نجمي عبدالمجيد يكتب لـ(اليوم الثامن):
الجنوب وروسيا شراكة استراتيجية
تعود مرحلة العلاقة بين الجنوب العربي وروسيا الى عام 1900م في عهد قيصر روسيا نقولاي الثاني حيت كانت تصل الى ميناء عدن السفن الحربية والتجارية عبر قناة السويس مرورا ببحر العرب وصولا الى الخليج العربي حتى بندر عباس في ايران وبعد استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967م ارتبطت الدولة الجنوبية بعلاقات واسعة مع دول المنظومة الاشتراكية وفي مقدمتهم الاتحاد السوفيتي .
ومن يقرأ الجغرافيا السياسية للجنوب العربي في الوقت الحاضر يدرك الأهمية الكبرى لمنطقة الجنوب في دائرة الصراع الإقليمي والدولي ورغبة القوى العظمى في اقتسام المنطقة حسب خارطة الشرق الأوسط الجديد ، وروسيا التي انسحبت من المشهد السياسي في المنطقة العربية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتغير مراكز القوة لتصبح أمريكا صاحبت النفوذ الأول في هذا الجانب .
الا ان تبدل مراكز الصراعات الدولية ورفض عض الدول لسياسة هيمنه القطب الواحد وعندما نعود لما كتب حول حرب 1994م وخروج الحليف السابق من الجنوب الاتحاد السوفيتي كيف انفردت أمريكا بالجنوب وكانت المخطط الأول لتفجير حرب 1994م ودعم نظام صنعاء في احتلال الجنوب حيت وجدت أمريكا ، انما بقى من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سواء العسكرية والأمنية والمدنية فقد وضعتها في خطة التدمير الشامل تحت شعار ( الحفاظ على وحدة اليمن ) حيت فرضت الوحدة على الجنوب تحت الوصايا الامريكية واليوم تعود روسيا كالدولة تستعيد مجد نفوذها في المنطقة وبناء احلاف جديدة بعد ان تأزمت علاقتها مع دول المنطقة وبالذات المملكة العربية السعودية التي سعت في السنوات الأخيرة الى الخروج من تحت المظل الامريكية واقامت تحالفات مع دول لا تقبل بسياسة القطب الواحد .
وروسيا تعرف مدى أهمية الجنوب في هاذي المرحلة بالذات بما له من موقع ذات خطورة عسكرية وثروات وشعب يسعى لاستعادة ارضة ،حيت بدى الموقف الأمريكي من القضية الجنوبية يدخل في سياسة إدارة الازمات وترحيلها بدون حلول وهاذي الطريقة عطلت مصالح الكثير من الدول التي كانت تظن ان أمريكا قارة على حل هده المسائل بدون تطويل .
ان روسيا اليوم وهيا من اقطار السياسة والقوة العسكرية العالمية تدرك أهمية استعادت نفوذها في مواقع العلاقات السابقة ، واذا نظرنا الى القضية الجنوبية في هذا الشأن علينا ان ندرك ان وضع ملف الجنوب في ميزان قوة واحدة لا يخلق التجاور في المصالح ، بل علينا مخاطبة مراكز القوة المتعددة في المجتمع الدولي ومنها روسيا حتى نتجاوز فرضية الاتجاه الواحد .
انا من ينظر الى واقع الجغرافيا السياسية للجنوب سوف يجد كيف رسمت القوة الدولية والإقليمية مساحات نفوذها على هذه الأرض وذلك يتطلب منا الاستعانة بأصدقاء الامس حتى نفرض واقعا مغايرا يتبنى مصالح شعب الجنوب.
وتأتي زيارة القائد عيدروس قاسم الزبيري رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.
في أوضاع لها من تحركات إقليمية ودولية والتبدلات الجارية في المشهد الدولي اتجاه المنطقة، فإيران ومشروعها التوسعي في المنطقة والسعودية كا قوة تقف امام هذا التوسع وتفكك يضرب دول عده في المنطقة، ليست منطقة الخليج العربي بعيدة عنها وبالذات ان تصاعدت مطالب المذهبية الشيعية بحق تقرير المصير، وكذلك ما وضعته أمريكا اتجاه السعودية في مخطط يهدف الى تقسيمها الى خمس دويلات في مشروع الشرق الأوسط الجديد وهذا يؤكد على ان المنطقة بحاجة الى قطب دولي مثل روسيا يعمل على حفظ التوازنات بين مصالح هاذي الدول والاهداف الامريكية لذلك علينا ان نضع هذه الزيارة لقيادة المجلس الانتقالي في دائرة القراءة السياسية التي تربط القضية الجنوبية وما تتعرض له من ضغوط إقليمية ودولية وسعي بعض القوة لإنهاء الحرب باليمن دون حلول جدرية وجعل الأمور معلقة كل هذا يتطلب التعامل مع هذه الزيارة من منطلق سياسية الاقطاب التي تحدت التوازن الاستراتيجي في المنطقة .
وتظل أبواب الاحتمالات مفتوحة امام المشهد السياسي القادم والذي سوف يصنع الرؤية من منطلق الهدف .