د. سامي خاطر يكتب لـ(اليوم الثامن):
مؤتمر ميونيخ مؤامرة فاشلة
طريق المؤامرات أمام الحق طويل وغير منتهي ومليئ بالباطل وأهله، ويقف الحق اليوم لمواجهة هذا الباطل داخل إيران وخارجها، في الداخل يواجه الشعب الأعزل دكتاتورية الملالي وجنودهم وآلة الموت الغاشمة التي خلفها الشاه المقبور للملالي، وفي الخارج تواجه المقاومة الإيرانية وقوى المعارضة الوطنية الإيرانية كافة ما يحاك من مؤامرات ضد الشعب الإيراني ومستقبله ضمن معركة سياسية صعبة لا تصمد فيها الدول، وآخر ما ظهر من مؤامرات هو محاولة المجتمع الدولي إنقاذ نظام الملالي القائم تحت حمايته من السقوط والوقوع بأيدي الثوار وقيام ما لا يريدونه أن يقوم في إيران بعيدا عن مظلتهم وبرامجهم، ويبدو أن المحتمع الدولي يعتقد أن مشروعاً يتعاون عليه نظام الملالي وابن الشاه وفلول دكتاتورية أبيه هو خيارهم الأمثل لإنقاذ الملالي وإبقاء المؤسسة الدكتاتورية الإجرامية الحاكمة في إيران مسلطة على رقاب الشعب..، قد تمتلك الأطراف الثلاثة ( الملالي- المجتمع الدولي - ابن الشاه وفلول دكتاتورية أبيه) القدرة المالية والإعلامية الكبيرة للعبث بحقوق الشعب الإيراني والقضاء على ثورته لكنهم لا يمتلكون الشرعية وفاتهم أن جيل اليوم ليس كجيل الأمس الذي غدروه وسرقوا ثورته بسبب إعدام القادة السياسيين وتغييبهم في السجون، ثورة اليوم التي يقودها جيل اليوم يقف ورائها رصيد كبير من التجربة السياسية المُكلفة وقيادة منظمة لديها خبرة العمل النضالي بكافة ظروفه لعقود طوال وبتضحيات كبيرة في الثورة الجارية في إيران اليوم، وعليه فإن مؤامرة الأطراف الثلاثة هذه محكومة بالفشل مقدما.
قد تدفعني هذه المؤامرة وغيرها إلى التفاؤل بشأن اقتراب نهاية الرجعية في إيران وظهور فجر المستقبل لإيران وكافة منطقة الشرق الأوسط ، وهنا أودُّ أن أؤكد للأبطال الثوار في شوارع إيران ولقيادتهم وللمقاومة الإيرانية أن مؤتمر ميونيخ وبدعوته لنجل الشاه المقبور ليس بالمؤامرة المقلقة على الإطلاق بل على العكس من ذلك، فهو خطوة مبشرة بالخير، حيث أنه يدل لمَن يعرف ومَن لا يعرف على أن الملالي وفلول الشاه يسعون إلى استمرار الحكم الديكتاتوري لإيران، وأن الغرب يسعى من جانبه إلى الاستمرار في استنزاف ثروات البلاد، واعلموا أن الغرب فشل في سعيه إلى تقسيم الدول العربية اتباعا لسياسة فرق تسُد، وبما أن إيران بلد متعدد القوميات والمذاهب يرى الغرب فيه أرضا خصبة للتفريق بين أبناء الوطن الواحد، والحقيقة هي أن الغرب لا يروق له دعوة قيادة المقاومة الإيرانية إلى توحيد القوميات، والتعايش السلمي مع الشعوب العربية في المنطقة، ولا سيما السعودية أملا في اغتنام فرصة التوتر بين الدول لاستنزاف ثرواتها، كما لا يعنيه سلام الشعوب وازدهارها، لذا يتعين علينا أن نواصل الثورة الحالية ونصعِّدها للإطاحة بالملالي، وليعلم الغرب بأنه لا شرعية لنجل الشاه البائد ولا للملالي ولا لأي تغيير يتضمن الملالي أو ابن الشاه وفلول دكتاتورية أبيه وأنه لا يقرر مصير إيران ومستقبلها سوى شعبها وقواه الوطنية؛ وليعيد الغرب حساباته، وهنا أيضا يتعيَّن على الدول العربية والإسلامية كدول وشعوب متضررة أن تدعم هذه الثورة بغية أن يأتي نظام ديمقراطي حقيقي وهو(المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة الرئيسة المنتخبة للمرحلة الإنتقالية السيدة مريم رجوي) ويتولى مقاليد الحكم في البلاد حتى قيام أول إنتخابات شعبية، كما على الثوار الأبطال على أرض الشوارع في إيران ألا ينسوا أن مقاومتهم الشريفة عانت الأمرين في العراق وباريس ولا تزال صامدة من أجلكم في ألبانيا بعد أن فقدت العديد من أبطالها الأوفياء على طريق الفداء للوطن.
إن المرجو كنتيجة لهذه المؤامرة الفاشلة هو إحباطكم والنيل من عزيمتكم للتخلي عن مواصلة الثورة والتسليم للكارثة المفروضة عليكم لتستمر آلامكم وتستمر امتيازات العصابة الدكتاتورية الحاكمة؛ ويدرك أحرار هذا العالم أنه ستفشل هذه المؤامرة ولن يكون هناك سوى المزيد من التصعيد في مسارات الثورة والصمود في وجه أعداء الوطن، وإن الحقيقة المؤكدة هي أن المستقبل لكم أنتم أبناء الشعب الثائر ابناء وذوي الشهداء وأولياء الدم.
الملالي المتأسلمون كافرون
نعم، إن الملالي يتاجرون بالدين ويتمسكون بملذات الدنيا وشغلهم الشاغل هو البقاء في السلطة على حساب حياة أبناء الوطن وفقرهم وإذلالهم وكأنهم يعيشون تحت نير الاستعمار، حيث أنهم يعانون من الاضطهاد والسجن والتعذيب والقتل على مدى 44 سنة، قال الله تعالى في الآية 18 من سورة الإسراء: ﴿ مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومٗا مَّدۡحُورٗا ﴾، ويستحب الملالي الحياة الدنيا ويحلِّلون الحرام ويحرِّمون الحلال لذا فهم كافرون، حيث قال الله تعالى في الآيتين 2 و 3 من سورة إبراهيم: ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿ ٢ ﴾ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ﴿ ٣﴾. ومن هذا المنطلق علينا أن نعلم علم اليقين أننا لا نناضل من أجل الأرض والأبناء والحرية والديمقراطية والمستقبل المزهر فحسب، بل نناضل تلبية لأمر الله تعالى بإقامة العدل في الأرض وإيماننا به للفوز بالنصر في الدنيا وبالجنة في الآخرة.