افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

غربال الولي الفقيه

اطل الولي الفقيه في يوم الشجرة، بعد مرور مائة يوم على تسميم تلميذات المدارس، ليدلي بدلوه في القضية المثيرة لغضب الشارع الايراني، ويطلب من اجهزته الامنية معاقبة المتورطين، اذا كانت هناك ايد واشخاص ومجموعات متورطة “بالفعل” في الجريمة.  

اللافت للنظر في تصريحاته انها كانت عابرة، متحفظة، مشروطة، ويعتريها الشك، بدلا من اعلان موقف واضح، او اصدار بيان، او اعطاء اوامر بمقاضاة المتورطين، والواضح من عباراته انها تهدف للتقليل من اهمية القضية.   

ولم يكن اداءه في القضية مفاجئا للايرانيين، الذين خبروا مكائده، ولا سيما خلال ادارته لملف جائحة كورونا في 3 مارس 2020، التي حولها الى فرصة لنجاة نظامه، ونعمة لتكبيل المجتمع وإخضاعه، حتى لو تسبب ذلك بآلام ووفاة 550 ألف مواطن، الامر الذي اتاح له تأجيل الانتفاضة لمدة عامين.   

استخدم النظام وآلته الدعائية على مدى الاشهر الثلاثة الماضية مختلف أساليب الخداع ـ إنكار ونفي وتشهير بالطالبات وتحميل المسؤولية لاعدائه ـ التي تندرج في اطار الحرب النفسية، وفي هذا السياق جاء توجيه أصابع الاتهام نحو مجاهدي خلق، على امل اصابة عدة عصافير بحجر واحد، بدء من ابقاء المجتمع في مناخات الضغط النفسي لايقاف محرك الانتفاضة التي لعبت النساء والفتيات دورا قياديا فيها؛ مرورا بتشويه صورة مجاهدي خلق والمقاومة المنظمة ووحدات المقاومة، والتغطية على الازمة الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة.   

ولم يكن فشل دعاية الملالي خافيا، فقد سحبت وكالة أنباء الحرس اتهاماتها قائلة انه “بالرغم من أن البعض يعزو حالات التسمم إلى قوى خارج البلاد، بما في ذلك مجاهدي خلق” لا يمكن اعتبار الادعاء جادا.   

ومع فشلهم في ترويج ادعائهم اضطر قادة النظام لاعلان عناوين أعداء آخرين، يعملون بشكل عشوائي، لكن حظهم في النجاح لم يكن افضل من المحاولة السابقة، فمن غير الممكن ان تكون جريمة بهذا الحجم والانتشار خارج دائرة افعال قوات الحرس والباسيج، ذات الخبرة في الحرب الكيميائية، والتي تستطيع الوصول إلى مصادر ضخمة للغازات السامة في جميع أنحاء البلاد.   

لا يستطيع الحرس والباسيج ارتكاب مثل هذه الجريمة الواسعة النطاق إلا بأمر من خامنئي، أو على الأقل بعلمه وموافقته، الامر الذي كان واضحا لمجاهدي خلق، حيث طالب المتحدث الرسمي باسم المنظمة بحضور النظام إلى محكمة دولية، أو القبول بلجنة دولية لتقصي حقيقة التسمم يحضرها ممثلون عن مجاهدي خلق، وإلا عليهم  انتظار نيران وحدات المقاومة، وبالتالي لم يكن ظهور الولي الفقيه في عيد الشجرة الا محاولة للتغطية على ما تكشف من الحقيقة، ينطبق عليها مَثَل اخفاء الشمس بالغربال.