د. سامي خاطر يكتب لـ(اليوم الثامن):
المرأة في إيران تُسقط الدكتاتورية من أجل حق الوجود
نعم، ما من رجل عظيم إلا ووراءه امرأة، وبالتالي ما من شعب عظيم إلا والمرأة هي وقود النضال فيه، والأمثلة كثيرة ورائعة على ذلك:
تذكروا أيتها المناضلات الأحرار في شوارع وطنكم العزيز أن السيدة أشرف رجوي طيب الله ثراها، المناضلة البارزة في صفوف منظمة "مجاهدي خلق" في عهد الشاه، وآخر سجينة سياسية خرجت من سجونه عقب اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، وذبحتها قوات حرس نظام الملالي ظلماً وعدواناً؛ كانت قدوة يحتذى بها في النضال الوطني، واستمر دور المرأة الإيرانية في التألق في قطار النضال ضد الملالي أعداء المرأة والإنسانية ليتجلى في أنشطة السيدة المناضلة الحكيمة مريم رجوي التي لا تزال صامدة تدافع عن حقوق شعبها في كل مجال وتعرِّض نفسها للكثير من المؤامرات مضحيةً بالدنيا وما فيها من أجل أبناء الوطن، ولذلك، نجد إيران اليوم غنية بالمناضلات اللواتي يتخذن من السيدة مريم رجوي قدوة لهن من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقامة إيران حرة.
ومن المؤكد أن المرأة الإيرانية سوف تُسقِط دكتاتورية الملالي وتقف سداً منيعاً أمام مؤامرات نجل الشاه وفلوله، فهي العمود الفقري لوحدات المقاومة ووقودها الذي لا ينضب، وهي التي تعاني أشد أشكال التعذيب في السجون، والقمع والاضطهاد في كل مكان في إيران، وتتصدر الصفوف الأولى في الانتفاضة لتوجيه المتظاهرين وتشجيعهم معرضةً نفسها للقتل بالرصاص والحكم عليها بالإعدام راضية بشجاعة منقطعة النظير عن تقديم حياتها فداءا للوطن.
وبناءا عليه، يتعين على جميع شعوب العالم، ولا سيما النساء الوقوف بجانب المرأة الإيرانية في نضالها المشروع، وتباً لِمَن يتقاعس عن تأدية هذا الواجب الإنساني الذي تقره كل الديانات، إن المرأة، ولا سيما المرأة الإيرانية هي وقود التغيير والدافع الرئيسي لنهضة البلاد، لذا لجأ نظام الملالي إبَّان الانتفاضة الحالية إلى تسميم طلاب وطالبات المدارس بالغاز السام كآلية للانتقام من فتيات الانتفاضة وترويع المجتمع ضارباً بعرض الحائط كل المبادئ الدينية والإنسانية، ومن هذا المنطلق، لا يجب علينا أن نتجاهل دور المرأة ونتقاعس عن دعمها في تحقيق أهدافها المشروعة النبيلة، ونترك الوحش الكاسر (خامنئي) يصول ويجول في قتل أبناء الوطن، فمن يقتل شعبه لا يتواني عن غزو الشعوب المجاورة وتدميرها، ويجب على المقررين المعنيين بالطفل والمرأة، ولجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة؛ الإسراع في محاسبة نظام الملالي، ويتعيَّن على منظمة الصحة العالمية إرسال وفد إلى إيران للوقوف على أبعاد هذه الكارثة والعمل على كبح جماح جبروت هذا النظام اللاإنساني، وعلى شعوب العالم، ولا سيما شعوب المنطقة أن تعلم أن نظام الملالي الفاشي لا يعرف سوى لغة القوة، ولو امتلك القنبلة الذرية لن يتوانى عن تدمير القاصي والداني، فلا داعي للحوار مع هذا النظام أو استرضائه أو عقد الأمل على أنه سيُغيِّر من سلوكياته الشيطانية.
لذلك، أدعو جميع الحكومات، ولا سيما الحكومات الإسلامية إلى عدم التردد في مناصرة ودعم الشعب الإيراني ومقاومته الرشيدة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، واتخاذ إجراءات رادعة بإغلاق سفارات نظام الملالي القروسطى، والعمل على المزيد من عزلته عن العالم، وكشف النقاب عن نواياه الخبيثة تجاه شعبه وتجاه الشعوب الأخرى، ووضع حد لصمت المجتمع الدولي تجاه فساد نظام الملالي في الأرض، وأدعو المرأة في جميع أنحاء العالم إلى أن توفي بدورها في دفع الرجل إلى مناصرة الإيرانيات المناضلات في شوارع إيران وتخليصهن من أتون خامنئي وزمرته.
وأودَّ أن أقول للمرأة الإيرانية المناضلة: "لا يضيع حق وراءه مطالب، وما يحدث لك الآن اختبار من الله لمدى صبرك، واعلمي أن الله مع الصابرين، وتأكدي من أن النصر حليفك، فكم من أخواتك الإيرانيات اللائي ضحيَّن بحياتهن من أجلك! وأنت الآن تضحين من أجل أبناء وطنك، وأنت إمرأة صاحبة مبدأ وكرامة ومؤمنةٌ بقضاء الله وقدره، ويُضرب بك المثل في العالم بأسره. وفوق كل ذلك تتمتعين بمحبة الله ورضاه عنك، وأقسم لك بالله أن المتعة الحقيقية للإنسان تتجسد في النضال من أجل العدل والحرية ويزداد شجاعة وقوة عندما يواجه الظالم المستبد، خاصة إذا كان هذا الظالم يسعى إلى تدمير مستقبله ومستقبل أبناءه.
فلتحيا المرأة الإيرانية، و"لا للدكتاتور سواء كان الشاه أو الملالي.
د.سامي خاطر / أستاذ جامعي