خامنئي مجلس الخبراء بعد دورته الجديدة، باعتباره “المركز الأعلى والمجموعة الأهم في النظام” وحصل منه على بيان بالدعم القاطع لنهجه، كما أعرب المجلس عن مخاوفه من “حجم الإهانات غير المسبوقة الموجهة لعمود خيمة النظام”، وعلى الرغم من ذلك تحدث عن “إنجازات مبهرة للنظام” تقف وراء الاحتجاجات التي يواجهها.
اعترف خامنئي خلال اللقاء بخطورة اوضاع النظام، والاهم من ذلك  هجومه على نقاده من الجناح المهزوم، الذين يوجهون الرسائل المفتوحة لانقاذ النظام، حيث اشار الى  “هويتهم وشخصيتهم المعرضة للتدمير والانهيار” واتهمهم بانهم “يرون الجميع على غرار أنفسهم” مشيرا الى الرسالة التي وجهت في أبريل 1990  وتحدثت عن وصول البلد والشعب إلى حافة الدمار والهلاك الرهيب.
لم تكن كلمات خامنئي عفوية، فقد أعادت وكالة أنباء قوات الحرس الثوري نشر البيان المعروف باسم “منشور رجال الدين” الذي صدر في 22 فبراير 1989 ، العام الذي شرب فيه خميني كأس السم بعد الاتفاقية الدولية التي أنهت الحرب العراقية الإيرانية، واصدر خلاله حكم الإبادة الجماعية والقتل ضد مجاهدي خلق.
حدد خميني في ذلك المنشور الحد الفاصل لنظامه، بقوله “طالما أنا على قيد الحياة لن أسمح لمجاهدي خلق بتدمير اسلام هذا الشعب المسكين” وأملى شروطه على الذين كانوا ينتقدونه في تلك الفترة بتاكيده على “ان أبواب البلاد مفتوحة لجميع الذين ينوون الخدمة والانضمام، ولكن ليس بثمن تلك المطالب التي تنتهك جميع المبادئ، مثل لماذا قلتم الموت لأمريكا، لماذا شننتم الحرب، لماذا تستمرّون في تطبيق حكم الله ضدّ المنافقين والمعارضين للثورة، والمئات من الأسئلة الأخرى”
اراد خامنئي من خلال إعادة نشر رسالة خميني  ابلاغ الذين يسمون بالإصلاحيين المستائين، ان الباب الدوار ما زال على حاله، و الشرط الأساسي لقبولهم هو الخضوع دون قيد أو شرط، او سؤال، لولايته المطلقة.
يستشف من كلام خامنئي استمراره في سياسة الانكماش التي اعقبت تنصيب ابراهيم رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 ، وحرصه على تحذير الناقدين من خلال الاشارة الى عدم قدرة نظام ولاية الفقيه على ابداء المرونة والإصلاح.
تعيدنا هذه التطورات الى ما صرح به قائد المقاومة مسعود رجوي في 24 أيار 1997 حين قال بان “قطرة واحدة  من الحرية والقانون وحقوق الإنسان” ستدمر هذا النظام، فقد وجد خامنئي نفسه بعد عاصفة الانتفاضة المستمرة منذ 5 أشهر في مستنقع لا مخرج منه، سوى اللجوء خط الانكماش.