افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران.. فشل استراتيجي
خابت تطمينات وتوقعات الولي الفقيه بان يكون العام الايراني الجديد عاما لضبط التضخم ونمو الانتاج، فقد ظهر ما يثبت عكس هذه الوعود مع مرور الشهر الاول من العام الجديد، ليواجه خامنئي مرة اخرى تحديات اعادة ترميم مصداقيته المتآكلة.
حطم التضخم الأرقام القياسية في هذا الشهر، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والإيجارات بنسبة تتراوح بين 60 و 70 %، وتداول الاعلام الرسمي الايراني هذه التطورات ودلالاتها.
نشر موقع جماران تقريرا يشير لتضخم أسعار المواد الغذائية وايجارات المساكن بنسبة عشرات بالمئة، العجز عن إدارة أسعار سلع اساسية مثل الدجاج والبيض والسكر والزيت، واعتبر ذلك مثالا واضحا على فشل وعود ممثلي الحكومة بالسيطرة على التضخم.
تطرقت صحيفة “توسعة ايراني” لارتفاع ايجارات المساكن 10 مرات واعترفت صحيفة قوات الحرس “جوان ” بان طهران أصبحت الآن واحدة من أغلى المناطق السكنية في العالم.
لا شك في ان ضغط الزيادة المفاجئة على ايجارات المساكن قاتل بالنسبة لجميع الناس، وخاصة العمال والكادحين والطبقات المحرومة، في الوقت الذي انخفضت أجور العمال عمليا خلال السنوات الخمس الماضية إلى أقل من الثلث، مما يضع الفئات ذات الدخل المنخفض التي تعيش تحت خط الفقر وتشكل 80٪ من سكان البلاد امام خيارات محاولة العثور على وظيفة ثانية أو ثالثة أو مغادرة المنزل للانتقال إلى سكن أصغر في الجنوب أو على أطراف المدينة، الامر الذي تصفه صحف النظام بالهجرة السكانية الضخمة.
في هذا السياق أثارت وعود إبراهيم رئيسي ببناء 4 ملايين منزل خلال 4 سنوات سخرية حلفائه الذين يشيرون الى عدم امكانية وصف ما جاء في هذه الوعود من كذب ووقاحة.
ذكرت بعض وسائل اعلام النظام ان إبراهيم رئيسي راض عن مجرد إعطاء الأوامر، وهذه الأوامر لم تؤد إلى نتيجة إيجابية، ففي أكتوبر من العام الماضي مثلا أمر بتشكيل لجنة مراقبة للسيطرة على التضخم، ولم يتم تقديم تقرير عن أداء اللجنة ونتائج أنشطتها، واصدر في أبريل أمرا جديدا بتشكيل فريق عمل لمراقبة عوامل التضخم.
وتثير الطريقة السخيفة والمتعجرفة التي يتبعها رئيسي ضجر أعضاء البرلمان، حيث تعالت أصوات احتجاجهم على الرغم من ضغوط خامنئي لاجبارهم على دعم الحكومة، وطالبه عضو البرلمان قطب ابادي بالاستقالة قائلا “على السيد رئيسي أن يسير على ميدان ألغام الاستقالة”.
سواء استقال رئيسي او اقيل، يمشي خامنئي في حقل الغام، فهو المبادر لتنفيذ “مشروع رئيسي” الذي حول السلطة الى لون واحد لصد الانتفاضة، ويواجه فشلا ذريعا في توحيد النظام ودعم الرئيس الذي نصبه، ولا شك في ان للفشل الاستراتيجي الذي يواجهه الولي الفقيه عواقبه واثاره المختلفة التي ستحول العصابة الاجرامية الحاكمة الى رماد. ولكن هذه المرة لن يفلت خامنئي من الشعب والمقاومة الإيرانية ، وستفتح وحدات المقاومة أبواب الجحيم في وجه خامنئي ونظامه.