افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران.. ايقونة لنساء العالم

اظهر مؤتمر “نحو جمهورية ديمقراطية : قيادة النساء الايرانيات في الصف الامامي للنضال” الذي عقد بين بروكسل ومعسكر اشرف “3” في البانيا، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قوة النموذج والمثال الذي قدمته المرأة الايرانية للعالم من خلال نضالها ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي، ومشاركتها في احداث الانتفاضة التي تشهدها البلاد منذ ستة اشهر.  

رأت وزيرة الدفاع الالمانية السابقة غيرت كرامب كارنيرباور في المرأة الايرانية مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم “خاصة بالنسبة لنا” وقالت دومينيك أتياس رئيسة المجلس الإداري لمؤسسة المحامين الأوروبية والرئيسة السابقة لنقابة المحامين الأوروبية التي تضم أكثر من مليون عضو ان المرأة الإيرانية في طليعة النضال، وما يحدث الآن يظهر الكفاح الطويل والمؤلم الذي خاضته في كل عصر ومكان، مشيرة الى هتافات النساء بالموت للظالم سواء كان الشاه او خامنئي.  

توقفت وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة والزعيم السابق لحزب المحافظين الكندي كانديس بيرغن عند التضحيات التي قدمتها المرأة الايرانية في نضالها لنيل الحرية قائلة “ضحين بعائلاتهن، وبعض آمالهن وأحلامهن، وبعض الأشياء التي تجعلهن نساء، والتعليم والأفراح التي كان يمكن أن يحصلن عليها، من أجل فرح أكبر ومهمة أعظم”.  

ولم يكن دور التنظيم والتوجيه الذي افضى للوصول الى هذا المكانة غائبا عن اذهان القياديات النسائيات خلال حديثهن عن نضال الايرانيات، حيث اشارت المديرة السابقة للعلاقات العامة في البيت الأبيض ليندا شافيز الى اثر منظمة مجاهدي خلق والرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي التي تواجه نظام الملالي بشجاعة، الامر الذي كان اكثر وضوحا في كلمة  عضو البرلمان الاتحادي البلجيكي كاثلين ديبورتر التي قالت ان رجوي اثبتت ما هي قيادة المرأة، فهي “تأخذ النساء إلى حيث يجب أن يذهبن، ليصبحن زعيمات سياسيات، لنتمكن من أخذ المستقبل بأيدينا”.  

جاءت قراءة القياديات النسائية لدور المرأة الايرانية مستندة الى خلفية وعي ومعرفة بتفاصيل المشهد الايراني وتراكماته الممتدة الى ما يزيد عن اربعة عقود حيث اكدت  كارنباور عبثية فكرة استبدال ديكتاتور بآخر، مشددة على ضرورة تقديم الدعم للمعارضة بقيادة رجوي، التي طرحت برنامجها لإيران حرة وديمقراطية، فيما اشارت وزيرة حقوق الإنسان السابقة في فرنسا راما ياد الى سذاجة الرهان على الحد من مقاومة الايرانيات للحجاب، وانهاء معركتهن قبل الحصول على ما يردن، وشددت عضو برلمان بروكسل ورئيسة شؤون المرأة في الحزب الليبرالي البلجيكي لطيفة آيت بعلا على إن “نضال المرأة والمجتمع في ايران لا يقتصر على مسألة الحجاب الإجباري، فهو كفاح هو من أجل الحريات والحقوق الأساسية، والمساواة بين الجنسين، وحقوق الأقليات، العرقية وغير العرقية، وإنهاء عنف النظام.  

من خلال الصلابة التي اظهرنها في الميدان، وعيهن في التعامل مع التطورات المتلاحقة، وتراكمات نضالهن في مواجهة نظامي الشاه والملالي، تمكنت الايرانيات من تكريس حضورهن كنقيض لدكتاتوريتين صادرتا حقوقهن حتى في اختيار الملبس، وخصم لا يمكن هزيمته، وقدمن بذلك الايقونة والنموذج الذي يحتذى للنضال من اجل فضاء عالمي اكثر رحابة.